واشنطن تدرج «شام الإسلام» و«المهاجرين والأنصار» على لائحة الإرهاب

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أمس أن الغارات التي تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها استهدفت 12 مصفاة نفطية، يسيطر عليها تنظيم «داعش» شرق سورية، مشيرة الى أن هذه المصافي تنتج ما بين 300 و500 برميل يومياً وتدر نحو مليوني دولار يومياً للتنظيم.

وقال المتحدث باسم «البنتاغون» جون كيربي إن الضربات الجوية طالوت 13 هدفاً بينها 12 مصفاة في شرق سورية، مشيراً أن الهدف 13 كان آلية للتنظيم قرب دير الزور، مشيراً أن الهدف من قصف المصافي كان عرقلة تموين وتحرك آليات «داعش» وتجفيف مصادر تمويله.

وأضاف كيربي أن «هذه المصافي صغيرة الحجم توفر الوقود لعمليات التنظيم والأموال لتمويل هجماته المتواصلة في أنحاء العراق وسورية وثروة اقتصادية لدعم عملياته في المستقبل، موضحاً أن القيادة لا تزال تقيّم نتيجة الضربة على المصافي ولكن «الدلائل الأولية تقول إن الضربات كانت ناجحة».

وتشير مصادر أميركية إلى أن «داعش» ينتج أقل من 100 ألف برميل من النفط الخام يومياً. وقد تصل قيمة ذلك إلى 9.6 مليون دولار في أسواق الطاقة العالمية. لكن التقديرات المتعلقة بحجم ايرادات الجماعة أقل من ذلك بكثير.

وأكد المسؤول الأميركي أنه من السابق لأوانه القول إن التحالف ينتصر على «داعش» وأشار الى أن التنظيم ما زال يمكنه الوصول الى متطوعين واسلحة وتمويل حتى بعد عمليات القصف في سورية والعراق.

وقال كيربي للصحافيين «سؤالكم هو… كيف تعرفون انكم تنتصرون؟ وما اقوله لكم هو اننا سنستغرق بعض الوقت لنكون قادرين على ان نقول ذلك». وأضاف: «حتى بعد الضربات التي تعرضوا لها… ما زال لديهم تمويل عند اطراف اصابعهم. ما زال لديهم كثير من المتطوعين. ما زال لديهم كثير من الاسلحة والمركبات والقدرة على التحرك».

وأكد كيربي أن موجة القصف الأولى كانت أميركية حصراً لأن الإستهداف كان من خلال صواريخ كروز، مشيراً الى أن الموجة الثانية حصلت بمشاركة طائرات إماراتية والثالثة شاركت فيها طائرات من دول عربية أخرى.

الى ذلك، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار الرقم 2178 الذى يدعو الى وقف تدفق المقاتلين الأجانب عبر الحدود إلى دول العالم وبخاصة إلى سورية والعراق.

ودان القرار التطرف العنيف الذى قد يهيئ المناخ للإرهاب والعنف الطائفي وارتكاب الأعمال الإرهابية من قبل المقاتلين الإرهابيين الأجانب، ودعا إلى نزع أسلحة جميع المقاتلين الإرهابيين الأجانب ووقف جميع الأعمال الإرهابية أو المشاركة في الصراع المسلح.

وبعد يوم من التصويت على القرار الأممي وضعت وزارة الخارجية الأميركية لائحة تضم أسماء أشخاص ومجموعتين مقاتلتين في سورية، على قائمة الإرهاب، وحظرت واشنطن التعامل معها وفرضت قيوداً عليها.

المجموعتان هما «جيش المهاجرين والأنصار»، التي تأسست في شباط عام 2013، وحركة «شام الإسلام» التي أسست في آب من العام نفسه، حيث تضم المجموعتان الارهابيتان مقاتلين من جنسيات فرنسية والبانية وبوسنية وسعودية وصومالية وشيشانية.

جاء ذلك في وقت أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تدعو جميع الدول إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن المطالبة بمنع التحريض على الإرهاب.

وفي جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت يوم أمس لبحث التهديدات الإرهابية للسلام والأمن في العالم قال لافروف إن التنظيمات الإرهابية تعرض للخطر «مستقبل الدول، الأمر الذي يتبين من أمثلة العراق وسورية وليبيا»، إلى جانب المخاطر المحدقة بلبنان واليمن ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى.

وأكد الوزير الروسي دعوة بلاده إلى تعزيز التعاون الدولي الرامي إلى وقف الإرهاب بجميع أشكاله، والتخلي عن المعايير المزدوجة وتقسيم الإرهابيين إلى «طيبين» و «أشرار»، وتنفيذ دول العالم لقرارات مجلس الأمن المطالبة بحظر التحريض على الأعمال الإرهابية، وإغلاق قنوات تجارة النفط غير الشرعية، وفرض العقوبات ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة، وحظر تدفق الأسلحة من ليبيا.

وفي تعليق على تبني مجلس الأمن القرار 2168 أشار لافروف إلى أن مهمات كهذه تتطلب اعتماد مدخل شامل يشمل الجوانب المالية والإدارية والاجتماعية والإيديولوجية لهذه المشكلة، إضافة إلى ضرورة ضمان سيادة جميع الدول.

من جانبه، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن تنظيم «داعش» وحشي وهمجي للغاية لكنه تساءل في الوقت نفسه عن دوافع حملة الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة على سورية.

وقال روحاني «سواء كانوا يخضعون لضغوط من الرأي العام المحلي أو يريدون القيام باستعراض يوظفونه لدى جمهورهم أو لديهم هدف حقيقي وملموس في المنطقة، ليس الأمر واضحاً تماماً بالنسبة إلينا» مؤكداً «أنه لا يمكن القضاء على أي مجموعة إرهابية وتدميرها من خلال غارات جوية وحدها».

واتهم الرئيس الإيراني دولاً في المنطقة لم يذكر أسماءها بالوقوف وراء بروز تنظيم «داعش» من خلال دعمها المجموعات المسلحة التي تحارب الحكومة السورية، قائلاً: «كل هذه الدول شجعت ودعمت هؤلاء الارهابيين في شكل أو آخر، الإرهاب سيء دائماً من دون استثناء. لا يمكن أن نقول إنه جيد الآن ثم نقوم بإدانته في وقت آخر. إنه دائماً سيء وشرير».

وأكد روحاني ضرورة التنسيق مع الحكومة السورية في ما يتعلق بتوجيه ضربات جوية لمواقع الإرهابيين في سورية، مشدداً على أن القصف الجوي الذي تقوم به أميركا وحلفاؤها على مواقع الإرهابيين خارج إطار القواعد الدولية ومن دون التنسيق مع الحكومة السورية هو أمر مدان ومناقض للقانون.

ميدانياً، استمر تقدم الجيش السوري على مختلف محاور القتال وسيطرت وحداته بالكامل أمس على بلدة عدرا العمالية في الغوطة الشرقية لدمشق بعد شنه هجوماً مباغتاً من ثلاثة محاور، واحكامه الطوق على المدينة في ظل هروب مجموعات كبيرة من المسلحين.

في حين استمرت الاشتباكات العنيفة بين الجيش والمسلحين في عدرا البلد، وسط قصف مدفعي وجوي مركز استهدف ارتال المسلحين الفارين باتجاه مدينة دوما وباقي بلدات الغوطة.

كما أحرز الجيش السوري تقدماً في حي جوبر الملاصق للعاصمة ودمر العديد من الأنفاق التي كان يستخدمها المسلحون، في ما استهدفت وحدات اخرى من الجيش مسلحين في وادي عين ترما وعربين وزملكا والدخانية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى