عباس: العيد منقوص مع غياب السياسة التربوية السليمة وعدم تلبية مطالب المعلمين النحيلي: حزبكم رائد دوماً في ترسيخ قيم الوعي والنضال والنهضة في الأجيال كرم: سعاده المعلم الأول العظيم لم يتعب عقله من إبداع العز وتعليم القادة

في سياق احتفالات الأول من آذار، وبمناسبة عيد المعلم أقامت عمدة التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي حفل عشاء حاشد في مطعم الأوكتاغون ـ كفرحزير، تكريماً للمعلمين، حضره إلى جانب عميد التربية والشباب عبد الباسط عباس، عميد الخارجية حسان صقر، عضو المكتب السياسي النائب السابق سليم سعاده، وكيل عميد الإذاعة كمال نادر، وكيل عميد التربية والشباب إيهاب المقداد، المندوب السياسي للحزب في الشمال منفذ عام طرابلس زهير الحكم، منفذ عام الكورة د. جورج برجي، منفذ عام عكار ساسين يوسف، منفذ عام المنية الضنية محمد هرموش، وعدد من أعضاء المجلس القومي وهيئات منفذيات الشمال ومسؤولو الوحدات.

كما حضر عدد كبير من المعلمين والفاعليات تتقدّمهم رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي، مقرّرة فرع رابطة التعليم الثانوي في الشمال ملوك محرز، رئيسة فرع رابطة التعليم الساسي في الشمال فداء طبيخ، مدير جامعة الـAUCt كارلو حاوي وفد من أساتذة الجامعة، ومدير معهد الأب نادر الفني الياس نادر.

بداية، ألقى ناظر الإذاعة في منفذية الكورة هنيبعل كرم كلمة ترحيب استهلها بالقول: «المعلم هو خط الدفاع الأول في إعداد الأحداث، وإخراجهم من الأفكار الهدامة والبالية التي تجتاح ثقافتنا، هكذا علّمنا سعاده المعلم الذي نذر حياته وقفات للعز، وهو الذي وقف حياته من أجل نهضة الأمة وانتصارها».

وأضاف: «ماذا نقول في حضرة المربي والمُهذِّب والمُعِدّ؟ فالمعلم هو تلك السنديانة التي تكسّرت على جبهتها عواصف الجهل، والزيتونة التي علّقت على أغصانها شمس الحرية قناديل الحبر أرواحاً تغزل سنابل الخير، والمعلم هو الذي يمسك التراب ليحوّله طيناً بحروف من نور، فلك التحية أيها المجاهد في بلد لا يرحم وأيّها المناضل في مجتمع مهشّم ممزق».

وتابع: «أيها العظيم الذي لم يتعب عقله من إبداع الإجابات أيها القديس الذي ينضح مداده عنفواناً وعزاً وكرامة، يا معلّم القادة والشهداء، من علّم سناء ومَن قال لأدونيس يا بطل، أعلن ما لديك فالوطن شهيد زفير، ومَنْ ردّد لا لست شمعة تذوب بل زوبعة تخرج الفجر من فوهة الدماء».

كلمة المكرّمين

بدورها ألقت المربية يولا النحيلي كلمة المدرّسين المكرّمين، فأكدت أنّ «العلم رسالة ورسالة النهضة تطوير المجتمع من خلال الأجيال التي تتخرج على أيدي المعلمين، من أجل النجاح في المدرسة والحياة».

وأضافت: كم هي شاقة طريق التربية والتعليم في أيامنا هذه، فكيف نحمي طلابنا من المخاطر والبدع التي تحيط بمجتمعنا، ومن الثقافات المتطرفة والهدامة التي أدّت إلى الدمار والحروب، كيف نجعلهم رجالاً أقوياء أشداء مسلحين بالعلم والأخلاق والمبادئ الخيرة».

وتابعت نحيلي: «حزبكم كان ولما يزل رائداً في ترسيخ، هذه القيم فأنتم من زرع في الأجيال الوعي والفكر والنضال والنهضة للسير بالمجتمع قدماً إلى الأمام».

وإذ لفتت إلى أنّ «تربية الأجيال أمانة في أعناقنا وعلينا يتوقف مصير الأوطان»، اعتبرت أنّ هذا التكريم شهادة نعتز بها على إتمامنا المهمة والقيام بواجبنا، كما نتمنّى من حزبكم أن يقف إلى جانب المعلم ودعمه ومساندته ليؤمن الحياة الكريمة له ولعائلته، وليعط أفضل ما عنده لإنجاح العملية التربوية».

وختمت نحيلي بتوجيه التحية إلى «المعلم الكبير أنطون سعاده، وأعربت عن الشكر والتقدير للحزب على هذه اللفتة الكريمة، وبالأخصّ لعمدة التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي وتمنّت له الاستمرارية والثبات».

كلمة الحزب

وألقى عميد التربية والشباب عبد الباسط عباس كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي فأشار إلى «أنّ القضية الأولى التي تواجه الأمم وتقدمها هي قضية التربية والتثقيف، فهي قضية الصراع الفاصل بين نفسية فتية تنظر إلى الحياة والكون والفن نظرة جديدة، ونفسيات اعتادت النظر إلى شؤون الحياة ضمن الحدود المغلقة التي تكوّنت فيها. ولأنّ صلب المعركة هو في تثقيف نفسية الأحداث ومعارفهم في البيت وفي المدرسة الابتدائية والمدرسة الثانوية، كان لا بد من أن يكون المعلم هو الجندي الأول الذي يدخل ويحارب لإنقاذ نفوس الأحداث من العقائد الغريبة والمتأخرة، وإدخال الأفكار الاجتماعية المحرّرة لتلك النفسية والبانية لها».

أضاف: «ولأنّ تربية الأحداث وتلقينهم العلم الصحيح وإرشادهم إلى الحقيقة مهمة خطيرة إيجابياً، فإنه لامتياز عظيم أن يكون المرء معلماً، فمن المعلم نتعلم أن للنجاح قيمة ونتعلّم التفاني والإخلاص في العمل ونتعلّم أن لا مستحيل في سبيل الإبداع والرقي، لذا فإنه فرض وواجب أن نكرّم المعلمين في عيدهم «عيد المعلم» في التاسع من آذار. وشهر آذار هو شهر التجدد والعطاء، أوله عيد معلمنا وزعيمنا سعاده ومنتصفه عيد الأم والطفل، وآخره عيد الأرض، فكم هو عظيم هذا الشهر الذي نحتفي فيه بأرضنا ومعلمنا وأمهاتنا وأطفالنا وولادة الوعي القومي فينا.

وتابع عباس: «على ما يحمل هذا العيد من معانٍ إنسانية راقية لأنّ التعليم مهنة بناء نفوس وعقول الجيل الجديد ويؤسس لمستقبل أفضل، يبقى العيد منقوصاً مع غياب السياسة التربوية السليمة ومع عدم تلبية المطالب المحقة للمعلمين، لذلك نؤكد على التالي:

1ـ إنصاف المعلمين وتحقيق مطالبهم وإقرار سلسلة الرتب والرواتب من دون تلكؤ، فالوضع أصبح لا يُطاق والمماطلة الحاصلة في هذا الملف وصلت إلى أبعد الحدود.

2ـ إنهاء بدعة التعاقد والعمل على تثبيت المتعاقدين بعد إخضاعهم لدورات تدريبية.

3ـ تعزيز وضعية تعاونية موظفي الدولة لتتمكّن من تلبية الخدمات بشكل أفضل.

4ـ اعتبار مادة التربية المدنية مادة أساسية وزيادة معدلها، لأنها المادة الوحيدة التي يمارس فيها الطالب المواطنية الصحيحة وإدخال مادة تطبيقية عليها يتقرّب فيها الطالب في الوطن ومؤسساته ومصالحه وأرضه.

5ـ دعم المدرسة الرسمية وتجهيزها بالمختبرات اللازمة وفرض إلزامية التعليم ومجانيته حتى انتهاء المرحلة الثانوية.

6ـ تعديل المناهج التربوية وإيلاء الموسيقى والرياضة اهتماماً حقيقياً فالأولى تهذب النفوس والثانية تهذب الأبدان.

وعلى الصعيد الوطني: فلا بدّ من الإشارة إلى أنّ لبنان يعيش حالة من التخبّط والضياع والصراع على أمل وضع قانون انتخابي الكلّ يريده على قياسه، لكننا نقول ومن موقع الحرص على البلد أنّ لبنان لا يستقرّ ولا تطبّق العدالة فيه ما لم يكن هناك قانون انتخابي عادل يحفظ حق الجميع في التمثيل الصحيح، فالقانون الأمثل هو لبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس النسبية وخارج القيد الطائفي.

ومن ناحية ثانية، فإننا نحيي الجيش اللبناني والقوى الأمنية الساهرة على حماية البلد من خلال متابعة الخلايا الإرهابية وتفكيكها والسهر على سلامة المواطنين».

وقال عباس متوجّهاً إلى المعلمين: «أيها المعلم أيتها المعلمة أنتم قدوة حية يرى الأولاد في تصرّفاتكم في كلّ أمر صغير أم كبير، يرى نفسه في المستقبل، لذا كونوا مثالاً للحرية والواجب والنظام والقوة على ما تشمل هذه المبادئ من خير وحق وجمال وسمو، فتعشق نفوس أطفالنا حينها هذه المبادئ وتستنير بهدي التعاليم والمعرفة الصحيحة فينشأون جيلاً جديداً قوياً خالصاً من إدارة الذل والقناعة بالباطل سالكاً في طريق الحياة.

أيّها المعلمون إنّ أبناءنا هم استمرار حياتنا واستمرار المبادئ التي تعبر عن حقيقتنا، وأنتم خير مَن يعبر عن تلك المبادئ وأكثر مَن يستطيع إيصالها، وكلنا نعلم أنكم شموع تحترق لتنير دروب الآخرين عطاءً وتضحيات شتى تنثر من أجل الوصول للأسمى».

وختم: «لكم من قيادة الحزب أيّها المعلمون أطيب التحيات وأصدق المشاعر، وفي عيدك أيها المعلم نقول: لك التكريم يا صاحب المعالي فيك تجتمع زين الخصال، بعلمك قد علوتَ اليوم قدراً، فقدرك بين الناس عالي فعذراً يا مربّي الأجيال، عذراً بحقك لن تغني اليوم كلماتي.

وبعد الكلمات، سلّم عباس وصقر وبرجي وحاماتي وبعض الحضور دورعاً تكريمية للمكرمين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى