علي عبد الكريم: الرهان على إضعاف سورية وإسقاطها فشل وهي ترفع شارة النصر الأحزاب الوطنيّة: نحن إلى جانبها بلحمنا ودمنا واقتصادنا ومجتمعنا ووحدتنا
زار وفد من الأحزاب والقوى والشخصيّات الوطنيّة اللبنانيّة السفارة السورية في اليرزة أمس للتضامن مع سورية بمناسبة مرور ست سنوات على الحرب عليها.
بدأ اللقاء التضامني بالنشيد السوري وعرض فيلم وثائقي عن تدمير سورية وحضارتها وآثارها، خصوصاً في حلب.
قماطي
ثمّ تحدّث رئيس الوفد عضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي، فقال: «جئنا هنا اليوم بِاسم الأحزاب والقوى اللبنانيّة باختلاف ألوانها ومعتقداتها وبخطّ سياسي واضح. جئنا ونحن نمثِّل بالأرقام وبحسب آخر انتخابات أُجريت في لبنان أغلبيّة الشعب اللبناني. بِاسم هذه الأغلبيّة والأحزاب والشعب اللبناني اليوم جئنا في هذه الذكرى الأليمة لتفجُّر المؤامرة وإشعال الفتنة في سورية لنقول لشعب سورية ولرئيس سورية إنّ هذا الشعب اللبناني بكلّ انتماءاته وتوجّهاته وألوانه السياسيّة يقف معكم بقلبه وبيده وبدمه ولحمه وباقتصاده، يقف معكم بكلّ مجالات القوى وبكلّ مجالات الدعم».
أضاف: «ما شاهدناه في الفيلم الوثائقي يدمي القلب ويدمع العين، فما كانت عليه سورية من قوّة وسلم وحياة وتعايش واقتصاد ودور سياسي كبير في المنطقة، وما حاولوا أن يحوّلوها إليه من دمار وفتنة وتشتّت وتقسيم ومذهبيّة وطائفيّة وإلغاء للدور السياسي الذي كان عنوان الأساس محور المقاومة ورأس حربة في محور المقاومة في مواجهة العدو «الإسرائيلي» في المنطقة. الهدف إلغاء هذا الدور، وإلغاء سورية العربيّة القوميّة المواجهة والمعادية لـ«إسرائيل»، واستبدالها بسورية أخرى. لقد دفع الشعب السوري كلّ هذا الألم والوجع والتراجع في اقتصاده وعيشه ووحدته وسلمه بسبب هذا التوجّه الدولي لإلغاء سورية القويّة والمعادية والركن الأساس في محور المقاومة، لكنّهم فشلوا بعد هذه السنوات في إنجاز أهدافهم».
وختم: «نحن هنا اليوم لنؤكّد هذا الموقف من جديد، أنّنا بلحمنا ودمنا واقتصادنا ومجتمعنا ووحدتنا الوطنيّة إلى جانب سورية بوحدتها وقيادتها الحكيمة بسلمها، باقتصادها، بدورها السياسي، حتماً سننتصر، وقد هُزموا وقد انتصرنا».
السفير علي
ثمّ ألقى السفير السوري علي عبد الكريم علي كلمة، قال فيها: «سورية التي تحضرون لتحيّتها والتضامن معها تقدِّر أولاً أنّها بكم وبأصدقائها وحلفائها جميعاً، وقبل كلّ ذلك بشعبها وجيشها، استطاعت أن تقدّم لكم وللعالم كلّه أنّ سورية أقوى من هذه المؤامرة المركّبة الخطيرة التي استجمع فيها كلّ أشرار العالم، وجنّد فيها الإعلام للتضليل والتزوير، واستخدم المال لزراعة الفتنة ولضامن أن تتهدّم سورية وتحرق كلّ قوتها».
أضاف: «هذه السوريّة استطاعت أن تقدّم لأحرار ولشعوب العالم أنّها قوية بجيشها، وأنّها أكثر مناعة من كلّ هذه المؤامرة المركّبة رغم أنّ أشرس حرب يتعرّض لها وطن في هذا الزمن وفي كلّ الأزمان هو ما تعرّضت له سورية خلال 6 سنوات تختتم اليوم. بعد 6 سنوات سورية تحصد نصراً لم يكتمل فصولاً بعد، ولكن أستطيع القول إنّ شارة النصر الكبيرة تحقّقها سورية اليوم».
وأكّد أنّ «سورية اليوم هي أقوى في وجدان شعبها ووجدان جيشها وأصدقائها، لذلك أن تخرج تظاهرات في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلّحة وتنادي بعودة الدولة وترفع صور الرئيس وتحيّي الجيش العربي السوري، هذا دليل أنّ الرهان الذي جمع كلّ قوى الشر لإسقاط سورية قد سقط».
وتابع: «أنتم أمام تجربة شاهدتموها عبر الشاشات، وشاهدتموها بأعينكم في عام 2014 يوم استقبلت السفارة السورية في بيروت مئات الألوف من السوريّين الذين كانت قوى معيّنة تراهن على أنّ هؤلاء هم ضدّ دولتهم ورئيسهم وجيشهم، أكّدت هذه الاندفاعة العفويّة التي فاقت كلّ التوقّعات، أنّ السوريّين في كلّ مكان إنما ينتخبون كرامتهم وأمنهم الذي افتقدوه خارج سورية، وينتخبون العيش الذي يحنّون للعودة اليه والذي كانت تتفوّق سورية فيه على دول المنطقة بما فيها الدول الغنيّة. التكامل الذي كانت تعيشه سورية من حيث توفير الطبابة والتعليم والأمان، هذا هو الذي جعل السوريّين يؤمنون بأنّهم يجب أن يكونوا وراء جيشهم ورئيسهم الذي أعلن منذ الأيام الأولى لهذه الحرب العدوانيّة ثقته بالنصر، وأنّ هذه المؤامرة المركّبة ستسقط على صمود سورية جيشاً ومؤسّسات وشعباً، وعلى رأسه قيادة لم ترتبك ولم تهن ولم تضعف ولم تهتزّ الثقة لدى هذه القيادة».
وقال: «لذلك نرى أنّ الذين راهنوا على إضعاف سورية وإسقاطها من الداخل وإسقاط قوّة سورية هذا الرهان سقط، وبالتالي الذين أحبّوا سورية ويحبّونها وقفوا معها لأنّهم أدركوا أنّهم يبنون على قوّة شعب وكفاءة جيش، وعلى ثبات قيادة وأصدقاء وحلفاء سورية في محور المقاومة وفي روسيا والصين ولدى أحرار العالم ولدى الرأي العام الدولي، الذي بدأ يعود الآن إلى كشف الحقيقة وإدراك ما فعلته به حكوماته من رعاية للإرهاب بدأ يرتدّ على هذه الدول وعلى هذه الشعوب. لذلك، قوّة سورية اليوم أكبر، رغم أنّ ما تهدّم فيها وما خسرته من شهداء في شعبها وجيشها بالغ الإيلام، ولكن ما حصدته من صورة ستكبر أكثر كلّ يوم لدى وجدان العالم العالمي والعربي، هو ضمانة لقوة سورية ولقوة حلفائها ولقوة الكرامة والسيادة في كلّ العالم».
وشدّد على أنّ «التزوير الذي حاولت القوة التي تقف وراء هذه المؤامرة، هذا التزوير يسقط، لذلك لا أردوغان لا يستطيع أن يستمرّ في الرهان على الإرهاب ولا دول الخليج التي سلّحت وموّلت تستطيع الاستمرار في هذا الرهان لأنّه يتداعى، ولا «إسرائيل» التي كانت خلف كلّ هذا المخطّط، لأنّ ما فعلته الإدارة الأميركيّة والأوروبيّة والإدارات التابعة لها في المنطقة من رهان على تعميم الإرهاب من خلال نظام ادّعوا أنّهم يسعون إلى تعميم إسلام معتدل، واكتشف حجم الوحشية في هذا الذي حاولوا الترويج له خدمة لـ«إسرائيل» ولكي تبقى الدولة الدينية في المنطقة في مقابل دول متناحرة متفكّكة تضعف كلّها لتقوى «إسرائيل». حتى هذا الرهان سقط بفعل صمود سورية، وهذا الصمود سبقته مقدّمات أدّت إلى هذا الاستهداف لسورية وانتصارات المقاومة في 2006 والـ2000، وصمود المقاومة الفلسطينية وانتصاراتها. كلّ هذا جعل كلّ قوى الشر في العالم تستهدف سورية لأنّها هي ظهير المقاومة، وهي واسطة العقد في هذا المحور، وهي التي وقفت حائلاً دون مشروعات التزوير والتصفية للقضية الفلسطينية على طول الخط».
وختم: «لذلك، أدرك العالم والإدارة الأميركيّة والأوروبيّة والإدارات التابعة لها في المنطقة أنّ سورية يجب أن تُستهدف، إذا ما كانوا يريدون لمشروعهم أن يمرّ. لكن ها هو مشروعهم يتداعى، وها هي سورية بعد سنوات ست تثبت بأنّها جديرة بثقة شعبها وأمّتها والعالم وأحراره، وهي الآن يُبنى على صمودها وانتصارها شارة النصر الكبيرة التي ترفعها اليوم هي إيذان بانتحار المشروع الذي يريد تصفية القضية الفلسطينية والمقاومة اللبنانية، التي هي اليوم أكبر على مستوى لبنان والإقليم، والمقاومة الفلسطينية تستعيد حيويّتها وتخرج من كلّ القيود التي وُضعت عليها، وإذا لم تستطع الخروج بالكامل الآن فالمستقبل بفعل صمود سورية وانتصار سورية وحلفائها سيكون المستقبل لنا أكثر وضوحاً وشارة النصر الكبيرة ستمتدّ إلى المنطقة، وكلّ العالم له حصة في هذا النصر في محاكمة الذين كانوا شركاء في المؤامرة على سورية. الآن صورة أوضح، وغداً ستصبح أنصع لنا جميعاً».
الداوود
إلى ذلك، أصدر الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود بياناً لمناسبة الذكرى السادسة للحرب على سورية، والمؤامرة عليها، جاء فيه «مضت ست سنوات على الحرب الكونية على سورية، بتدبير من أميركا وتركيا ودول عربية وتنسيق مع العدو الإسرائيلي، لإسقاط النظام وتدمير الدولة، حيث رفض الرئيس بشّار الأسد، المساومة على المسألة الفلسطينية، وتمكّن الجيش السوري بالتفاف الشعب السوري حوله، ودعم الحلفاء له ميدانياً من روسيا إلى إيران وحزب الله، من إفشال المؤامرة التي تصدى لها الدكتور الأسد بقرار حازم وإرادة حاسمة وصلابة أعصاب، ونجح في دحرها، واستمر على رأس الدولة السورية، بقرار الشعب السوري الذي صوّت له، وهو ما ترك المتآمرين يتراجعون عن دعوتهم لتنحيته».
وحيّا الداوود «الجيش السوري وحلفاءه على الانتصارات التي حققوها ضد الجماعات الإرهابية»، آملاً «أن تنتهي الحرب المدمرة، ويعم السلام في سورية بقيادة الرئيس الأسد.»