التشكيليّ اسماعيل نصرة يحتفي بالمرأة في صالة «هيشون» ـ اللاذقية
محمد سمير طحّان
تحتفي صالة «هيشون» للفنون في مدينة اللاذقية حالياً بأعمال التشكيليّ اسماعيل نصرة، والتي تلعب المرأة بشكل خاص دور البطولة فيها بعوالمها السحرية الحالمة المليئة بالدفء والحب والجمال، إلى جانب أعمال احتفت بالطفولة وأحلامها في زمن الحرب الإرهابية التي نعيشها.
واللوحات الأربعون التي تضمنها معرض نصرة جاءت بأحجام مختلفة وبتقنيتَي الزيتي والأكريليك، شكلت حصيلة عمل السنوات الستّ الماضية في تجارب عدّة للفنان، لترسّخ الخطّ الفنّي الذي اشتهر به منذ بداية تجربته الفنية حيث تطوّرت لوحته حتى صارت أشبه بأيقونة تبعث على السكينة في الروح وتحتفي بجمال الانثى بأسلوب تعبيري خاص، فيه الكثير من التناغم اللوني وقدرة مميزة على إدارة لعبة الظلّ والنور، ما يجعل من صاحب المعرض مخرجاً فنياً محترفاً لرؤى من حلم المرأة الجميل.
وعن سبب اختياره ثيمة المرأة في لوحته قال التشكيلي نصرة: «المرأة كانت وما زالت وستبقى بطلة مطلقة لأعمالي، لأنها مفردة تشكيلية أساسية تأخذ وتلعب أدواراً كثيرة. فهي الأنثى بكل حالاتها وأشكالها، وهي الوطن الكبير والمدينة والشجرة والغيمة والملاك، وتحمل الكثير من الخيال والحبّ والتناقض رغم ان المرأة التي أرسمها في السنوات الأخيرة تغيّرت وتأثرت بما يجري حولنا من أحداث».
وأوضح نصرة أن الجميع اليوم بحاجة إلى فسحة واسعة من الجمال، مبيّناً أنه كفنان لا يمكنه أن ينفصل عن واقعه الذي يعيشه وقال: «ترتبط مواضيعي بواقعنا بشكل لصيق حيث أعبّر عن الوطن من خلال الأنثى بحالاتها المتعددة. فالجمال هو الحلّ لكل مشاكلنا بما ينتجه من نشر للمحبة والخير».
وعن حال الحركة التشكيلية السورية اليوم رأى نصرة ان الحياة عادت خلال السنتين الماضيتين إلى الفنّ التشكيلي السوري، وعاد النبض إلى عروق صالات عرض فنّية عدّة في دمشق واللاذقية وطرطوس والسويداء رغم صعوبات التسويق التي تواجهها الأعمال التشكيلية وتأثّرها بقدرة الصالات الفنية على تسويق أعمال الفنانين من خلال علاقاتها.
واعتبر نصرة الذي يعرض للمرّة الأولى في مدينة اللاذقية أن جمهور الفن التشكيلي السوري هو ذاته في كل أنحاء البلاد، لأنهم نهلوا معارفهم التشكيلية من المنابع الفنية نفسها. مشيراً إلى أن التشكيليين السوريين المخضرمين تتلمذوا على يد الأساتذة الروّاد أنفسهم، وهم على تواصل دائم في أنشطة مشتركة متعدّدة تخلق أجواء حوارية بينهم وتنعكس في أعمالهم، ما يجعل جمهور الفنّ التشكيلي يمتلك مزاجاً شبه موحّد.
مشاعر الحبّ والإعجاب التي لمسها نصرة في عيون زوّار معرضه يعتبرها أكبر تعويض له عن كل الجهد الذي بذله طوال السنوات الماضية في إنتاج هذه الأعمال. موضحاً أن احتفاء الصالة وجمهورها بالمعرض كان مميزاً، ما يشجعه على تكرار التجربة في المستقبل مع أعمال جديدة.
الفنان اسماعيل نصرة خرّيج كلية الفنون الجميلة قسم التصوير 1987 وحاصل على دبلوم دراسات عليا 1998 وحائز على مجموعة من الجوائز المحلية والخارجية. وله مشاركات كثيرة في المعارض الجماعية وعدد من المعارض الفردية. وأعماله مقتناة في عدد من دول العالم.
زميل في وكالة «سانا»