ورد وشوك

في محراب الحق والعدالة، فجّر الحقد غلّه، سالت الدماء واختلطت بين أطراف النزاع ، من هو على حق ومن هو آثم في دعواه والمطلب.

تمهّل يا سيّدي القاضي، واستمع لمرافعتي ، لقد جمعت أوراقي مؤيدة بالوثائق، وجئت بشهودي لإثبات الحق، توقاً لسماع حكمك «بِاسم الشعب السوري».

نعم يا سيدي، فأنا أعلم علم اليقين أن الله عادل، والعدالة مشتقة من اسمه، وأنتم تمثلونه في الأرض ولكم وقفة، يوم الحساب في حضرته.

نعم يا سيدي القاضي، عندما شهق الباغي الله أكبر ،كان ممعناً في غيّه وجهله، ومسيئاً إلى بدلة العزّ ، بزّة العسكر، ملطّخاً بدمائه وأشلائه أرض وجدران معبد العادل.

بكلّ أسف تبعثرت أوراق الحق وإثباتات النسب ، فاختلط الحبر بدم رجال ونساء وأطفال ، كانوا يعتقدون أنهم يلوذون ، في حمى واحة الأمن والأمان في قصر العدل.

يا سيدي القاضي، تجرّؤوا على العدل في عقر داره، مثّلوا بأهله وروّاده وما زلنا نعدهم بالمصالحة ، واحتوائهم في حضن الوطن!

أيّ حضن هذا يا سيدي القاضي؟ وأيّ حوار سنجريه مع فاقدي السمع والبصيرة والبصر؟ يا سيدي القاضي إن صوت كل حرّ أبيّ ينكر فعلتهم ويكرر أقواله طالباً القضاء على الإرهاب بكافة صوره وأشكاله

وإنزال أقسى العقوبات على المشغلين والأذناب

ولكم الأمر يا سيدي القاضي

رُفعت الجلسة للمداولة والحكم بعد الصلاة على الشهداء

رشا المارديني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى