خاطرة لا تُنسى
أخذت رئتاه ما وسعتا من أوكسجين الشام
أخذت معدته ما وسعت من عمر وغمر الشام
أخذ دماغه ما وسع من علوم وسلام وإسلام الشام
عبّأ ذاكرته ما وسعت من عين جالوت وميسلون وتشرين
ومن كلّيات العلوم والآداب والحربية
والعقد الاجتماعي الناظم للطوائف والأطياف
إنهم نسيج واحد اسمه النسيج السوري
أبدي الحياة
فإنه الذي ينبعث من نفسه كفينيق
أو هو الفينيق!
أخذ حقه المثالي حتى أكثر مما يتسع طموعه من فرص الصعود والمجد
والحب والقلب… الله الله أما كفاه ذلك
حتى راح يسعى عند «الروم» المتهودة
ليخطف إلى حسابهم الشام والسلام
ويرضى أن يكون تابعاً حتى لأشدّ الناس عداوة!
ولكن كما قيل «اللي فيه شوكة بتنكزو»
وأخطر الشوك هنا المشكّكون
وأخطرهم من لبس ثوب الناسك
ممّن ورثوا التكفير والسباب
وأخطرهم من اتّهم الآخرين باللاسامية
وباللاإنسانيه وباللا…
فرحنا نقول
والأدهى أنهم و«بلعبة المرايا المتعاكسة»
سبقونا إلى قول الشاعر:
رضعت حليبها وربيت معها
فمن أنباك أن أباك ديب
وإلى حكمة الشاعر «المكحل» في هؤلاء المستترين جوازاً أو وجوباً
من أصحاب الرؤوس المستوردة: إن تبغضون فإن الروم أصلكم والروم لا تملك البغضاء للعرب.
قالت لي صديقتي ولكن كيف للروم لا تملك البغضاء للشام والسلام؟
أجبتها إن الشاعر يعني بالروم ذلك اللمم من سقط الناس
الذين لا يحق لهم من أرومة الشام والسلام.
د. سحر أحمد علي الحارة