برّي في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي: التهديـد المقبـل للإرهاب سـيكون في لبنان والأردن
أكّد رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي وجوب استعادة موقع القضيّة الفلسطينيّة المحوري، معتبراً أنّ «ذلك يستدعي الوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة، وإعادة الاعتبار عربيّاً بهذه القضية باعتبارها القضيّة المركزيّة، وإعادة بناء الثقة في العلاقات العربيّة مع الجوار المسلم». ودعا إلى «مواجهة سرطان الإرهاب التكفيري عبر صياغة تشريع موحّد يحاكم هذا الإرهاب، ويتّخذ الإجراءات للإسهام في تجفيف موارده ومصادره».
جاء ذلك في كلمة الرئيس برّي التي ألقاها نيابة عنه النائب ميشال موسى خلال جلسة افتتاح المؤتمر الرابع والعشرين للاتحاد البرلماني العربي، الذي بدأ أعماله أمس في الرباط وتستمر اليوم.
وقد لاقت كلمته ترحيباً من المؤتمرين الذين صفّقوا لها وقوفاً، كما اعتبرها رئيس البرلمان المغربي الذي ترأّس الجلسة جزءاً من مقرّرات وتوصيات المؤتمر التي تصدر اليوم.
وممّا جاء في كلمة برّي: «إنّ اتحادنا انطلق من إرادة برلمانية عربية لدعم وحدة العمل البرلماني العربي في خدمة المجتمع العربي، ولتحقيق التقدّم والسلام، وهو صيغة وإطار يسعى لحشد الطاقات البرلمانيّة العربيّة لمواجهة التحدّيات التي تواجه أبناء الأمّة متحرّراً من التزامات الحكّام والحكومات، وهو يجب أن يمثّل حسب مقدّمة الميثاق آليّة أساسيّة لتعميق الروابط البرلمانيّة لإشاعة المفاهيم والقيم الديمقراطية، وبناءً عليه فقد نشأ الاتحاد.
لذلك، فإنّه لا يسعني من موقعي، سواء على رأس البرلمان اللبناني أو الاتحاد، أن أسهم في التباعد بين المكوّنات السياسية البرلمانية بشكل خاص داخل أقطارنا، أو أن أقبل بعزل أو تهميش تلك الأطر البرلمانيّة وأن أقبل أن يتنافس على نفس مقعد أيّ بلد أكثر من إطار، فأرى أمامي أكثر من يمن أو فلسطين أو سورية أو ليبيا أو عراق إلخ، لذا كان هذا أساس غيابي عن هذا المؤتمر الكريم».
وقال: «إنّ خلاصة تجربتنا تستدعي التأكيد أنّ العمل البرلماني العربي في إطار اتحادنا يحتاج إلى تغيير حقيقي برلماني عربي يُفعّل صيغ عملنا وأنظمتنا. إنّنا لم نعد نستطيع القبول بتهميش الدور البرلماني العربي في إطار الجامعة العربية وتحويله إلى إطار وظيفي».
وتابع: «على صعيد الوقائع العربيّة، فإنّ القضية الفلسطينية تستعيد موقعها كقضيّة العرب الأساس، خصوصاً بمواجهة استثمار العدو «الإسرائيلي» على التفكّك العربي لتهويد فلسطين»، لافتاً إلى أنّنا «نشهد حرب تهويد شاملة لفلسطين مرتكزة، إضافة إلى نشر الاستيطان، إلى إجراءات احتلاليّة هادفة إلى إحباط أماني الشعب الفلسطيني … إنّ «إسرائيل» تزيد من ضغوطها على الإدارة الأميركيّة الجديدة لنقل سفارتها من «تل أبيب» إلى القدس وصولاً إلى تحقيق هدف يهودية الكيان وعاصمته القدس».
وأكّد «أنّ استعادة فلسطين إلى واجهة الأحداث أمر يستدعي أولاً الوحدة الوطنية الفلسطينيّة باعتبارها السلاح الأمضى بمواجهة الاحتلال، وثانياً إعادة الاعتبار عربياً للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية، وثالثاً إعادة بناء الثقة في العلاقات العربيّة مع الجوار المسلم من أجل توجيه الجهود والإمكانيات والبنادق نحو العدو».
وفي موضوع الإرهاب التكفيري، دعا برّي إلى «مواجهة بالجملة لهذا السرطان الذي ينتشر في أقطارنا عبر صياغة تشريع موحّد يحاكم هذا الإرهاب العابر للحدود، ويتّخذ الإجراءات للإسهام في تجفيف موارده ومصادره، ويترافق كلّ ذلك مع إدارة عربيّة موحّدة للعمليّات الحربيّة والأمنيّة المشتركة لا تتيح لهذا الإرهاب الفرصة لنقل حروبه عبر أقطارنا في المشرق العربي أو الانتقال من المشرق إلى المغرب العربي، وجعل هذا القطر أو ذاك قاعدة لارتكاز عمله».
ولفتَ الانتباه «إلى أنّ الإرهاب الذي يخسر حروبه في العراق وسورية وتضيق عليه مساحة انتشاره، بل تتقلّص يوماً بعد يوم إلى حّد الهزيمة الكاملة – إنّ هذا الإرهاب – يبحث عن بطن رخو ليسدّد إلينا ضرباته، لذلك يقع التهديد المقبل على لبنان والأردن، وهما يقعان أكثر من أيّ وقت مضى على منظار التصويب».
وقال: «إنّنا عشيّة التئام القمّة العربية المقبلة في عمّان نوجّه اهتمام المؤسسات البرلمانية العربية، خصوصاً الاتحاد، واهتمام القادة العرب إلى أنّ كلا البلدين كانا، ولا يزالان، البيت المفتوح الذي يتّسع لمئات الآف، بل ملايين اللاجئين والنازحين من الأشقاء السوريّين والفلسطينيين فيما يعانيان من تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وتصاعد الضغوط على بناهما التحتية. إنّنا نعبّر عن حاجة إدارات الدولة في لبنان والأردن إلى المساعدة لتمكينهما من القيام بأدوارهما التنمويّة والإنمائيّة والرعائيّة، وخصوصاً الأمنيّة والدفاعيّة عن حدودهما السيادية وحدود مجتمعاتهما».