الحريري يتوّج زيارته مصر بلقاء السيسي: قانون الانتخاب سيكون كما يريده اللبنانيون

أكد رئيس الحكومة سعد الحريري أن تطوير القطاع الخاص هو الأساس في اقتصادنا اللبناني، داعياً الى تطوير التجارة وتفعيل الاتفاقيات بين لبنان ومصر.

ولفت الحريري في كلمة له في منتدى الأعمال اللبناني المصري إلى أن لبنان احتضن على مر الأزمان حضارات عدة أغنت أرضه من المعالم الأثرية التي جعلته مقصداً للسياح، مشدداً على أن هناك طموحاً أن تشكّل هذه الاجتماعات نقلة نوعية في العلاقات بين مصر ولبنان.

وكان رئيس الحكومة توّج زيارته القاهرة بلقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية بحضور نظيره شريف إسماعيل، استمرّ ساعة كاملة وحضر جانبا منه الوفد الوزاري المرافق، وتمّ خلاله عرض آخر التطورات العربية والدولية والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات.

بعد اللقاء صرّح الحريري للصحافيين، وقال إن اللقاء مع الرئيس السيسي مفيد دائماً لما لديه من رؤية شاملة لأوضاع المنطقة ولما يتمتع به من علاقات دولية على أعلى المستويات. ونحن في لبنان نعلّق أهمية كبيرة على دور مصر المحوري على الساحتين العربية والإسلامية، وقد قلتُ للرئيس السيسي إننا في لبنان ومصر نواجه تحديات مشتركة ومن الضروري أن نحشد لها الطاقات المشتركة التي تجمع بين بلدينا».

وأضاف: «في بلدينا نماذج للاعتدال والعيش المشترك بين الأديان والطوائف، باتت حاجة للعديد من دول المنطقة، لا بل العالم. قبل المعالجات الأمنية والسياسية، إن الاعتدال وبث روح الاعتدال هما الوسيلة الوحيدة لمواجهة التطرف والإرهاب، خصوصاً ذلك الذي تمارسه فئة ضالة تتستر باسم الدين الإسلامي لتضرب القيم الحقيقية للإسلام، كما القيم الإنسانية كلها».

وتابع «لقد بحثنا مع الرئيس المصري أولاً في قضية العرب المركزية، وبالطبع بحثنا الأزمة في سورية. وهي أزمة لها تداعيات كثيرة على الوضع في لبنان، خصوصاً لجهة استضافتنا مليوناً ونصف مليون من النازحين السوريين، مع ما يمثل ذلك من ضغط على البنية التحتية والاقتصاد. كما أفردنا حيزاًً كبيراً للعلاقات الثنائية بين بلدينا، وخصوصاً أننا سنعقد في القاهرة، اليوم أمس أول اجتماع للجنة العليا اللبنانية – المصرية، بعد انقطاع دام سبع سنوات. ونحن نتطلّع إلى قرارات تفيد الاقتصاد والنمو والتبادل التجاري في البلدين».

ولفت رداً على سؤال، إلى «أن تهديدات «إسرائيل» قائمة ضدّ لبنان، وأنا سبق أن قلت كلاماً واضحاً في هذا الشأن، فنحن نبلّغ الأمم المتحدة بكل تهديد نتلقاه، ونحاول أن نعالجه عن طريق المجتمع الدولي، وهذا الموضوع طرحته أيضاً مع الرئيس السيسي، وتحدّثت عن اللهجة «الإسرائيلية» المتصاعدة في تهديد لبنان، وهو بدوره سيجري اتصالاته في هذا الشأن».

وأكد الحريري أنه سيذهب والرئيس ميشال عون الى القمة العربية وكلمته ستمثل كل لبنان، رافضا التشكيك بالعلاقات مع السعودية. وقال:»سترونني في المملكة قريبا».

وحول قانون الانتخاب، قال «غداً اليوم سأعود إلى لبنان وسنجتمع، نحن نناقش القانون بكل إيجابية، وسترون أن القانون سيكون كما يريده اللبنانيون».

وأشار الحريري رداً على سؤال عن حديثه إلى «أن الظرف غير مؤاتٍ للقاء مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله»، إلى أننا الآن في مرحلة بناء هذه العلاقة، ونحن نرى أن الأمور ستسير بشكل جيد جداً في الحكومة بيننا وبين جميع الأطراف السياسية، داخل الحكومة وفي مجلس النواب، فلنبنِ على الإيجابيات ولنترك الأمور للنتائج. لماذا نستبق الأمور. تعرفون موقفي في ما خصّ الحوار، ففي مرحلة كان فيها الجميع ضد الحوار مع «حزب الله»، كنت أنا مصراً على الحوار معه، لأني كنت أرى في ذلك مصلحة لبنان، لذلك «كل شيء في وقته جيد».

وزار رئيس الحكومة والوفد الوزاري المرافق الكاتدرائية المرقسية في القاهرة، حيث كان في استقباله بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني، بحضور وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي سحر نصرالدين ورؤساء الأبرشيات وتخللت اللقاء أحاديث تناولت اهمية الاعتدال وتقوية العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين. والتقى الرئيس الحريري شيخ الأزهر أحمد محمد الطيب، بحضور أعضاء الوفد اللبناني المرافق والوزيرة نصر الدين ووكيل الأزهر عباس شومان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى