الجيش يُحبط محاولة تسلّل مسلحين إلى عرسال وتظاهرة لنازحين سوريين تطالب بـ«اجتياح بيروت»
بينما أحبط الجيش اللبناني أمس، محاولة تسلّل جديدة للمسلحين من جرود عرسال في اتجاه بلدة عرسال، مستخدماً سلاح المدفعية والقنابل المضيئة ومحققاً إصابات في صفوفهم، شهدت البلدة تطوّرات خطيرة من قبل النازحين السوريين الذين خرج العشرات منهم بعد صلاة الجمعة في تظاهرة رفعوا فيها شعارات مؤيدة لـ«داعش»، و«الشعب يريد الدولة الإسلامية».
وكان لافتاً الطلب من أمير «جبهة النصرة» في القلمون المعروف بـ«أبو مالك التلة» الدخول إلى لبنان واجتياح بيروت حيث علت الهتافات مردّدة «أبو مالك فوت فوت بدنا نوصل لبيروت!».
من جهته، أعلن التلة أنّ «المجا ين ّ و والمعركة الله ».
إلى ذلك، وزعت فاعليات عرسال وأبناؤها بياناً جاء فيه: «منذ بداية أحداث عرسال والأهالي يقفون خلف المؤسسة العسكرية التي قدّمت التضحيات والشهداء لردع الإرهاب ودفاعاً عن كرامة البلدة والوطن برمته، فالجيش اللبناني هو جيش كلّ لبنان بكلّ طوائفه، وعرسال بلدة لبنانية مخطوفة من المسلحين الذين خرجوا من مخيماتها وساندوا الإرهاب، فمتى كان حفظ أمن البلدة هو حصار لعرسال؟ فالجيش يقوم بواجبه الوطني لحماية عرسال، لا لحصارها، وأهالي البلدة يعيشون حياتهم الطبيعية» .
وتمنى البيان على «أهلنا وإخواننا في المناطق كافة أن يقفوا إلى جانبنا لتحييد عرسال والبلد من هذا الصراع الإقليمي وإبعاد الجيش عن التجاذبات السياسية لما فيه مصلحة وأمن لبنان لأنّ الجيش هو الضامن الوحيد لاستقرار البلد وليس من مصلحة أحد إضعافه».
وعقد علماء بلدة عرسال اجتماعاً برئاسة مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي وحضره العلماء السوريون النازحون في البلدة. وصدر بيان عن المجتمعين أكدوا فيه «حرمة التعرّض لأيّ أسير كائناً من يكن»، مشيرين إلى انهم وجهوا دعوة «عبر الإعلام وعبر هذا البيان إلى الجهات الخاطفة بعدم التعرّض للعسكريين لأنه لا يجوز لدى كلّ المرجعيات والجمعيات الدينية الموجودة في لبنان التعرّض للاسير والمخطوف ولا يجوز بالتالي قتله». وتمنّوا «على الجهات الخاطفة الخروج بموقف متقدّم والقول إنّ الجنود الأسرى سيبقون أسرى لديهم ولن يتمّ التعرض لأحد منهم في المرحلة القادمة، معتبرين أنّ هذا الأمر يسهّل عملية التفاوض».
ورفض المجتمعون التعرّض للمؤسسة العسكرية واكدوا ضرورة المحافظة عليها، وتمنّوا في حال وقعت بعض التصرفات الفردية، معالجة الموضوع بأسرع وقت ممكن بما يحمي الدولة اللبنانية وعرسال والنازحين. وطالبوا بفتح طريق ضهر البيدر.
وأكد الرفاعي انه لا يوجد حصار على بلدة عرسال ولا مشكلة في الطريق اليها، ولكن هناك قيوداً على التوجه إلى الأراضي الزراعية لافتاً إلى ان تخفيف هذه القيود يساعد في تخفيف أجواء الاحتقان.
استمرار قطع الطرق
ومع ضغط النازحين السوريين الجديد، واصل أهالي العسكريين ضغطهم في الشارع بقطع مزيد من الطرق، فبعدما أبقوا على طريقي ضهر البيدر والقلمون مقطوعتين، قطعوا طريق ضهر الأحمر راشيا آسفين لتسبّبهم بإزعاج المواطنين، فيما أرسلت «جبهة النصرة» تسجيلات صوتية من العسكريين الأسرى الخمسة عشر طالبوا فيها ذويهم بالاستمرار في قطع الطرق من أجل الضغط. وتحدّث بعضهم عن أنّ المكان الذي كانوا فيه، تعرّض لإطلاق صاروخ، في حين دعا آخرون الحكومة إلى البحث في قضيتهم عبر مفاوض جدي.
وفي سياق المسعى لفتح الطريق، التقى وزير الصحة وائل أبو فاعور بتكليف من النائب وليد جنبلاط في مقرّ الحزب الاشتراكي في ضهر الأحمر، الأهالي محاولاً تهدئة روعهم، إلا أنه لم يفلح في إقناعهم بالعدول عن نهج قطع الطرق. ودعا باسم جنبلاط السلطة السياسية إلى حسم أمورها واعتماد مبدأ المقايضة، وقال: «كفى تردّداً». وشدّد على ضرورة أن يواكب القضاء قضية الإسلاميين في رومية ويسرّع في إصدار الأحكام لتتصرف السلطة السياسية بمقتضاها، مؤكداً أنّ القرار بفتح الطرق أو عدمه «يعود للأهالي، وإنّ العسكريين المخطوفين يمثلون كلّ الشعب اللبناني والأهمّ هو وحدة الصف بين أهالي المخطوفين».
وأعلن أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أخبره أول من أمس أنه يتوقع حدثاً ما عند منتصف الليل أول من أمس ، أمل ابو فاعور بأن يكون قد تحقق.
وفي السياق، اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنّ «كل ما تفعله الحكومة في موضوع العسكريين المخطوفين لن يؤدي إلى أي نتيجة»، مجدّداً قوله إنّ «هناك أمراً من اثنين يؤدي إلى إطلاق سراحهم، فإما أن تتخذ الحكومة قراراً في أسرع وقت ممكن بانسحاب حزب الله من سورية فوراً، وإما أن تتخذ قراراً بالقيام بحملة عسكرية مباشرة لمحاولة تحريرهم بالقوة، الأمر الذي يقتضي تنسيقاً كاملاً مع التحالف الدولي لتأمين فرص نجاح معقولة».
من جهته، اعتبر رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير، في تصريح أمام وفود زارته في دارته في المنية، أنّ «قطع الطرق يصبّ في مصلحة المجرمين الخاطفين الإرهابيين ويؤذي البلد». وقال: «نحن نعلن تضامننا الكامل مع أهالي الجنود اللبنانيين الرهائن لدى المجموعات التكفيرية ومع ذلك فالكل يعلم أنّ جنود لبنان مشروع شهادة في الدفاع عن الوطن».
ودعا الخير إلى «تكريس الوحدة الوطنية والالتفاف حول مؤسسة الجيش اللبناني الذي هو آخر طوق لإنقاذ الوطن وحفظ السلم الأهلي والاستقرار الداخلي».
وقال رئيس «هيئة علماء المسلمين» الشيخ مالك جديدة أنه «منذ أيام وإلى الآن كل المسؤولين والمعنيين، بخاصة خلية الأزمة، أو التي يسمونها خلية الأزمة جميعهم أقفلوا هواتفهم كي لا يستجيبوا للأهالي وحتى لا يسمعوا صوت الحقّ وحتى لا يسمعوا مطلباً».
مسيرات في طرابلس
وفي طرابلس، نفذت مسيرات عقب صلاة الجمعة تلبية لدعوة «هيئة علماء المسلمين» تحت شعار «لا لذبح عرسال»، بمواكبة أمنية من الجيش اللبناني. واعتبر المتحدثون في المسيرات «أنّ الدولة تجاوزت الخطوط الحمر خلال مداهمة مخيمات النازحين».
إلى ذلك، أفرج فجراً عن الرقيبين في قوى الأمن الداخلي اللذين اختطفهما مجهولون ليلاً في باب التبانة بينما كانا في دورية قرب محطة ملص، حيث تمّ احتجازهما لساعتين، ليتركا عند الثانية فجراً وتمّ نقلهما إلى مستشفى النيني في طرابلس.
وفي إطار ملاحقة المشبوهين، أوقف الجيش في جبيل لبنانيين وسورياً بتهمة انتمائهم إلى تنظيم إرهابي.
ومساء، أعلنت قيادة الجيش عن دهم وحداتها مبنى في محلة حي البلحة – الدكوانة وأوقفت ثمانية عشر شخصاً ينتمون إلى جنسيات عربية مختلفة لوجودهم في لبنان من دون أوراق قانونية، إضافة إلى شخص سوري الجنسية للاشتباه في قيامه بأعمال مخلة بالأمن ولحيازته أوراقاً مالية مزورة.
من جهة أخرى، وعلى أثر حصول تضارب بين عمال من التابعية السورية في نادي فقرا – كسروان تدخلت قوّة من الجيش وأوقفت عشرة أشخاص من المشاركين في الخلاف للاشتباه بأحدهم.
من جهة أخرى، عثر على قذيفتين قديمتي العهد وغير معدتين للتفجير في منطقة عين سعادة. وعلى الفور، حضرت إلى المكان دورية من الجيش ونقلتهما من مكانهما.
وعلم أنّ القذيفتين من مخلفات الحرب وكانتا مرميتين على جانب الطريق قرب مكبّ للنفايات بهدف التخلص منهما.
ذخائر أميركية للجيش
وفي إطار المساعدات الاميركية الهزيلة للجيش تسلّم اللواء اللوجستي عبر مطار بيروت الدولي كمية من الذخائر المختلفة، في حضور عدد من ضباط الجيش ومن مكتب التعاون الدفاعي الأميركي في لبنان.