تشجيع المنتخب … واجب وطني
إبراهيم وزنه
عند كلّ استحقاق للمنتخب الوطني بكرة القدم، يسارع القّيّمون عليه إلى عقد مؤتمرات صحافيّة وإقامة ندوات ومقابلات، وجميعها مرفقة بمناشدات وطنيّة وحملات ترويجيّة تحت عنوان حثّ جماهير اللعبة الشعبية خصوصاً والشعب اللبناني عموماً والأجيال الرياضية الواعدة على المواكبة والدعم والتشجيع في المدرّجات. وهذا السيناريو المعتاد في بلادنا مردّه إلى أنّ جماهير اللعبة الشعبيّة اعتادوا منذ مدّة على دعم ومواكبة أنديتهم في المقام الأول، وأمّا دعم المنتخب ومواكبته فيأتي في المقام الثاني في قاموسهم التشجيعي … وربما لا يأتي! في الحقيقة، لا يعكس هذا المشهد عافية اللعبة ولا صدق الانتماء ولا حتى التفاؤل بالمستقبل، فلاعبو المنتخب أيّها الأحبّة ليسوا لاعبي أندية، فهم على أرض الملعب يمثّلون الوطن وحبّ الوطن من الإيمان، هم في الميدان يرتدون نفس القميص وذات الألوان، أهدافهم وجهودهم وطموحاتهم كلّها تصبّ في سياق واحد، لماذا؟ لأنّه في حضرة الوطن يجب أن تنسحب بقيّة الأسماء وتسقط كلّ المفردات المفرّقة، فتحت راية العلم ساروا وتوحّدوا ووحّدوا الرؤية، فلماذا الإصرار من قِبل البعض على رؤيتهم بلباس أنديتهم؟ لذا نرجو إعادة النظر في الموضوع.
من خلال مواكبتي للواقع الكرويّ المحلّي منذ عشرات السنين، لفتني بأنّ المواكبة الجماهيريّة للمنتخب غالباً ما ترتكز إلى اعتبارات لا تتوافق مع المنطق الوطني ولا حتى الكروي، فلكلّ جمهور منظاره الخاص الذي يرى فيه المنتخب ولاعبيه، وكلّ يغنّي على ليلاه … نعم إنّها الحقيقة المرّة، وقد آن الأوان لشطبها من عقولنا، وفي ذلك راحة ما بعدها راحة.
أيّها الأحبّة، أعتقد جازماً بأنّ الأمور تغيّرت كما الظروف والمعطيات، وقد بدأت بوادر الخير والأمل تكبر في أفق المرحلة المقبلة، على أمل أن توحّد الجماهير منظارها ورؤيتها للمشهد الأجمل والأرقى في 28 آذار المقبل، فمنتخب لبنان يا سادة في هذه الأمسية، سيمثّلكم جميعكم بمواجهة منتخب هونغ كونغ، والواجب الوطني يناديكم. لذا، وبعيداً من أجواء الضرائب وسلسلة الرتب والرواتب وما أكثر المصائب، ليتكم ترمون كلّ هذا القهر والعهر خلف ظهوركم، لتسارعوا على عجل إلى فسحة الأمل، هناك في المدينة الرياضيّة، في تمام الساعة السادسة من مساء الثلاثاء المقبل، لبنان يناديكم والمنتخب بانتظاركم، واعلموا علم اليقين بأنّ تشجيع المنتخب واجب وطني … ونقطة عالسطر.