الأسد أمام وفد برلماني تونسي: لتبنّي مشروع قومي في مواجهة الحرب الفكرية والثقافية
أكد الرئيس السوري بشار الأسد، خلال استقباله وفد نواب الجبهة الشعبية للأحزاب الوطنية التونسية، أنّ «أحد أخطر أشكال الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية والمنطقة، يتمثل في محاولة ضرب الهوية والثقافة العربية وتشويه فكرة الانتماء للعروبة وللوطن، من خلال بث الفكر المتطرف القائم على إلغاء الآخر».
ولفت الأسد إلى «أهمية دور الأحزاب السياسية والمنظمات الشعبية العربية، في مواجهة هذه الحرب الفكرية والثقافية، من خلال البحث في الأسباب التي أدّت إلى تراجع الحالة العربية، والعمل على تبني مشروع قومي نهضوي جامع، عبر حوار حزبي واجتماعي معمق».
من جانبهم، شدّد أعضاء الوفد على أنّ «سورية تُستهدف بهذا الشكل الشرس وغير المسبوق، لأنّها البوابة الأخيرة للمقاومة ضدّ المشاريع الغربية والصهيونية، ولأنّها كانت دائماً وستبقى حاملة لواء القومية العربية».
وعبّر أعضاء الوفد عن تضامنهم مع سورية وشعبها، وعن تقديرهم للصمود الاستثنائي الذي يبديه السوريون في مواجهة الحرب الإرهابية التي يتعرضون لها.
في السياق، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، خلال مؤتمر صحافي مع وزير خارجية الكونغو الديمقراطية ليونارد أوكيتودنو في موسكو، «أنّ تصعيد الأعمال الإرهابية في سورية، يهدف إلى تقويض محادثات جنيف، كما حصل في اجتماع أستانة الأخير».
وأشار لافروف إلى أنّ «اجتماعات أستانة كانت مكرّسة لعمل آلية مراقبة الالتزام بوقف الأعمال القتالية»، موضحاً «أنّ أيّ أحد يهتم في الحفاظ على هذا النظام بجدية، عليه تنفيذ الإجراءات والقرارات المتفق عليها».
وعن الجولة المقبلة من محادثات جنيف، قال لافروف: «اعتقد أنّ جميع من وجّهت إليهم دعوة لحضور محادثات جنيف سيحضرون وستجري مباحثات بنّاءة».
وقال لافروف: «تمكنا من تحقيق تقدم هشّ في عملية تسوية الأزمة في سورية»، مشيراً إلى «أهمية تعزيز الاتفاق على السلات الأربع التي ركّز عليها حوار جنيف ومن بينها مسألة مكافحة الإرهاب خلال الجولة المقبلة منه».
وأضاف لافروف: إنّ «مجموع هذه الجوانب يشكل المتطلبات الأساسية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254».
بدوره، أكد المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا «ضرورة دعم الجهود السياسية لتسوية الأزمة في سورية»، موضحاً أنّ زيارته إلى موسكو «تصب في دعم تلك المساعي».
من جانبه، أعلن الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أنّ «النقاش مع دي ميستورا وفريقه كان جيداً، إذ إنّ تحديد جدول أعمال المحادثات المقبلة في جنيف هو أمر مهم، حيث يتضمن أربعة مجالات رئيسية».
وشدّد على «ضرورة التحرّك في وقت واحد بمناقشة جميع المسائل».
في سياق متصل، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في تصريح، «أنّ روسيا مستمرة في تقديم الدعم للجيش السوري في محاربته للتنظيمات الإرهابية في سورية، فيما الآخرون يكتفون بمناقشة هذه المسألة».
ولفت بيسكوف إلى أنّه «لن يكون من الممكن تحقيق النصر ضدّ تنظيم داعش من دون تعاون دولي واسع».