عشق الصباح

كفراشة سحرها الضوء ورائحة زهر الليمون، خلعت عباءتها، بدت كدودة حرير خارجة من شرنقتها، تنفست بعمق. ما أصعب أن يشعر المرء أنه مقيد، تمنّت أن تظهر أنوثتها بوجوده ليراها من دون تحفّظ. تجيئه حافية القدمين، تسبقها رائحة القهوة والهال وهي التي كانت تعدّ له شراب من دنان معتقات. يدهشه حضورها، يتلقفها بعينين شغوفتين بجمالها، خدر لذيذ سرى في جسدها، وقد تيقظ زهر الرمان في صدرها أخذها إلى صدره فرحاً. وقفا خلف النافذة المفتوحة على الليل، تطلعت إلى النجوم، أترى تلك النجمة كم جميلة وهي تتراقص بوميضها في هذا السواد، همس في أذنها: أنتِ خيالية أكثر من حدود الطبيعة. مدّت ذراعيها إلى النجوم، تتمنّى أن تطالها، أن تحلق في هذا الفضاء اللامتناهي، تلتف حولها عشرات النجوم، تكوّرت على نفسها خوفاً من أن تسرق النجوم حلمها، بدت كطائر خياليّ يشعّ من جناحيه وميض، تحلّق بين كواكب المجرة، أربكها هذا الخيال، هي تخاف أن يفلت من بين ذارعيها ولا يعود. وإذا بقيت تحلم سيقودها الحلم إلى الجنون.

طفقت ترقص، همست في أذنه: قبل أن يسرقنا الوقت ويبدأ وجع الوداعات، خذني إليك، أنا امرأة عاشقة لا أشبع منك !

ضمّها بين ذراعيه، ستكونين معي أينما كنت، لهذا يجب ألا أتأخر لأكون حيث أضمن حياتك وأحرس كرامة الوطن. كان لا بدّ من الوداعات الموجعة، لتبقى سورية وطناً ولتبقى حكايات.

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى