لافروف يدعو لإشراك إيران في الحل السوري ويؤكد دعم دمشق
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي من نيويورك أن بلاده تكافح الإرهاب بثبات ولا تقوم بهذه المهمة مصادفة، بغض النظر عن إعلان هذا التحالف ضده أو ذاك.
وأشار الوزير الروسي إلى أن مكافحة الإرهاب يجب أن تتم وفق القانون الدولي وبالتنسيق مع الدول المعنية، مضيفاً أن موسكو تدعم بصورة نشطة الدول التي تواجه الخطر الإرهابي من خلال توريد الأسلحة إلى تلك الدول، ومنها العراق وسورية واليمن ومصر.
ونفى لافروف وجود علاقة بين تنامي ظاهرة الإرهاب في سورية ورفض رئيسها بشار الأسد التخلي عن حكمه، بل وأشار إلى أهمية أن يتعاون التحالف المناهض لتنظيم «داعش» مع السلطات السورية ولو كان بأثر رجعي.
وبهذا الصدد جدد لافروف التأكيد على أن موقف موسكو ينطلق من ضرورة القيام بخطوات على الساحة العالمية ضد التنظيم الإرهابي، لا سيما استخدام القوة العسكرية، بالتوافق مع القانون الدولي وبموافقة الدول التي تجري هذه العمليات على أراضيها.
وشدد لافروف على أن إبعاد الحكومة السورية عن عملية مكافحة الإرهاب «غير منطقي، ناهيك عن أنه أمر غير شرعي»، مؤكداً أن الأزمة في سورية متواصلة لعدم إشراك جميع الأطراف المعنية في الحل بما فيها إيران.
وأكد الوزير الروسي أن بلاده تدعو إلى تشكيل مجموعة اتصال حول سورية بمشاركة جميع دول المنطقة، بما فيها إيران، لافتاً إلى ضرورة عدم تكرار أخطاء الماضي في مواجهة الإرهاب، كخطأ عزل طهران لاعتبارات إيديولوجية عن حضور المؤتمر الدولي حول التسوية في سورية.
من جانبه، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أمس إن الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد مقاتلي تنظيم «داعش» في سورية أعاقت مراكز القيادة والسيطرة وخطوط الإمداد التابعة للتنظيم.
وقال ديمبسي للصحافيين بمقر وزارة الدفاع إن العمل العسكري المستهدف كان له تأثير أيضاً على البنية الأساسية للتنظيم في سورية، مشيراً إلى أنه يتوقع حملة «مستمرة ومتواصلة» ضد «داعش».
وأكد ديمبسي أن استعادة الأراضي التي استولى عليها «داعش» في سورية يحتاج إلى حوالى 15 ألف مقاتل من «المعارضة».
وكان لافروف قد بحث في وقت سابق أمس مع ممثلي مجلس التعاون لدول الخليج العربية تسوية الأزمة السورية سياسياً، حيث حضر اللقاء الذي جرى على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، كل من صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس الوزراء الكويتي، ومحمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني مساعد وزير الخارجية القطري لشؤون التعاون الدولي، وعبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي.
وجاء في بيان صادر عن الخارجية الروسية، أن الجانبين أكدا قناعتهما بأن العلاقات متعددة الجوانب بين روسيا والمجلس «ستتطور بنجاح في المستقبل لمصلحة شعوب بلداننا ولجهة ضمان الأمن وتعزيز السلام في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج».
إضافة إلى ذلك التقى لافروف نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، حيث ركز الوزيران اهتمامهما على الأحداث في سورية والعراق، وأكدا على ضرورة التصدي بشكل حازم وبلا هوادة لهجوم الإرهابيين من تنظيم «داعش».
وأشار الوزيران إلى أن ذلك يتطلب جهوداً جماعية من المجتمع الدولي مع إشراك الآليات الدولية الموجودة وإمكانيات هيئة الأمم المتحدة، كما جرى التأكيد على ضرورة تحقيق تسوية عادلة للنزاعات القائمة في المنطقة عن طريق حوار شامل ووفاق وطني.
وفي السياق، أعلنت الخارجية الروسية أن قرار مجلس الأمن الدولي حول منع تدفق المسلحين الأجانب يعكس أهم المواقف الروسية في شأن مواجهة هذا الخطر، مشيرة إلى أن «القرار يعكس المواقف الروسية الأساسية الرامية إلى مواجهة المقاتلين الإرهابيين الأجانب بشكل فعال ومواصلة التعاون الدولي في هذا الشأن».
وأشار بيان الخارجية إلى أن موسكو طرحت مبادرة عقد مؤتمر دولي بإشراف أممي وبمشاركة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وغيرها من الأطراف المعنية، بهدف وضع دراسة شاملة لقضية الإرهاب وكافة أبعادها في تلك المناطق.
وأكد البيان أن إدراج قضية المقاتلين الإرهابيين الأجانب في جدول أعمال مجلس الأمن الدولي في الأمد الطويل يتماشى مع مصالح روسيا وموقفها المبدئي الداعي إلى ضمان الدور التنسيقي المركزي للأمم المتحدة في مكافحة الإرهاب الدولي.
جاء ذلك في وقت بحث الرئيس الأميركي باراك أوباما مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان التعاون المحتمل بين التحاف الدولي وأنقرة في محاربة تنظيم «داعش».
وقال بيان صدر عن البيت الأبيض أمس إن الرئيس أشاد بالجهود التي تبذلها تركيا في التعامل مع الأعداد الكبيرة من النازحين السوريين.
وفي السياق، أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن أنقرة مستعدة لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بما في ذلك العسكرية لمحاربة مسلحي تنظيم «داعش»، مشيراً في خطاب أمام مناصري حزب العدالة والتنمية الحاكم أمس: «إذا كان هناك عملية أو حل عسكري يمكنه أن يعيد السلام والاستقرار إلى المنطقة فإننا ندعمه»، مضيفاً: «سنتخذ كل التدابير اللازمة لحماية الأمن القومي».
يأتي ذلك في وقت تواصل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غاراتها الجوية على أهداف تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي في سورية، حيث شن الطيران صباح أمس غارات استهدفت مقرات التنظيم في المنطقة الصناعية ومنطقة مسبق الصنع في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي.
كما استهدف طيران «الحلفاء» مراكز «داعش» في الخمائل والميلبية وقرى المقبرة وكبيبة والمصرف الزراعي بمركدة وقرية البحرة بالهول وجبل عبد العزيز وبحرة الخاتونية ودمر 10 مصاف لتكرير النفط المسروق في ريف الحسكة.
وقالت مصادر إعلامية إن تنظيم «جبهة النصرة» التابع للقاعدة أخلى مواقعه في درعا والغوطة الغربية لدمشق، استباقاً لضربة محتملة من قبل قوات التحالف الدولي ضد معاقله.
وبدأت «جبهة النصرة» باتخاذ هذه الإجراءات منذ الثلاثاء الماضي بعد مباشرة قوات التحالف الهجوم على التنظيمات الإرهابية في سورية، ارتفعت مخاوف التنظيم من الضربات الجوية بعد إعلان الأردن مشاركته في التحالف الدولي وذلك لقرب مواقعه من الحدود الأردنية ما يسهل وصول المقاتلات الأردنية، خصوصاً أن عمان تراقب تحركات التنظيم عن كثب.
وفي السياق، شهدت جبهة الدخانية – عين ترما في الغوطة الشرقية لدمشق أمس تقدماً لوحدات الجيش السوري وسيطرتها على حيي الأبرص والخراط بعد أن قضت على العديد من الإرهابيين واكبتها عمليات مركزة في وادي عين ترما وإلى الشرق من بلدة حمورية أسفرت عن إيقاع العديد من المسلحين قتلى.
وفي السياق، واصل الجيش تمشيطه أحياء عدرا العمالية من العبوات والألغام، في حين استمرت الاشتباكات العنيفة مع المسلحين في عدرا البلد وسط تقدم لوحدات الجيش داخلها، واستهدافها تحركاتهم وتحصيناتهم في دوما ومزارع عالية والعب.
كما واصل الجيش تقدمه في حي جوبر الملاصق للعاصمة، فيما نفذت وحداته عدة عمليات في مزارع الطباخ ومزارع بلدتي الزمانية والبلالية في الغوطة الشرقية، وسط قصف مدفعي وجوي مركز لتحركات المسلحين في عربين وسقبا.