طهران وموسكو تؤكدان التسوية السورية والتنسيّق في محاربة الإرهاب

أكد بيان مشترك للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني أمس، أنّ «روسيا وإيران تحترمان استقلال ووحدة وسيادة الأراضي السورية، وتنطلقان من موقف مبدئي عدم وجود بديل للحلّ السلمي للأزمة السورية، ويؤيدان التسوية السياسية – الدبلوماسية للأزمة السورية على أساس المبادئ المطروحة في قرار 2254».

وأعربت روسيا وإيران عن دعمهما القوي للجهود المبذولة من قبل الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب المتمثل بتنظيمي «داعش» و«النصرة» وغيرهما من المجموعات الإرهابية التابعة لهما.

ولفت البيان المشترك إلى أنّه «تمّت الإشارة بصورة خاصّة إلى عمل روسيا وإيران وتركيا بالصيغة الثلاثية التي خلقت الظروف الملائمة للحوار السوري السوري في أستانة وأتاحت الفرصة لإرساء نظام فعّال ومستدام لوقف الأعمال القتالية في سورية». وأشار إلى أنّ «الطرفين يقيّمان هذا التعاون كخطوة مهمّة نحو نجاح محادثات جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة».

وأكد بوتين وروحاني أنّ «طهران وموسكو تنسّقان خطواتهما في مجال القضاء على الإرهاب وتسوية الأزمة في سورية».

وقال بوتين خلال مؤتمر صحافي جمعه مع روحاني «ناقشنا المشاكل الإقليمية والدولية الراهنة، ومواقف بلدينا في كثير من المسائل متقاربة، ونعتبر أنّه من المُهم تقوية التفاعل في مجال مكافحة الإرهاب، حيث ينسِّق بلدانا خطواتهما في القضاء على تنظيمي داعش وجبهة النصرة ويساهمان بتسوية الأزمة في سورية».

وأشار بوتين إلى أنّ «روسيا وإيران ساهمتا عبر جهودهما المشتركة في التوصُّل إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية وتطبيقه على أغلب الأراضي السورية وشكلتا مع تركيا البلدان الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية، واجتماعات أستانة بين الحكومة السورية والفصائل المسلحة ما يُمثل خطوة مهمّة على طريق إحلال السّلام في سورية، ودعم العمليّة السياسيّة في جنيف برعاية الأمم المتحدة».

وبيّن بوتين أنّ «روسيا وإيران تسعيان إلى رفع علاقاتهما إلى مستوى شراكة استراتيجية».

من جهته أوضح روحاني أنّ «الجانبين بحثا خلال لقائهما العملية السياسية في سورية والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، إضافة إلى موضوع الأمن والسلام في المنطقة وقضايا إقليمية أخرى»، مؤكداً أنّ «البلدين سيواصلان حربهما ضدّ الإرهاب حتى القضاء عليه في المنطقة بشكل كامل».

ولفت روحاني إلى أنّ «بلاده ستواصل إلى جانب البلدان الضامنة الأخرى تعاونها لاستمرار عملية أستانة حول الأزمة في سورية».

في السياق نفسه، وقعت موسكو وطهران 16 اتفاقية لتعزيز التعاون الثنائي، بحضور الرئيسين بوتين وروحاني.

ومن بين هذه الاتفاقيات، وقعت شركة «روس آتوم» الروسية للطاقة، مذكرة تفاهم مع منظمة الطاقة الذريّة الإيرانية في مجال نقل المواد الذريّة.

وكذلك وقعت مذكرة تفاهم بين شركة «غازبروم» الروسية للطاقة وشركة النفط الوطنية الإيرانية لنقل الغاز الطبيعي، إضافة إلى مذكرة تفاهم بين شركة «روس غيولوغيا» وشركة النفط الوطنية الإيرانية للتعاون في مجال التنقيب عن النفط، ومذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة لِكلا البلدين للتعاون في مجال التجارة بالطاقة الكهربائية.

كما وقّع الجانبان أيضاً مذكرة تفاهم بشأن التعاون الاستراتيجي في كهربة السكك الحديدية بين شركة السكك الحديدية الروسية والسكك الحديدية من جمهورية إيران الإسلامية، فضلاً عن توقيع عقد لكهربة خطّ السكك الحديدية من «غرمسار – إينتشي بورون»، وتوريد المعدّات والقاطرات الروسية.

وبالإضافة إلى هذه الوثائق، وقعت موسكو وطهران اتفاقاً لرفع تأشيرات الدخول «فيزا» لمواطني البلدين والمجموعات السياحية، وكذلك مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وخلال المؤتمر الصحافي المشترك قال بوتين: «أمام اللجنة الحكومية الدولية المشتركة أهداف محددة لتعزيز التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا وتكثيف الجهود لوضع خريطة طريق في مجال التجارة والصناعة، وتهيئة الظروف المواتية لزيادة شحنات المنتجات الزراعية والمواد الغذائية، وكذلك تطوير العلاقات بين البنوك واستخدام العملات الوطنية في تمويل الاستثمارات المتبادلة».

وأضاف بوتين أنّه «من الممكن أن تسلّم موسكو لطهران طائرات مدنية من طراز سوخوي سوبرجيت 100 متوسطة المدى الحديثة، فضلاً عن طائرات هليكوبتر للخدمات الصحية في البلاد».

وصمّمت الطائرات المدنية الروسية من طراز «سوخوي سوبرجيت 100» لحمل ما يصل إلى 98 راكباً على مسافة حوالي 4400 كيلومتر، وأجرت الطائرة أوّل رحلة لها في أيار 2008، بينما أطلقت للتشغيل التجاري في 2011.

وأعرب بوتين عن رضاه بشأن حجم التبادل التجاري بين روسيا وإيران خلال عام 2016 بقوله: «حجم التبادل التجاري بين بلدينا ارتفع بنسبة نحو 70 ، وهي نتيجة جيدة حقاً، لا سيّما وأنّ هذا ما تمّ تحقيقه في ظروف عالمية متقلبة مع تقلب مستمر في أسواق السلع والعملات».

وجاء في بيان المشترك عقب لقاء الرئيسين تأكيد أنّ «اتفاق خفض إنتاج النفط الذي توصلت إليه الدول الأعضاء في منظمة أوبك والمنتجين المستقلين، يُسهم في تحقيق التوازن بين العرض والطلب بسوق النفط في نطاق أسعار النفط، فضلاً عن الحفاظ على جاذبية الاستثمار في صناعة النفط».

وأضاف الرئيسان بأنّ «روسيا وإيران ستواصلان التعاون في هذا المجال من أجل استقرار الطاقة العالمية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى