كونوا والدَيْن متفهِّمَيْن لبث السعادة في أطفالكم

يؤكد الخبراء أن تغيّر النمط المعيشي وتسارع نسق الحياة يجعلان التعامل مع الطفل يحتاج إلى جهد أكبر وعناية خاصة، لمساعدته على بناء شخصيته وتعلّم احترام الآخرين، وقدّم الخبراء نصائح ثمينة لجعل حياة أطفالهم سعيدة ومستقرة وناجحة، وفقاً لما أصدرته صحيفة «30 دقيقة الفرنسية»، أبرز هذه النصائح:

إدماج الطفل

وضع قواعد للحياة العائلية وجعلها واضحة قدر الإمكان، يعتبر أمراً هاماً لمساعدة الطفل على بناء شخصية متوازنة.

ويقول آرنو ريو مؤلّف كتاب «من أجل أبوّة جيدة»، إنه «ينبغي قبل كل شيء الحرص على أن يكون الخطاب بين الزوجين متناغماً وخالياً من التجاذبات والانتظارات المتضاربة من الطفل».

الاستماع إلى الطفل

ويقول ريو: «أنصح الوالدان العاملان بتخصيص وقت لأطفالهما بعد العمل»، لأن الحصول على لقب «أب جيد» يتطلّب صبراً طويلاً نعجز عن التسلّح به بشكل آني أو في كل وقت.

وحتى إن كانت يوميات الوالدين مرهقة، تشدد الباحثة على ضرورة «تخصيص حتى 10 دقائق على الأقل يومياً لتغذية الطفل بشحنة الحنان اللازمة له، ولضمان الحصول على مساء هادئ».

تجنّب الاستفزاز

ويعتبر مختصون أن تجنّب انتقاد سلوك الطفل وشخصيته أساس التواصل اللاعنيف داخل العائلة، وهنا لا بد من الحذر في استخدام النعوت التي نطلقها في حال ارتكابه حماقة، مثل أن نقول له «أنت سيئ»، لأنه يمكن أن يعتبر ذلك حكماً نهائياً عليه، ويزعزع تدريجياً ثقته بنفسه.

لا تركّزا على التفاهات

الوالدان عادة ما يركّزان على التفاصيل، ويؤاخذان أطفالهما على تفاهات كان يمكن تجاوزها من دون التوقّف عندها، ولذلك ينصح الخبراء بأن يسأل أحدهما نفسه بالقول أحياناً: «في ما يعنيني هذا؟» قبل التدخّل.

فحين يرتدي الطفل جورباً أصفر مع آخر أحمر، هل يتطلّب الأمر فعلاً التدخّل لإجباره على تغيير أحد الجوارب؟

الانتباه لوقوع الطفل تحت الضغط

معظم التجاوزات التي يرتكبها الطفل تكون مرتبطة بالضغط، ولذلك فإن نهره بشدة من شأنه أن يساهم في رفع نسبة الكورتيزول في جسمه، وقد يسوء الأمر حينها، لأن حالته قد تتطوّر إلى نوبة بكاء أو ما شابه.

لكن الحديث معه سيمنحه الكثير من الهدوء ويعيد إليه الإحساس بالانتماء، والأهم سيجعله حينها قادراً على التعبير عن مصدر انزعاجه، بحسب فيوزات، وهو ما يؤيدها فيه ريو بالقول إن «مفهوم النزوة لا يوجد لدى الطفل، وحين يصاب بنوبة بكاء فلأنه استنفد جميع قواه للتعبير، وهذا يخفي حاجة ينبغي التوصّل إلى كشفها».

الإصلاح بدل العقاب عند الخطأ

من المهم أن نجعل الأطفال يلاحظون نتائج أفعالهم، ويشعرون بفداحتها، بدلاً من أن نجعلهم يدفعون ثمنها عبر معاقبتهم.

الخبراء ينصحون بأنه ينبغي «حثّ الأطفال على إصلاح الفوضى أو العطب الذي تسببوا فيه، من خلال مطالبتهم باقتراح حلول، عوض التركيز على طول الخط الذي أحدثته أقلامهم على الجدار على سبيل المثال».

غضبنا لا يستمر طويلاً

يقول الخبير النفسي دوكارم «بما أنه من الصعب أن نطبق بشكل يومي مفهوم التعليم الإيجابي، خصوصاً عقب يوم عمل حافل، أو حين نكون في اقصى درجات التعب والإرهاق، فإنه يحدث أن نصرخ أو نقول كلمات جارحة لأطفالنا، ولذلك ينبغي عدم التردد في طلب الاعتذار منهم وتفسير دوافع ردة الفعل العنيفة».

ميدل إيست اونلاين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى