السيد نصرالله: قتالنا يغطي الأراضي اللبنانية كافة
روزانا رمّال
وعدٌ تلو الآخر…
ويستمرّ الغموض بملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين، إنْ كان لجهة تحرك فعّال للحكومة اللبنانية يشمل اتصالات ووساطات مجدية ونافذة «إقليمية» تفتح أفقاً في الملف، أو كان لجهة البت بمحاكمات الموقوفين الإسلاميين لديها منذ سنين، وصولاً الى الجيش اللبناني الذي لم يتلقّ حتى الساعة الأوامر المباشرة بعملية عسكرية شاملة لاستعادة السيطرة على جرود عرسال، وهي أرض لبنانية خرجت عن سيطرته تحت عين قيادته بالتاكيد.
الغموض واضح: هناك من لا يريد الحلحلة.
الضغط موجود، والحسابات السياسية أيضاً، وهذا الملفّ لم يرتق حتى الساعة ليكون إنسانياً بحتاً، ولا يزال هو الآخر رهن تجاذبات إقليمية.
الأهالي في الشوارع، والاعتصامات ازدادت رقعة امتدادها على مساحة الأراضي اللبنانية تحت ضغط نفسي هائل يدفعهم إلى هذا، حيث يشير مضمون التسجيلات الصوتية وإصرار المخطوفين على ألا يترك الأهالي الطرقات، الى أنّ الجهة الخاطفة لا تريد فقط الضغط من أجل المبادلة، إنما الضغط من أجل جسّ نبض الشارع، وكأنه اختبار أمني للأجهزة الامنية على كافة الأراضي اللبنانية، تمهيداً لمخطط ليس أقله فتنة داخلية تمهّد لدخول «داعش» على أنقاض فوضى لبنانية كما دخلت سورية والعراق قبله.
يلفت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير الى انه إذا كان المسلحون يظنون بتهديداتهم دخول لبنان أنّ لبنان لقمة سائغة فهم مخطئون، ومَن يعتقد أنه يمكنه ان يكون في بيروت وغيرها بساعات فهو مخطئ… «لأننا ما زلنا على قيد الحياة».
عندما يقول السيد نصرالله «مازلنا على قيد الحياة»، يعني «نحن هنا»، وهذا إعلان صريح على أنّ حزب الله سيقاتل «داعش» في بيروت وفي غير بيروت وعلى كافة الأراضي اللبنانية، وعلى الداخل قبل الخارج أن يعرف أنّ قتال حزب الله لم يكن يوماً إلا دفاعاً أولاً عن لبنان من خلال الدفاع عن سورية، حيث الخطر الزاحف إلى لبنان من خلالها، وثانياً على داعمي الجماعات الإرهابية من دول إقليمية وأطراف دولية ان تعرف مسبقاً أنها ستكون في مواجهة مع حزب الله الذي اختبرته سابقاً وخبرت تعاطيه ومعلوماته الاستخبارية وغيرها…
يستعجل المسلحون في ضغوطهم كما يستعجلهم مصيرهم المجهول، فهم يعرفون أنّ القرار في الانقضاض المشترك عليهم على الحدود من قبل الجيش السوري والجيش اللبناني وحزب الله هو أحد الاحتمالات الواردة في حساباتهم، وإنْ كان القرار لم يُحسم بعد. وإضافة الى هذا يعرف المسلحون انّ شهر أيلول يشارف على النهاية وبعده التشرينين الأول والثاني، حيث الحرارة الباردة والصقيع فتضيق تحركاتهم وينخفض سقف توقّعاتهم من ان توفر لهم الجرود الأمن والمأوى، ما يعني حكماً انّ التفكير بالتقدم نحو عرسال وارد جداً.
وعليه… مَن الذي يكبّل تحرّك الدولة اللبنانية جيشاً ومسؤولين؟ ومَن الذي يترك لبنان رهينة بيد مصير مجهول قد يأخذ البلاد من أزمة مأساة إنسانية إلى أزمة شاملة على مستوى البلاد…؟
اذا كان هناك من يصرّ على أخذ البلد نحو اشتباك مسلح وهو يعرف جيداً أنّ الطرف الوازن فيه هو حزب الله، فإنّ الجواب جاءه صراحة عبر أمينه العام في خطابه الأخير…
حزب الله جاهز لصدّ أيّ اعتداء على أيّ منطقة في لبنان، وجاهز لمواجهة أي مؤامرة عليه او من خلاله أو عبره تحاك للبلاد.
«توب نيوز»
نيويورك قمم المفاوضات
في نيويورك ملتقى يساعد على تخطي الكثير من الإحراجات لعقد القاءات كما في كثير من المناسبات التي قيل فيها الكثير كديبلوماسية الجنازات، حيث يلتقي قادة دول متخاصمة في جنازة رئيس أو ملك راحل.
تزدحم نيويورك بالقمم التفاوضية فيحضر الرئيس الإيراني حسن روحاني، نجم نيويورك السنة الماضية،
وزير خارجية سوريا وليد المعلم في نيويورك منذ إقفال السفارة السورية في واشنطن للمرة الأولى.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد نهاية زمن الإخوان، ورفض الدخول في حلف واشنطن ضدّ «داعش» مطالبة بشموله الإخوان.
وزراء خارجية روسيا والصين وأميركا.
محور القمم هو تنسيق التحالف من خارج الحلف للحرب على الإرهاب.
روسيا تقترح حلفاً موازياً إذا لم يتمّ العمل تحت مظلة الأمم المتحدة، وحلّ كلّ الإحراجات بهذه الطريقة.
مصر تفضل الأمم المتحدة كي لا تكون طرفاً في حلف.
لبنان كذلك والعراق يرتاح أكثر بدلاً من أن ينضمّ إلى الحلفين حيث أميركا وحيث إيران.
بعد نيويورك سيسلك التفاهم النووي الإيراني والتفاهم حول أوكرانيا طريقيهما، ويبدأ تعبيد طريق التسويات الكبرى للشرق الأوسط.
التعليق السياسي