سعاده ومصير سورية… خيار النهضة حتماً
نزار سلوم
ذات مرة.. قال هشام شرابي، وكأنه يبوح بسرّ خطير بعد طيّ كتمان، قال: لشدّة حداثته كنا نحسبه قد جاء إلينا من كوكب آخر!
لم يسمّ شرابي ذلك الكوكب الآخر البعيد عن كوكبنا، ولكنه بالتأكيد كان يشير إلى أنّ الرجل الفائق الحداثة، الشديد الاختلاف ليس سوى أنطون سعاده وحيداً منفرداً لا يمكن أن يخطئ أيّ كان في رؤيته في ذلك الموقع الاستثنائي.
وإن كان الثاني من آذار في العام 1947، هو التاريخ الذي عاد فيه سعاده إلى الوطن بعد اغتراب.. فإنّه بالنسبة لشرابي هو اليوم الذي شهد فيه جسماً طائراً يحط في مطار بيروت، وسط حشود من مختلف مدن سورية وبلداتها، وليخرج سعاده منه، ثم ليبدو لشرابي، بعد حين وطول عشرة، يبدو كرجل مختلف، من كوكب آخر.. من فضاء واسع بعيد لا مرئي..!!
سأسارع، للزعيم، وأنا بطبيعة الحال لم أكن حينها في مطار بيروت… أفٍ لا؟ لم يكن أنطون سعاده رجلاً قادماً من كوكب آخر، وهذا الزعيم سيدخلني بالتأكيد في محاججة حامية مع هشام شرابي الذي سيحدّق في عيني مهتاجاً: ما لك يا رجل؟ وأين منك «أنت» من معرفته؟
أي أنا قضيت معه تلك الفترة الشديدة التميّز والخصوصية، فمنذ سنة في مكنب الجريدة، ورافقته إلى بيروت الرفقاء، وقطعت معه طرقات وجبال ووديان متعدّدة عندما كانت تلاحقه قوى الدولة، أكلت معه، ومارست الرياضة وسبحت وإياه في البحر، وفي جلسة أعطاني، سيجاراً…. استمعت إليه ملياً ورأيت كيف يواجه الخطر. إلى أن انقضت الساعة وغادرنا عائداً إلى كوكبه من مذبح الثامن من تموز، بعد أن ترك لنا قرباناً يكفي لأجيال سورية التي لم تولد بعد.
ما لكَ.. يا رجل!!
رويداً.. رويداً..، وقبل أن نسلّم لـ «شرابي» بما يقوله مؤمناً.. دعونا نعُد في رحلة استقصائية إلى جبل لبنان، إلى المتن الشمالي، وتحديداً إلى بلدة الشوير…
دعونا نعُد بالزمن إلى مطلع القرن العشرين، وعلى وجه الدقة إلى الأول من آذار في العام 1904.
دعونا نقلّب وندقق صفحة ذلك اليوم وما بعده من أيام… يتأكدون سريعاً أن مؤرخاً من تلك الحقبة، أو شاهد عيان، لم يذكر أن طبقاً طائراً قدّ حط في تلك الليلة هنالك وبكل الحالات لم يكن عهد الأطباق الطائرة قد بدأ بعد.. وذلك العهد الذي يتم التأريخ لذكره لأول مرة في 8 تموز 1947، في ولاية تكساس .
لم يشاهد أحد من أبناء الشوير أو من جوارها أي رجال من فضاء آخر يرتدون ما يلمع ويشع ويعمي الأبصار من بريقه، لم تسمع أية أصوات غريبة.. بل إن مشهد السماء ظلَّ على حاله كما هو دائماً.. وغابات الصنوبر لم تتغير في تحضيراتها استعداداً للربيع الذي بدأ يتداخل في شرايينها..
كل ما هنالك… أن صرخات طفل سمعت للمرة الأولى، تعلن عن قدومه إلى الحياة.. وهذا الطفل له قيد مدني «مسجل نفوس»، حيث يمكن قراءة الخانة الخاصة بأمه: نايفة خنيصر، كما يمكن قراءة الخانة الخاصة بأبيه: خليل سعاده.. والخانة الخاصة به ليست سوى أنطون سعاده.. هذا القيد المدني ممهور بخاتم مختار الشوير شاهداً ومصدّقاً.
إذاً.. ذلك الرجل الذي رآه شرابي كـ «رجل قادم من كوكب آخر» في أواخر أربعينيات القرن العشرين، ليس سوى الطفل الشويري المولود والمسجل من أم وأب من عائلات الشوير مطلع ربيع العام 1904.. من دون أن يقول أي كان أن علامات فارقة قد لوحظت في ذلك اليوم.. اللّهم إلّا من همسات سمعت على أطراف الغابة حينها.. أنَّ صنوبرات أربعاً تعانقت فيما بينها وانجدلت ظفائرها متحدة، وانغرست جذورها عميقاً في الأرض، واشتدّت جذوعها وقست.. وبدت أكوازها كشموس بهية معلّقة في آفاق قادمة.
إذاً هذا النزاع الافتراضي مع هشام شرابي، ولنترك جانباً أحجية البحث عن الكوكب الآخر الذي يقول إن سعاده جاء منه؟! فما بين أيدينا ورقة نفوس رسمية مسجّلة في أحوال بلدة الشوير، من أعمال سورية، وعليها اسم أنطون سعاده. أي أننا جميعنا على كوكب الأرض، فلا هو جاء من غيره ولا نحن طبعاً. بل ولد الطفل وكبر إلى أن وقعت الحرب العالمية الأولى 1914-1918 واستعرت نارها في كل مكان، ليجد الفتى السوري نفسه في مواجهة ذلك السؤال الشهير الذي لا زال يقرع عقولنا، كلما تكاسلت عن البحث: ما الذي جلب على شعبي هذا الويل؟؟
يروي سعاده قائلاً: ومنذ وضعت الحرب أوزارها أخذت أبحث عن جواب لهذا السؤال وحلّ للمعضلة السياسية المزمنة التي تدفع شعبي من ضيق إلى ضيق، فلا تنقذه من دبّ إلاّ لتوقعه في جبّ.
إذاً: شعب سورية محاصَر ما بين دبّ.. وجب. وكان على سعاده أن يعمل على فك حصاره الرهيب هذا.
وإذا كان قد توصّل سعاده بعد بحث، إلى أن «فقدان السيادة القومية» هو الذي جلب ويجلب الويل، وسيظل سبباً لكل ويل أصاب الأمة وسيصيبها.. فلماذا يستمر هذا، «الفقدان»؟ ولماذا يستمر غياب السيادة القومية؟ أيبدو حضورها ضرباً من المستحيل؟!
قرن كامل مضى على سؤال سعاده، وأقل من قرن على جوابه.. وما كان غائباً حينها ظلّ في لجّة الغياب، وما كان ناقصاً وقتها ازداد نقصانه؟!
أليس جلياً.. الآن وكيف أن شعبنا لا يهرب من دبّ إلا ليقع في جب وجب… كيف أنه ما بين قطعان من الدببة المتوحشة وكمائن في الجبوب المظلمة، وما بين هذا وذاك يبدو شعبنا أسير حلقة جهنمية مغلقة.
ما الذي جلب على شعبي هذا الويل؟
ولماذا يخيّم عليه هذا الويل كقدر لا يُردّ؟!
بعد هذه السنين الطويلة لنتساءل، فمن هو هذا «الشعب» فعلاً وكيف تبدّت وتمظهرت علاقته بسعاده وعقيدته؟!
لا شك في أن السؤال المفتاحي/ التأسيسي الذي طرحه سعاده على نفسه، فتح له أبواب بحث مضنٍّ وشاق وطويل، بحث أشبه بعملية تنقيب. بهذا المعنى اعتمد سعاده «الحفر المعرفي» لإزالة الطبقات السميكة المتراكمة عبر تاريخ طويل، والتي طمرت شخصية الأمة وضيّعت هويتها، وزيفت خصائصها ونسفت نظامها العقلي لتقيم الفوضى بديلاً منه.
تمكن سعاده بحفرياته المعرفية من اختراق هذه السماكة والوصول إلى شخصية الأمة فتعرّف عليها مستكشفاً من لحظة ولادتها وخلال مسيرتها عبر التاريخ، فأزال الشوائب العالقة بها ونظفها من التراكمات الشاذة، وأعاد تقديمها إلى الشعب السوري… الذي يمكنه إذ ذاك من إعادة إنتاج ذاته وإنقاذ مصيره في إطار أخذه بنظام متكامل تعبّر عنه مبادئ سعاده وعقيدته.
وإن كان الشعب السوري، قد وقع قبل قرن، وإلى الآن، وخصوصاً الآن، تحت سطوة تعريفه باعتباره مجموعة فسيفسائية من عشائر وقبائل وأثنيات وأديان وطوائف ومذاهب.. فمن الطبيعي أن تقرير مصيره يعود في مرجعيته إلى الإرادات الخارجية ومصالحها ومساوماتها التي تتقاسم قطع الفسيفساء المجموعة، ولكن التي لا تتوحّد أبداًّ.
وإذا ما حلّ الشعب السوري مقيماً في هذا التعريف، وفي إطار هذه اللوحة، فإن مبدأ تقرير مصيره سيظلَّ مقيماً في الإرادات الأجنبية.
إذاً، ما العمل؟
لا بدّ من تحرير هذا الشعب من أسر هذه التعريفات وحصارها.
لا بدًّ من إعادة تعريف هذا الشعب بما يتّسق مع أعمال التنقيب المعرفي التي أجراها سعاده ووصل عبرها إلى اكتشاف حقيقة وجوهر شخصية المجتمع السوري تاريخياً، والتي سمحت لسعاده في النهاية من صياغة مشروع النهضة السورية القومية الاجتماعية، مشروع الأمة السورية ومستقبلها أو وعي شعب سورية للخروج من محدودية وفوضى وتضارب التعريفات تأتي تقيّده إلى النهضة ونظامها وغايتها التي تحرّره وتمكّنه من استعادة ذاته واستعادة ريادته.
قال سعاده لشعبه:
أنت لست، «قبائل» و«عشائر» وأتنيات مغلقة بنسب سلالي متوهّم بنفسه وواهم غيره.. أنت لست محكوماً بنظام ثقافي/ أخلاقي/ قانوني صحراوي ابتدائي وبسيط..
قال سعاده لشعبه:
أنت لست «طوائف» و«مذاهب» مغلقة بسيرة دينية تتوهّم نفسها وتوهم غيرها.. أنت لست محكوماً بنظام ثقافي/ أخلاقي/ قانوني قائم على ثنائية: مؤمن كافر.
قال سعاده لشعبه:
أنتَ لست «كيانات» سياسية رسمت على ورق، ثم أنشأت كسجون لك ولإرادتك ولمستقبلك.
قال سعاده لشعبه:
أنت سوري، ومجتمع واحد، وأمة واحدة.
..تاريخك ليس قصيراً ولا بسيطاً.. بل يمتد إلى ما قبل التاريخ الجلي، وأنت من وضعت الإنسانية على مصطبة الحضارة الأولى.
قال سعاده، وقال.. وكتب وخطب.. وفعل ونظّم وقاتل، واستشهد في سبيل شعبه، فماذا كانت النتيجة؟!
استجاب من استجاب لدعوة سعاده فانتظم في صفوف النهضة، وعمل وتعب وتشرّد وسجن واستشهد.. أخطأ وأصاب.. أخطأ مرات متعددة.. ولكنه ظلَّ في مواقفه يدافع عن روح النهضة وعقيدة سعاده وفلسفته..
أخشى، أن أقول إن ما نراه اليوم في سورية من مغربها إلى مشرقها هو الصورة الأكثر بشاعة في تاريخها، هو الواقع الأكثر خراباً.. وقتامةً
أأخطأ سعاده إذاً؟
أأصاب هشام شرابي، إذ حسبه من كوكب آخر ونحن من كوكب الأرض؟
لا تقوم المقدرات في التاريخ، على أكتاف الجماعة المنظمة وحدها، بل وعلى الالتفاف الشعبي حول هذه الجماعة وتلبية دعوتها في لحظة تاريخية ساذجة.
جورج واشنطن، قائد ثورة الاستقلال الأميركي بفعل جماعة منظمة.. بل بفعل تجارب الجماعة الأميركية معه.
وكذا لينين في روسيا، وماو في الصين، وكاسترو في كوبا… وغيرهم.
بوضوح وصراحة وألم أقول:
أطلق سعاده دعوته، ونداء ثورته التغييرية، ولكن سمع المجتمع السوري كان ثقيلاً.. فلم يستجب كما ينبغي لإحداث الانقلاب السوري التاريخي.. وكما أن سعاده أنجز «العدّة» التي تمكّن سورية من إحداث انقلابها، إلّا أنّها وللأسف الشديد خسرت فرصتها التاريخية في العصر الحديث مع استشهاده في الثامن من تموز 1949.
بعد هذا الوقت كله، يبدو واضحاً أن الشعب السوري، في أغلبه، لا زال مقيماً في سجون الطوائف والمذاهب والعشائر والقبائل.. بعيداً عن ساحات النهضة وحريتها.
إن الطبقات السميكة التي غطّت وطمرت حقيقته وهويته عبر قرون.. لا زالت تستمدّ سماكتها وغلاظتها يوماً بعد يوم من واقع مرّ ما يفتأ ينتجها على مدار الساعة.
سورية الآن، غارقة في دمائها.. سورية اليوم بين الحياة والموت.
هل الأحداث التي تجري في بلادنا، غير المسبوقة بوحشيتها، بانحطاطها الأخلاقي والقيمي والإنساني.. هذه الأحداث يقوم لها الشعب السوري الذي قال فيه سعاده ما يؤكد عراقته وأصالته الحضارية؟
أهذا هو شعب سورية؟ أم أننا بحاجة إلى مراجعة أوصافه، إلى أعمال أدوات التنقيب والتنظيف مرة ثانية ليصار إلى إعادة إنتاجه بكل ما تعني الكلمة من معنى!!
سؤال مرّ وقاسٍ مثل هذا، ولكن لا بدّ من مواجهته بمسؤولية وشجاعة.
إن ما يجري اليوم في الأروقة الدولية من مباحثات حول طاولات مفتوحة أو مستديرة أو غيرها للوصول إلى تسوية سياسية، لا يمكن أن تشكل حلاً للمشكلة السورية.. ونقول في هذا المجال، لحلفائنا قبل خصومنا: إن التسوية ليست حلاً، إنها في أقصى معناها ليست سوى المناخ الذي تتعايش فيه المتضادات السياسية في انتظار الاصطدام المحتوم.
نقول لحلفائنا، كما نقول لشعبنا كله: لا يمكن أن نردع الدب ولا أن نردم الجب إلّا إذا استمعنا جيداً إلى دعوة سعاده وأخذنا بها.
إذا ظلّ سمع سورية وشعبها ثقيلاً: فإن الإرادات الخارجية زارحة فوق صدرها، وسيبقى مصيرها معلقاً بين فكيه الرهيبتين كموجبة جيوسياسية استثنائية لا تقاوم من صفاتها المميزة وضعفها في آن.
إذا ظلت سورية بعيدة عن سعاده: فإن جب الانقسامات الطائفية/ المذهبية سيبتلعها كما تبتلع الأفعى فريستها المعزولة والبعيدة عن أهلها، وستظلّ هذه الطوائف/ المذاهب في بطن جبّ عميق مربوطة بسلاسل حلقتها الأخيرة بين أكفّ الدببة التي تسرح وتمرح فوق جسدها.
إذا ظلت سورية تدير أذنها الطرشاء لسعاده: فإن جبّ النظريات الزائفة وسرابه الكاذب سيقود شعبها من ضيق إلى ضيق ومن خلل إلى خلل: أرأيتم كيف أن العديد.. العديد من ضباط الجيش العراقي قد انتقلوا برمشة عين من كنف العروبة الوهمية إلى خنادق داعش، حيث يقودون معاركه ضد شعبهم.. وضد جيشهم؟!!
إذا ظلت سورية تعاند سعاده: فإن انتصارات شعبها، حتى الانتصارات لا يمكن حمايتها.. أترون كيف أننا في مواجهة مفتوحة نقاتل لنحمي انتصاراتنا التاريخية على المشروع «الإسرائيلي»؟! أترون كيف أن انتصار المقاومة في عام 2000 وعام 2006 حولته الدببة المذهبية إلى عبأ ثقيل يجب الخلاص منه؟!!! وحدها البيئة القومية من تتمكن من مواجهة الدبّ، ومن تتمكّن من ردم الجب لإعلاء بنيان الأمة وحضارتها.
إذا ظلت سورية، على هذا الجفاء.. فأخشى وأرتجف خوفاً وترتخي مفاصلي.. من أن يتم الاستفراد بالنهضة ورجالها، فلا تتمكن من الخلاص، وإذ هي تحت سطوة الدبّ حتى لا تقع في الجبّ..؟!
عندها.. وعندها فقط، أسلّم مع شرابي أن سعاده قد جاء إلينا من كوكب آخر.. زارنا في ساعة خاطفة وغاب.. فيما نحن أهل الأرض لفاعل هذا الدمار والخراب والفوضى والويل.
لا.. لا، يا أهل سورية لن نستسلم للويل والخراب والدمار.. فالصنوبرات الأربع العرزالية التي انجدلت ضفائرها متحدة، ها هي تتغلغل في أديم أرض سورية لتغيّر نسقها، وتنظف دماءها من هذا التلوث القاتل الذي يخنق أنفاسها، وها هي تبدو مقاومة في سهل نينوى وعلى أبواب الموصل، في حلب حيث منزل المتنبي يفتح أبوابه من جديد، وفي مسرح تدمر وفي فيء معبدبل.. في لبنان، كل لبنان الذي سجل على أرضه أروع الانتصارات وأبهاها، والذي على أرضه تمّ نسف الاتجاه الذي كان يحكم علينا دائماً الهزيمة..
في فلسطين، في ساحات عكا، قرب منزل هشام شرابي، وبيت لحم وغزة.. والقدس.. فلسطين التي كرّسها المسيح كمكان للقيامة وجسر وصل ما بين الأرض والسماء..
صنوبرات.. زوبعت فاحتلت الأفق ضياء عظيماً، ليستنير عقل شعب سورية الذي يقاوم مَن يعمل على تحويله وإنتاجه كمخلوق هائم على وجهه.. قاتل ومقتول.
صنوبرات.. زوبعت فتمنطق الرجال بلباسهم الرصاصي وعلت راياتهم خفّاقة: لبيك سورية.. ولتحي سورية.
نص الكلمة التي ألقاها الأمين نزار سلّوم في احتفال الأول من آذار، عيد مولد باعث النهضة القومية الذي أقامته مديرية بوسطن يوم السبت الواقع فيه 4 آذار 2017.