الاتحاد الأوروبي: مصير الأسد يحدّده الشعب السوري

تبنّى مجلس الاتحاد الأوروبي على مستوى وزراء الخارجية استراتيجية من 6 بنود لتسوية الأزمة في سورية.

وجاء في بيان صدر عن مجلس الاتحاد الأوروبي بعد اجتماعه في لوكسمبورغ «أنّ النزاع في سورية يؤثر بصورة مباشرة على الاتحاد». وأكد الوزراء الذين ركزوا خلال مناقشتهم على مستجدات الأزمة السورية «ضرورة مواصلة تطوير الاستراتيجية الأوروبية تجاه سورية».

وتابع البيان أنّ «استراتيجية الاتحاد بشأن التسوية السورية تركّزت على 6 مهام رئيسية»، وهي «إنهاء الحرب عن طريق عملية انتقال سياسي بموجب القرار 2254، ودفع الانتقال الشامل في سورية قدماً إلى الأمام، وإنقاذ حياة السوريين عن طريق تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في كامل الأراضي السورية، ودفع التطوّر الديمقراطي وحقوق الإنسان وحرية التعبير عن طريق دعم المجتمع المدني في سورية، ومساءلة مرتكبي جرائم الحرب من أجل المساهمة في عملية استعادة الوحدة الوطنية وإحلال العدالة في المرحلة الانتقالية، ودعم صمود الشعب السوري والمجتمع».

كما ذُكِر في البيان «أنّ الاتحاد الأوروبي قد يُعيد النظر في عقوباته المفروضة على سورية بعد بدء العملية الانتقالية». ولوّح الوزراء بإمكانية استئناف التعاون مع السلطات السورية الانتقالية وتقديم التمويل لإعادة إعمار سورية ما بعد الحرب.

حيث أكد الوزراء المجتمعون أنّ «الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم المعارضة السورية واللجنة العليا للمفاوضات كوفد إلى لقاءات التفاوض السورية في جنيف برعاية الأمم المتحدة».

ودعا المجلس «الأطراف السورية للانضمام بشكل بنّاء ومن دون شروط مسبقة إلى جدول الأعمال الذي حدّده الموفد الخاص للأمم المتحدة»، ورحّب المجلس «بالمسلك والنهج الإيجابي من جانب اللجنة العليا للمفاوضات حول موضوع الاتفاق على وفد تمثيلي موسّع وكذلك حول صياغة مقترحات معتدلة وبراغماتية».

وحثّت الوثيقة الأوروبية، دمشق على تقديم خططها الخاصة حول الانتقال السياسي الشامل الحقيقي، وقالت: «العملية السياسية يجب أن تكون شاملة تماماً، لضمان مشاركة جميع شرائح المجتمع السوري في تشكيل الوحدة المستقبلية والمصالحة في سورية».

وفي السياق، قال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اختتام اجتماعهم الشهري أمس، في لوكسمبورغ «إنه لا يمكن للرئيس السوري بشار الأسد البقاء في السلطة في ختام المرحلة الانتقالية السياسية التي يدعون إليها».

وقال وزير الخارجية الهولندي برت كوندرس في ختام الاجتماع الأوروبي «كان لدينا على الدوام الموقف نفسه، لا أعتقد أنّ هناك مستقبلاً للأسد، لكنّ القرار يعود للشعب السوري».

والجدير بالذكر، أنّ موقف وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أتى ردّاً على التحوّل في الموقف الأميركي، حيث أقرّت واشنطن الخميس الماضي، بأنّ رحيل الرئيس السوري لم يعد «أولوية» بالنسبة إليها، وأنها تبحث عن «استراتيجية جديدة لتسوية النزاع في سورية».

وكانت نيكي هايلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة قالت: «إنّ بلادها تريد العمل مع تركيا وروسيا لإيجاد حلّ سياسي على المدى الطويل في سورية بدلاً من التركيز على مصير الأسد».

موقف هايلي كان قد أعلنه أيضاً وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون عقب لقائه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة، وأشار إلى أنّ «مصير الأسد يحدّده الشعب السوري، وأنه بحث مع المسؤولين الأتراك إقامة مناطق مستقرة للنازحين السوريين».

من جهته قال سيغمار غابريال وزير الخارجية الألماني «لقد قلنا على الدوام إنه يعود للسوريين أن يقرّروا مَن سيكون رئيسهم وأي حكومة ستكون لديهم»، مضيفاً أنّه «من غير المجدي تسوية مسألة الأسد في البداية لأنّ ذلك سيقود إلى طريق مسدود».

ورأى غبريال أنّ «الولايات المتحدة أصبحت الآن تعتمد موقفاً أكثر واقعية من السابق عبر تخلّيها بشكل واضح عن المطالب برحيل الأسد».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى