الحريري: على المجتمع الدولي الاستثمار في لبنان لتخفيف تداعيات النّزوح
أكّد رئيس الحكومة سعد الحريري أنّ لبنان لا يمكنه أن يتحمّل هذا الكمّ الهائل من النازحين، داعياً المجتمع الدولي إلى أن يتحمّل مسؤوليّته وينظر إلى هذا الموضوع بشكل مختلف ويستثمر في لبنان لتخفيف تداعيات النزوح.
كلام الحريري جاء في فرنسا التي استهلّ بها جولته الأوروبية، فزار قصر ماتينيون حيث كان في استقباله في الباحة الخارجية نظيره الفرنسي برنار كازنوف، ثمّ عُقدت محادثات ثنائيّة بين الرئيسين في حضور مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والقائم بالأعمال اللبناني في باريس غدي خوري والمستشارة الأولى في السفارة رلى نور الدين ومستشار الرئيس الحريري للشؤون الأوروبية بازيل يارد، وعن الجانب الفرنسي مدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية جيروم بونافون والمستشار الدبلوماسي لرئيس الحكومة غوتييه لوكنس وعدد من كبار المسؤولين والمستشارين في رئاسة الحكومة. وتناولت المحادثات المستجدّات في لبنان والمنطقة، وتداعيات أزمة النازحين السوريين وسبل تقوية العلاقات وتطويرها بين البلدين.
بعد اللقاء، قال الحريري: «شرحت لرئيس الوزراء الوضع القائم في لبنان، وأبلغته أنّنا سنحضر مؤتمر بروكسل ونتمنّى أن يكون لفرنسا دور كبير تلعبه، فالعلاقة بيننا وبين فرنسا علاقة أخويّة وصادقة، وهي ساعدت لبنان في مراحل عدّة على كلّ الصعد، ونحن نحثّ كلّ الدول على أنّ مساعدة لبنان، خصوصاً في ما يتعلّق بأزمة النازحين الذين نتفهّم وجودهم في لبنان ووضعهم الإنساني، ولكن يجب على المجتمع الدولي أن ينظر إلى الموضوع بشكل مختلف لأنّ لبنان لا يمكنه أن يتحمّل بدلاً منه مليوناً ونصف المليون نازح سوري، وعلى المجتمع الدولي أيضاً أن يستثمر في لبنان ويعطيه كلّ الإمكانات لكي يتمكّن من استكمال هذا المشوار، خصوصاً وأنّ ما يحصل في سورية لم ينته».
وأكّد أنّ هناك توافقاً لبنانياً كبيراً حول هذا الملف.
وردّاً على سؤال، قال: «نحن في لبنان كنّا نعمل دوماً على اقتصاد لعدد سكان يبلغ 4.5 ملايين نسمة، اليوم نعمل على اقتصاد لأكثر بقليل من ستة ملايين. والوضع الاقتصادي في البلد حين يكون النمو 1 أو أقل أو أكثر بقليل، لا يكفي لتوفير فرص عمل للّبنانيين ومن ثمّ للّسوريين. هذا الوضع كان يفترض أن يكون مؤقتاً وسيبقى مؤقتاً بالنسبة لنا، لأنّه يجب على السوريّين في نهاية المطاف حين ينتهي الصراع في سورية أن يعودوا إلى بلدهم، ونحن علينا أن نكون واعين».
وعن زيارته الأخيرة إلى الرياض، قال الحريري: «تحدّثنا بكلّ شيء، واتفقنا على إنشاء لجنة عليا بين الرياض وبيروت خلال مدة شهر، ومن ثمّ نعود إلى المملكة بوجود الملك سلمان بن عبد العزيز ونوقِّع على عدّة اتفاقيات. وكما كلّ اللجان المشتركة، كمصر مثلاً، ستكون هناك لجان اقتصادية وصناعية وأمنيّة وعسكرية ورحلات متبادلة بين الدولتين، وهو أمر لم يحصل في السابق، ونحن نريد أن نجسّد هذه العلاقة ضمن إطار المؤسسات في لبنان والسعودية».
ثمّ زار الحريري قصر الإليزيه، حيث التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي قلّده وسام جوقة الشرق برتبة كوموندور. وقال هولاند في مؤتمر صحافي مشترك مع الحريري، إنّ «لبنان عرف كيفيّة التعامل مع التهديد الإرهابي، وهذا يدعو إلى تضامن المجتمع الدولي وفرنسا إزاء العملية التي تبلسم جراح لبنان مع تسليم المساعدات الإنسانية، ونقنع المستثمرين بالمجيء إلى لبنان»، وتوجّه إلى الحريري بالقول: «في هذه الفترة أيضاً، التي تسودها الاضطرابات، بإمكانكم الاعتماد على مساعدة فرنسا».