«يوم الأرض»… معرضاً لفنّانين فلسطينيّين وسوريّين في دمشق
لمناسبة الذكرى الواحدة والأربعين ليوم الأرض، أقام الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين معرضاً فنياً ضمّ مختلف الفنون التشكيلية من الرسم والنحت والتصوير الضوئي والغرافيك وذلك في صالة الشعب للفنون الجميلة في دمشق.
وعبّر اثنان وخمسون عملاً فنياً أبدعها فنانون تشكيليون فلسطينيون وسوريون من أجيال مختلفة تجلت رموز الهوية والنضال الفلسطينيين واتخذت غالبيتها الأسلوبين الواقعي التعبيري والرمزي، كما أظهر الفنانون الشباب المشاركون مستوى متطوّراً في ما قدموه من أعمال تعكس الموهبة والإمكانيات التي يتمتعون بها.
وأشار الفنان التشكيلي إبراهيم مؤمنة إلى أنه استلهم من كفاح الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني مادة لوحته، وسعى عبر استخدامه ألواناً قاتمة إلى تجسيد الظلم الذي يتعرض له هذا الشعب إضافة إلى تصوير الصمود السوري ضد الإرهاب. معرباً عن اعتزازه بالمشاركة في معرض يوم الأرض لأنه مناسبة فلسطينية وعربية وعالمية.
وتحدّث الفنان محمد الركوعي عن لوحاته المشاركة في المعرض والتي اعتمد فيها على رموز الشخصية الفلسطينية في إشارة إلى غناها الذي ساعدها على الصمود في وجه محاولات التهويد. موضحاً أنه استخدم الأكريليك واعتمد على التقاطعات في اللوحة لإغناء مضمونها الفكري والألوان الفاتحة والغامقة بحسب مضمون كل لوحة.
واعتبر النحات خالد جازية الذي شارك بعمل نحتيّ بانوراميّ لأمّ لاذ بحضنها أطفالها، أن العمل الفني جزء من النضال الوطني في وجه التطرّف والاحتلال اللذين يسعيان إلى ضرب الإبداع العربي أينما كان. مبيّناً أن عمله خليط بين مادتَي الريزين والبرونز، وسعى خلاله إلى تجسيد معاناة المرأة الفلسطينية من التهجير والنزوح.
الفنانة آلاء كيلاني قدّمت عملاً مزيجاً بين البورتريه لوجه امراة تتشح بالكوفية الفلسطينية التي تحتضن مدينة القدس حيث اعتبرت أن لوحتها رسالة تؤكد دور المرأة في استرداد الأرض والحقوق لأنها هي التي تنجب وتربي الأبطال وتصنعهم.
وعبر لوحة تجنح إلى الضبابية، شكّلت الفنانة رندة تفاحة امرأة ترتدي الزي الفلسطيني في شوارع القدس تدفع عن الأطفال غيماً أسود يغطي سماء المدينة. وقالت إنها لجأت إلى الألوان الترابية، لا سيما البني بتدريجاته والأخضر، لما فيها من عمق ولقربها من الأرض.
وذكر الفنان رامز منزلاوي رئيس رابطة التصوير الضوئي في اتحاد التشكيليين الفلسطينيين، أن الرابطة بوصفها تجمّعاً مشكّلاً حديثاً، تسعى عبر المعارض إلى إظهار أهمية هذا الفنّ وضرورته. مشيراً إلى أنه شارك بصورة ضوئية لنبات شوكي والخلفية سماء زرقاء فيها غيوم. موضحاً أن لوحته تعكس تجذّر الألم في نفوس الشعب الفلسطيني وتطلّعه الدائم إلى الأمل. فيما قدّم الفنان معتز موعد صورة ضوئية بأسلوب الغرافيك لإطار جسد بشريّ، يضمّ صوَراً لامرأة، في جزئه العلوي تنظر إلى أطفال صغار في جزئه السفلي، وهي كناية عن ارتباط الأنثى بالطفولة.
ولفت رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين الفنان عبد المعطي أبو زيد إلى ضرورة الاستمرار بالإبداع الفنّي المرتبط بالأرض والهوية والثقافة، والدعوة باستمرار إلى توجيه البوصلة نحو الاحتلال الصهيوني الذي ينشر شروره في المنطقة برمّتها. منوّهاً بمشاركة الفنانين السوريين زملاءَهم الفلسطينيين بهذه المناسبة، في تأكيد على الروح القومية لدى الشعب السوري رغم ما يمرّ به من مِحن.
حضر افتتاح المعرض معاون وزير الثقافة المهندس علي المبيض والدكتور إحسان العر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين والدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد الكتّاب العرب، وعماد كسحوت مدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة وحشد من الفنانين والنقاد والمهتمين.