بري: لبنان متمسك بالدفاع عن ثرواته وأرضه
أشاد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالدور الذي تلعبه القوة الايطالية العاملة في القوات الدولية في الجنوب «اليونيفيل»، مقدراً تضحيات رجالها في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب وتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701. وذلك خلال استقباله في قصر بعبدا وزيرة الدفاع الايطالية روبرتا بينوتي، بحضور السفير الإيطالي في لبنان ماسيمو ماروتي والوفد المرافق. كما نوّه بالتعاون الثنائي بين لبنان وإيطاليا، مشدّداً على تعزيزه في المجالات كافة، مقدّراً، خصوصاً التعاون العسكري في مجال التدريب وتبادل الخبرات بين الجيشين الإيطالي واللبناني، وضرورة استمرار هذا التعاون.
واعتبر أن لبنان وإيطاليا يواجهان التحديات نفسها مثل الهجرة والنزوح والإرهاب والتهديدات الأمنية، مؤكداً استمرار الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الأخرى بمكافحة الإرهاب ومطاردة خلاياه النائمة، لافتاً إلى موقف لبنان المطالب بالعودة الآمنة للنازحين السوريين إلى المناطق المستقرة في الداخل السوري. كما تحدّث رئيس الجمهورية عن التهديدات «الإسرائيلية» المستمرة ضد لبنان والأعمال العدائية التي تعيق عودة الاستقرار بشكل نهائي إلى منطقة الجنوب.
وبعدما أكد ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، شكر إيطاليا على دورها في دعم الاقتصاد اللبناني وتفعيل التبادل التجاري، محملّاً الوزيرة بينوتي تحياته إلى الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا والحكومة الإيطالية رئيساً وأعضاء.
نقلت الوزيرة الايطالية من جهتها تهنئة حكومة بلادها للعماد عون لمناسبة انتخابه رئيساً للجمهورية لكونها أول وزيرة إيطالية تزور لبنان منذ حصول الانتخابات، مؤكدة استمرار بلادها في العمل من أجل تعزيز العلاقات بين لبنان وإيطاليا. واعتبرت أن مشاركة بلادها في «اليونيفيل» ساهمت في تحقيق الاستقرار في جنوب لبنان، مشدّدة على استعداد بلادها للمساعدة في التخفيف من عبء النازحين السوريين في لبنان، وأكدت الاستمرار في مساعدة القوى المسلحة اللبنانية لضمان نجاحها في المهمات الموكلة إليها.
والتقت الوزيرة الإيطالية وقائد الأركان الجنرال كلاوديو غرازيانو والوفد المرافق والسفير الإيطالي رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي أكد تمسّك لبنان بالدفاع عن سيادته وثرواته. وتناول الحديث العلاقات الثنائية ودور القوات الإيطالية العاملة في اليونيفيل في الجنوب. ونوّه بري بعمل القوات الدولية، مشيداً بالمشاركة الإيطالية الفاعلة لهذه القوات التي ساهم ويساهم دورها في الاستقرار الذي ينعم به الجنوب .
وتحدّث عن الأطماع «الإسرائيلية»، فقال إنه إلى جانب خروقها اليومية فقد رفعت «إسرائيل» منسوب عدوانيتها بأطماع جديدة ببحر لبنان والمنطقة الاقتصادية الخاصة وإن مثل هذه السياسة العدوانية والتهديدات تنذر بالحرب، مع العلم أن لبنان متمسك بالدفاع عن سيادته وبحره وبره وثروته النفطية .
ودعا وزيرة الدفاع الإيطالية نظراً لخصوصية العلاقة التي تربط لبنان بإيطاليا ولموقعها الفاعل في قوات «اليونيفيل» أن تلعب دوراً فاعلاً من أجل قيام الأمم المتحدة بواجبها تجاه التهديدات والاعتداءات «الإسرائيلية» وردع «إسرائيل» وتثبيت الحقوق اللبنانية الكاملة في المنطقة الاقتصادية.
وزارت بينوتي والوفد المرافق وزير الدفاع الوطني يعقوب رياض الصراف وركز الاجتماع على تطورات الاوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين ولا سيما في المجال العسكري. وعرض الوزيران التعاون العسكري والأمني بين البلدين، خصوصاً في ما خص مكافحة الإرهاب، وشدّدا على وجوب تعزيزه وتطويره في المجالات كافة.
وخلال الاجتماع أشاد الصراف «بالدور الهام الذي تؤديه الوحدة الايطالية العاملة في إطار القوات الدولية العاملة في الجنوب»، مركزاً على التعاون القائم بين هذه القوات والجيش اللبناني والذي أثمر استقراراً لافتاً». وشدد على أهمية تطوير التعاون اللبناني – الايطالي على المستويات كافة.
وأضاف: «في قضية النازحين، إن لبنان يستضيف أعداداً كبيرة منهم، وهو يؤكد وجوب عودتهم الى المناطق الآمنة في سورية».
ونوهت الوزيرة الايطالية من ناحيتها، بالجيش اللبناني «الذي أثبت في أكثر من محطة قدرته على مواجهة التحديات الراهنة»، مؤكدة استعداد بلادها لمزيد من التعاون بين جيشي البلدين.
وأعربت عن امتنانها الخالص لما يقوم به لبنان في ما يتعلق بمسألة النازحين، مع الأخذ في الاعتبار التأمينات الاقتصادية باعتبارها المفتاح الذي يمكن أن يحل الكثير من المشكلات الامنية، وهذا ايضا ما نريد التركيز عليه.
والتقى الوفد الايطالي أيضاً قائد الجيش العماد جوزف عون وتم البحث في العلاقات الثنائية بين جيشي البلدين ومهمة الوحدة الإيطالية العاملة ضمن قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان.