موسكو: العلاقات مع أميركا تحتاج «إلى إعادة ضبط من جديد»
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن روسيا لن تغير موقفها من الأزمة الأوكرانية، بهدف إلغاء العقوبات المفروضة ضدها.
ورد لافروف أمس على اقتراح عرض على روسيا بوضع معايير من أجل رفع العقوبات المفروضة ضدها، قائلاً: «نحن لا ننوي عمل ذلك»، مؤكداً أن الموقف الروسي هو موقف نزيه وعادل وداعم للشعب الأوكراني.
وفي ما يخص الصعوبات التي يمر بها الاقتصاد الروسي، قال لافروف إن «أموراً كهذه تحدث، وليس فقط في روسيا، ولكن في دول أخرى أيضاً»، مؤكداً متانة الاقتصاد الروسي.
ودعت موسكو أمس إلى إعادة ضبط العلاقات من جديد مع الولايات المتحدة، وقالت إن الوضع في أوكرانيا الذي أدى إلى فرض العقوبات الغربية عليها، يتحسن الآن بفضل مبادرات السلام التي يطرحها الكرملين.
وتتهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي روسيا بدعم حركة تمرد موالية لها في شرق أوكرانيا وفرضا عقوبات مالية على روسيا منذ أن ضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية في شهر آذار الماضي.
ودفع الصراع العلاقات بين موسكو والغرب لأدنى مستوى منذ نهاية الحرب الباردة. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع الماضي إنه من الممكن رفع العقوبات إذا ما سلكت روسيا طريق السلام والدبلوماسية.
وفي مقابلة تلفزيونية قال وزير الخارجية الروسي إنه حان الوقت لتكرار «ضبط العلاقات» في إشارة إلى وصف أطلقته واشنطن على محاولة سابقة لإصلاح العلاقات الثنائية في مستهل رئاسة أوباما.
وأضاف في نسخة من المقابلة منشورة على موقع وزارة الخارجية الروسية: «نحن مهتمون للغاية بإعادة العلاقات إلى طبيعتها لكن لسنا نحن من قوضناها. الآن هي بحاجة إلى ما قد يطلق عليه الأميركيون إعادة ضبط»، مضيفاً أن «الإدارة الأميركية الحالية تقوّض اليوم معظم هيكل التعاون الذي شيدته بنفسها معنا. على الأرجح سيحدث شيء ما… إعادة ضبط من جديد».
وبعد تولي أوباما منصبه عام 2009 بفترة قصيرة قدمت وزيرة الخارجية الأميركية حينها هيلاري كلينتون إلى لافروف زراً أحمر كتب عليه بالانجليزية كلمة إعادة الضبط في إشارة إلى بداية جديدة للعلاقات التي توترت خلال حكم الرئيس السابق جورج بوش الابن الذي سبق أوباما في المنصب.
وقال لافروف إنه بفضل مبادرات الرئيس الروسي يتحسن الوضع على الأرض في أوكرانيا حيث بدأ وقف إطلاق النار منذ أسابيع عدة. وأضاف: «وقف إطلاق النار يتبلور لكن بالتأكيد هناك مشاكل. وضعت آليات للمراقبة وبدأت المحادثات بين روسيا والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا كما استؤنفت محادثات الغاز».
وكرر لافروف انتقاد موسكو للحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» في سورية، وقال إن واشنطن تكيل بمكيالين لرفضها التعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد حليف روسيا.
وذكر لافروف أنه على رغم العقوبات الغربية فإن روسيا لا تشعر بأنها معزولة على الساحة الدولية. وردت موسكو على العقوبات بمنع استيراد معظم السلع الغذائية من الدول الغربية.
وقال لافروف: «لا نشعر بأية عزلة. لكن طالما طرحنا هذا الأمر أريد التأكيد بشكل خاص أننا لا نرغب في الذهاب إلى أقصى حد ونتخلى عن التعاون الاقتصادي مع أوروبا والولايات المتحدة». وتابع: «لا نرغب في مواصلة حرب عقوبات وفي تبادل الضربات… قبل كل شيء من المهم أن يفهم شركاؤنا عدم جدوى الإنذارات والتهديدات».