تزامن منسّق بين مؤتمر بروكسل وكيميائي إدلب

معن حمية

«المؤتمر الدولي لدعم سورية ودول الجوار» في بروكسل، كما سابقاته من اجتماعات ولقاءات عُقدت للغرض ذاته، خرجت بوعود كثيرة، لم تفِ بها، ما يجعل من كلّ هذه المؤتمرات، منصات «جعجعة بلا طحن».

إنّ اجتماعات كهذه يفترض بأنها تُعقد لتوفير دعم حقيقي للدول المقرّر دعمها، بما يحقق أهدافاً إنسانية، لكنه، ومنذ بدء الحرب الإرهابية على سورية 2011، فإنّ كلّ المؤتمرات والاجتماعات واللقاءات على تعدّد عناوينها، إنما تحصل بهدف واحد، هو ممارسة الضغوط على الدولة السورية، والتحريض ضدّها بأشكال وصيغ مختلفة. ودائماً يحصل حدث ما، يفتعله الإرهاب ورعاته، ويستخدمه المشاركون في الاجتماعات الدولية ضدّ سورية.

وما بات واضحاً، أنّ هناك مسؤولين أساسيين في دول غربية وإقليمية وعربية، تتملّكهم عقد نقص تجاه سورية، وهؤلاء بدلاً من أن يناقشوا في الاجتماعات سبل توفير الدعم والإيفاء بالوعود والالتزامات، يتحوّلون خبراء في الأسلحة الكيميائية، وتصبح وظيفتهم محصورة فقط باتهام الدولة السورية. وآخر الاتهامات هجوم خان شيخون، علماً أنها اتهامات غير قابلة للصرف والتصديق. لكن مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديركا موغيريني ومعها وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون والقطري من آل ثاني وآخرين من الفصيلة ذاتها، يصرّون على اتهام سورية، مطلقين بذلك صفارة اختتام مؤتمر بروكسل بصفر دعم لسورية والدول التي تستقبل نازحين، وبدعم كامل للإرهاب ومنظوماته الإجرامية.

المشهد في بروكسل، كان مشهداً عدائياً بامتياز، وبدا أنّ افتعال الكيميائي في خان شيخون الإدلبية منسق ومحكم ليكون متزامناً مع انعقاد مؤتمر بروكسل، لتكون هناك منصة جديدة تستخدم في الهجوم على سورية.

بدا واضحاً أن أجندة المؤتمرين لا تتضمّن البحث عن فرص توفير الدعم لسورية ودول النزوح، والفاعلون في المؤتمر لم يسمعوا نداءات استغاثة وجّهها مسؤولون في دوّل تتحمّل أعباء النزوح السوري، لا سيما لبنان والأردن، رغم أنّ النداءات مدوزنة بما يخدم أجندة التحريض على الدولة السورية، والمحرّضون جميعاً يمثلون دولاً ما فتئت تدعم الإرهاب تحت عناوين مختلفة، ولا تزال تستثمر في هذا الإرهاب لتحقيق مشاريعها ومخططاتها الهدّامة.

الدول الراعية للإرهاب والتطرف، كانت بحاجة ماسة الى أن تفتعل كيميائي خان شيخون، ليس فقط من أجل التغطية على فشل هجوم المجموعات الإرهابية في أرياف حماة ودمشق، بل من أجل تشكيل ذرائع لمواصلة الحرب الإرهابية على سورية، خصوصاً أنّ الدولة السورية أسقطت كلّ الذرائع، من خلال إنجازات الجيش السوري في الميادين، ومن خلال الذهاب الى جنيف وأستانة للبحث عن حلول وتثبيت وقف النار، في حين كان موقف «المعارضات» المشغَّلة من الدول ترفض اعتبار محاربة الإرهاب أولوية. ما يؤكد أنّ هذه «المعارضات» من صنوف الإرهاب، ورعاتها هم صانعو الإرهاب.

ما جرى التخطيط له من وراء كيميائي خان شيخون واجه فشلاً ذريعاً، كما فشل هجوم المجموعات الإرهابية بقيادة جبهة النصرة في حين نجحت سورية بمؤازرة روسيا أن تدحض الأكذوبة الكيماوية بشهادة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التابعة للأمم المتحدة. شهادات قوّضت هجوم أميركا وبريطانيا وفرنسا في مجلس الأمن الدولي قبل أن يرفع الروسي يده بالفيتو.

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى