الحاج: لاعتماد الرؤية القومية في إعادة بناء الإنسان السوري الجديد
تحت شعار «معاً يداً بيد لبناء سورية»، ألقى ممثل الحزب السوري القومي الاجتماعي في فرع حـمـاه بالجبهة الوطنية التقدمية محمــد الحـــاج، محاضرة على مدرج المركز الثقافي العربي في مصياف بعنوان: «بناء البشر قبل بناء الحجر».
استهلّ الحاج المحاضرة بعرض الأسباب الحقيقية للحرب على الدولة السورية، وتأثير التدخلات الخارجية وانعكاساتها على البنية الاجتماعية، كما تطرق إلى «دور الحرب الإعلامية الدولية على التفكير المجتمعي في البنية المتوسطة والعادية». وتناول أيضاً «مسألة تشخيص البنى الثقافية الناتجة والمفاهيم المضطربة غير المستقرة والمتوازنة على الصعيد العام»، مشيراً إلى «قصور دور المثقفين في بدايات الأزمة».
ولفت الحاج الانتباه إلى «مسألة الحصار الاقتصادي الذي تمارسه بعض الدول على سورية، وانعكاس ذلك سلباً من خلال تلاشي نظم الأمن الغذائي والمالي والانخفاض الحاد في مستوى المعيشة، مترافقاً بانخفاض سعر الصرف للعملة المحلية». كما أضاء الحاج على «دور تجار الأزمات وتأثيره على الموقف العام ومساهمته في استثمار الحصار الخارجي ودعم مفاعيل هذا الحصار وربما بشكل غير مقصود» .
ولفت إلى «ضعف الأداء لبعض الأحزاب والتنظيمات المدنية وتباين المواقف تجاه الحرب الخارجية التي تستهدف وجود الدولة السورية من الجذور»، وشرح الموقف المتقدم للحزب السوري القومي الاجتماعي منذ البداية في الدفاع عن الشام «كأحد ركائز دعم المقاومة».
من جهة ثانية، أكد الحاج على «أهمية اعتماد الرؤية القومية لإعادة بناء الإنسان السوري الجديد بالتوازي مع إعادة بناء المدن والبنى التحتية والمنشآت»، مشيراً إلى «دور الأحزاب المنتظر في هذا المجال وإعادة النظر في المناهج التربوية، تحقيق علمانية الدولة، فصل الدين عن السياسة، وإبعاد رجال الدين عن التأثير في السلطة السياسية والقضاء والسعي من أجل تحقيق الأمن الذاتي على الأصعدة كافة».
وختم الحاج بالدعوة إلى «قيام ثورة ثقافية شاملة لهذه الغاية».
بعد ذلك، جرى حوار مع الحضور، وكان هناك شبه إجماع على الأفكار المطروحة الهادفة إلى الإصلاح وترميم البنية المجتمعية التي لحق بها تخريب واسع على مدى سنوات العدوان، لا سيما في ظلّ الضائقة الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة، وغلاء الأسعار وانخفاض الدخل وبلوغ الكثير من العائلات حدود خط الفقر.