حزب الله: الخطابات الحاضنة لمطالب خاطفي العسكريين خطيئة في حقّ الوطن

رأى حزب الله أنّ الجماعات الإرهابية «لا تحارب فقط بالوسائل العسكرية والأمنية، بل لا بدّ من مواجهتها بإظهار وجه الإسلام الصحيح والحقيقي»، معتبراً أنّ «أية خطابات سياسية تحتضن مطالب الخاطفين وتسكت عن الذبح وإذلال العسكريين هي خطيئة في حق الوطن».

فياض

وأكد النائب علي فياض خلال حفل تكريم العلامة الراحل الشاعر الشيخ إبراهيم بن الشيخ يحي المخزومي العاملي، في بلدة الطيبة الجنوبية «أننا مستعدون للحوار والانفتاح على كل القوى السياسية اللبنانية وخصوصاً تلك القوى التي نختلف معها سياسياً، ونحن على استعداد لأن نتحاور ونتفاهم وأن نبني مواقف مشتركة ونتآزر جميعاً في مواجهة هذه الظاهرة لحماية الوطن وللتآلف والالتفاف حول الجيش اللبناني الذي يخوض في كل لحظة معركة الدفاع عن استقرار وأمن هذا الوطن».

واعتبر فياض «أنّ الجيش في حاجة إلى غطاء سياسي كامل غير منقوص لا فجوات ولا التباس فيه لكي يقوم بدوره كاملاً، وكذلك يحتاج إلى أن نمدّه بكل مقومات الدعم والتعزيز بالإمكانات والقدرات لكي يكون قادراً على تأدية دوره كاملاً»، محذراً من «حالة التراخي والتهاون، كل لحظة تمرّ من دون أن نحسم فيها الموقف من الجماعات التكفيرية على حدودنا أو في الداخل أو من دون أن نضع حداً لأولئك الذين يوفرون الغطاء لهؤلاء ويعملون بالخفاء على مساعدتهم ومؤازرتهم إنما تزداد المخاطر على هذا الوطن».

الموسوي

واعتبر النائب حسين الموسوي أنّ «المجموعات التكفيرية المقيمة احتلالاً واغتصاباً في جرد عرسال تنصب فخ الفتنة في لبنان»، مشيراً إلى «أننا أمام عصابات تكفيرية لا تتقن إلا لغة الذبح والمال والخطف وتريد إيصال البلاد والعباد إلى مزالق خطرة».

وقال الموسوي في تصريح: «لا بدّ من إجراءات رادعة حقيقية على الأرض لمعالجة موضوع أبنائنا العسكريين المغدورين في منطقة عرسال من أجل تفويت الفرصة على المجرمين ومن يقف وراءهم، فالتداعيات الناشئة عن هذه الأزمة، باتت تستلزم منا جميعاً ومن جميع المعنيين اتخاذ إجراءات وقرارات شجاعة وجريئة تفضي إلى حل هذه القضية الوطنية بالمستوى الذي يقفل هذا الملف على قاعدة الحق والعدل والسيادة، لأنّ هذا الخطر الداهم لا يتهدد لبنان فحسب، بل المنطقة بكل دولها وشعوبها ومكوناتها».

وختم الموسوي: «ما سلب بقوة الإرهاب والغدر لن يعود إلا بقوة الموقف المفاوض الذي هو أحد أوجه المقاومة لاسترداد أبنائنا الجنود الأعزاء وإعادتهم إلى أهلهم المظلومين الطيبين معززين مكرمين، هؤلاء الذين دفع بعض رفاقهم دماءهم ضريبة على الوطن كله في مواجهة وحوش لا ينتمون إلى أي تاريخ أو حضارة أو دين».

قاووق

وفي السياق، أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق إلى أنّ «المعارضة السورية المسلحة والتكفيريين الموجودين على طول الحدود السورية الفلسطينية فتحوا أبواب التعامل والتعاون مع «إسرائيل» ضدّ النظام في سورية بدلاً من أن يفتحوا الجبهة مع العدو «الإسرائيلي»، وهم لطالما أخذوا على النظام في سورية عدم فتح هذه الجبهة من الجولان».

ورأى قاووق خلال احتفال تأبيني في بلدة السلطانية الجنوبية أن «ليس من الطبيعي صدور مواقف لبنانية تضعف الجيش اللبناني وسط المعركة، فعندما نكون في وسط المعركة ليس مسموحاً أن نساهم في ترويج مطالب التكفيريين وفي إضعاف الموقف التفاوضي اللبناني»، معتبراً أنّ «أية خطابات سياسية تحتضن مطالب الخاطفين وتسكت عن الذبح وإذلال العسكريين هي خطيئة في حق الوطن».

وأشار قاووق إلى أنّ «جرود عرسال كانت منذ بداية الأزمة السورية معبراً ومقراً للمعارضة السورية المسلحة، وهناك من تجاهل هذا الخطر وتنكر لهذه الحقائق، واليوم اللبنانيون يحصدون نتاج هذا التغافل والتجاهل، فقبل ثلاث سنوات كانت تشن الهجمات العدوانية على مواقع الجيش السوري من تلك الجرود، وكانت تمر شاحنات الأسلحة ويمر المقاتلون التكفيريون الأجانب باتجاه دمشق، وعندما نبه بعض المسؤولين اللبنانيين إلى خطورة تواجد «القاعدة» فيها قامت القيامة ولم تقعد لأنّ هناك من يتعمد تجاهل وجود الممرّات والمقرّات التكفيرية داخل لبنان». وقال: «كلما أمعنا في تجاهل الخطر التكفيري الموجود داخل لبنان كلما كان الأذى التكفيري أكثر وكلما كان العلاج أصعب».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى