مواخير اليابان والنفط تحتفل بالعدوان
عادل سمارة
جنود قواعد الامبريالية الأميركية في مختلف بقاع العالم يمارسون الاغتصاب والتحرش الجنسي في مختلف تلك القواعد وخلال كامل وقت وجودهم باستثناء الأوقات القصيرة للحرب. هذا وضع نساء اليابان «الدولة الإمبريالية العظمى» فماذا عن حال النساء في حكومات مجلس التعاون الخليجي الهشة والتابعة ولكن «المؤمنة/ المسلمة والمتفاخرة بالشهامة والشرف؟».
ما يلي قولٌ حادّ إلى حدّ ما، لكنه حقيقي جداً وموثق ايضاً.
ولكن لماذا الآن؟ لأننا نستمع اليوم تأييداً يابانياً وخليجياً مطلقاً للعدوان الأميركي على سورية من جهة، ولأنّ حكام الخليج وأبواقهم يهللون لنفس العدوان ومعهم قوى الدين السياسي الإسلامي من تركيا إلى كلّ الإخوان. هذا ناهيك عن عدوان حكام الخليج المحكومين على اليمن وليبيا والعراق ومصر، وخدمتهم للكيان الصهيوني. وهؤلاء المهللون هم أكثر من يتحدث عن الشرف والأخلاق وينسبون الإباحة لكلّ الدنيا وخاصة الطوائف الأخرى، ولأنفسهم ينسبون الشرف والشهامة وصون العرض!
بداية، هذا الحديث ليس للنيل من النساء اليابانيات وأكيد ليس للنيل من العربيات في الخليج. كما أنّ هذا الحديث لا يتعلق بمسألة حرية المرأة وحقها في جسدها، بل هو عن أمر آخر مختلف ورهيب ومهول. إنه حرية عسكر أميركا في اغتصاب نساء دولة عظمى هي من الثالوث الإمبريالي الذي ينهب العالم. نقصد تحديداً الاغتصاب المعولم.
يقول متحدث باسم الإدارة الأميركية بأنّ جزيرة أوكيناوا اليابانية هي:
«… مثابة بورتوريكو اليابان. وبأنها تسيطر/ تغطي/ تحتلّ 20 بالمئة من الجزيرة وتضمّ 75 بالمئة من الوجود البشري الأميركي في اليابان. ولعدة عقود عانت من حصولها على نسبة من اصطدامات الطائرات والهليوكبتر في الأحياء المأهولة أعلى جداً من نسبة مساحتها للبلاد ومن التلوث البيئي، والعنف الجنسي على يد الجنود الأميركيين هناك. فالعنف والتحرش الجنسي مصاحب لوجود المعسكرات الأميركية هناك منذ زمن، ولكن وعلى مستوى عالمي فإنّ أيّ جندي أميركي في الخدمة يتمّ اتهامه بالاغتصاب أو القتل يمكن أن يُحمل جواً إلى الولايات المتحدة كي لا يتعرّض لعقاب محلي، كما أنّ الاتفاقات المتعلقة بالقوات المسلحة تشرِّع منع العدالة المحلية من معاقبة الجنود الأميركيين»
monthlyreview.org/2016/12/01/empire-of-bases/
Zolt n Grossman
والسؤال الأول: إذا كانت اليابان كدولة امبريالية عظمى عاجزة بل وموافقة على استباحة نصف شعبها ايّ المرأة بالإغتصاب والتحرش من إمبريالية أخرى، كما انها دولة «ديمقراطية» ايضاً، فهل هذه حقاً عظمى وديمقراطية؟ أما وهي كذلك، فهي في الحقيقة مغتصَبة سياسياً وجنسياً من الولايات المتحدة. ولذا، لا غرابة أن تقف ضدّ سورية ومع أكذوبة «دمقرطة» سورية. ولا شك أنّ الحكومة اليابانية سعيدة بما تسمّى «معارضة» سورية تمارس جهاد النكاح باسم دين سماوي، فلا غرابة أن تسمح اليابان بالاغتصاب باسم دين أرضي.
أما السؤال الثاني: من يدري كم حُرَّة عربية تمّ اغتصابها في طول مجلس التعاون الخليجي وعرضه حيث القواعد العسكرية الأميركية وحتى غير الأميركية تغطي كامل ذلك المجلس؟ بل إنّ حاكم الإمارات قدَّم هدية لفرنسا في عيد ميلاده قبل بضع سنوات هي قاعدة عسكرية. فهل هي مؤهلة ببيت دعارة من نساء مستجلبات بسبب الجوع كي يحول دون اغتصاب الحرائر؟
طبعاً لا ننكر أنّ النساء في الخليج يعانين الاضطهاد الجنسي والكبت حيث يتمّ استجلاب نساء من الخارج ويسافر الذكور من أجل الجنس في مختلف مباغي الكرة الأرضية، وهذا يدعوهن للانتقام. ولا يرشح من هذا للعالم سوى النزر اليسير. لا ننسى المصطلح السيّئ «فراشات الليل» الذي أُطلق على النساء الروسيات حيث المتاجرة بهن وخاصة في الخليج إلى أن نهضت روسيا وحرّرتهن.
من جهة أخرى، هناك دعاية بأنّ الأميركي يُحذّر الجنود من المساس بالنساء هناك ومن الظهور في الحياة المدنية. ولكن، أليست لدى جنوده ملابس مدنية، كما هل يعوز الأميركي الوقاحة والشذوذ الجنسي واحتقار العرب؟ ثم من مَنْ يخاف في بلدان لا حرية فيها للعربي حتى في الحلم؟ ألم يقل وزير خارجية قطر السابق «نحن نعاج»!
أطلق حكام الخليج صرخة جهاد النكاح انظر كتابنا: جهاد النكاح ذكوري لا ديني 2013 دار أبعاد بيروت والمشرق العامل للدراسات الثقافية والتنموية – رام الله 2014 هل يستثني ذلك الجنود الأميركيين؟ ثم لماذا تستثني ووزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم صرّح لكلّ الفضاء بقوله «نحن نعاج»! وإبنتة تدير ماخوراً في لندن. وإذا استثنى، هل تجرؤ النعاج على الرفض؟ هل كان ملك السعودية الراحل عبد الله سيجرؤ على رفع سيفه صوناً للشرف كما رفعه وهو يحتقل بجروج دبليو بوش بعد تدمير العراق؟ وإذا كان الأميركي يحذر جنوده من المساس بالخليجيات، فلماذا سمح لهم علانية باغتصاب النساء والرجال في العراق؟ أم أنّ كلّ الأمر هو ستائر إعلامية قذرة؟
أين منظمات حقوق الإنسان، والنسويات العربيات؟ هل يجرؤن على طرح هذا السؤال؟
وهل حكومات هذا المجلس ديمقراطية بحيث يعرف أحداً ما، غير الله، ماذا يحصل من اغتصاب وعسف هناك على يد الاحتلال المحلي الحاكم/ المحكوم وسادة الاحتلال الحاكم.
تذكرت هذا وأنا استمع لتصريحات حكام تلكم البلدان التعيسة ومعلقيهم وخاصة الذين يعتمرون الكوفية العربية والعقال تعبيراً عن الشرف والرجولة والفحولة. بل إنّ بعضهم يثنيها بشكل يساعد على تطويل قامته القزمة بيولوجيا فما بالك بـ قومياً ومعنوياً.
هل يتذكر هؤلاء وهم يتغنّون بالعدوان على سورية أنّ المرأة هناك تُغتصب أمام عيونهم ويخرسون!
من يُفرِّط بوطنه لا شك يعرّض المرأة للاغتصاب، فلماذا لا يتفاخر بالعدوان على سورية. من ينسى أنّ أوغاداً من الخليج، طالما اغتصبوا «بالمال النفطي» لاجئات سوريات في الأردن؟ ترى، هل يجرؤون على اعتقال جندي أميركي اغتصب امرأة قالت… وامعتصماه؟
كلمتي الأخيرة لللائي يذهبن للعمل الأكاديمي في الخليج أنّ ذلك المال، مغموس بالاغتصاب.