دول «G7» تدعو لحل سياسي للأزمة السورية

أكدت الدول الأعضاء في مجموعة «G7» استعدادها للتعاون مع روسيا في مجال حلّ الأزمة السورية حال تخلّيها عن دعمها للرئيس السوري بشار الأسد.

وجاء في بيان مشترك صدر عن وزراء خارجية الدول الـ7، عقب انتهاء أعمال اجتماعهم في مدينة لوكا الإيطالية، أمس: «إن لدى روسيا قدرات على الإسهام في حلّ النزاع وجعل سورية مستقرّة وموحدّة، وكذلك في هزيمة تنظيم داعش والإرهاب بشكل عام».

واعتبر الوزراء أن «روسيا عليها استغلال نفوذها على النظام السوري لإنهاء النزاع، بدءاً من مسألة الالتزام بالهدنة وضمان إمكانيات واسعة لوصول المنظمات الإنسانية إلى سورية».

مطالب مجموعة الـ7 الكبار لروسيا، والتي تمّ تسجيلها في البيان، تضمّ أيضاً ما وصف بـ«المشاركة الجدية في العملية التفاوضية برعاية الأمم المتحدة»، بحسب تعبير الوزراء.

وتابعوا بالقول: «إننا على استعداد للعمل مع روسيا من أجل حل النزاع السوري، بما في ذلك تسويته السياسية والإسهام في تغطية تكاليف إعادة إعمار البلاد، حال جهوزية روسيا واستخدام نفوذها».

وقالت الدول الـ7 إنها تؤكد «التزامها بوحدة الدولة السورية وسيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها».

ومن الجدير بالذكر أن موضوع العلاقات مع روسيا احتلّ مكاناً مهماً وربما الأهم في جدول أعمال وزراء خارجية «G7» في إيطاليا، الأمر الذي وجد انعكاساً له في البيان الختامي للاجتماع.

واعترفت دول المجموعة بأنّ لديها «مصالح مشتركة مع روسيا في بعض المجالات، بما في ذلك موضوع مكافحة الإرهاب والتطرف المسلح، بالتوافق التام مع القانون الدولي، وحل القضايا المتعلّقة بالهجرة، وانتشار أسلحة الدمار الشامل، والبحث عن أجوبة للمسائل الخاصة بالبيئة».

ورغم وجود «نقاط التماس» هذه، إلا أنّ المجموعة، التي تضمّ كلاً من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان، أكدت أنها ستواصل استخدام آلية العقوبات والقيود ضدّ روسيا لجعلها «من جديد شريكاً مستعداً للتعاون»، حسب ما ورد في البيان.

وجاء في البيان بهذا الخصوص: «من مصلحتنا المشتركة عودة روسيا إلى النظام الدولي الأمني، القائم على المبادئ، وتحولها من جديد إلى شريك مستعدّ للتعاون. ومن أجل تحقيق ذلك سنستمر باستخدام الدائرة الواسعة لآليات السياسة الدولية، بما في ذلك الإجراءات التقييدية».

في السياق، أعلن وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، أن اجتماع الثلاثاء في لوكا الإيطالية، بين وزراء خارجية G7 ودبلوماسيين عرب وأتراك، خصص لمناقشة سبل تحقيق تقدم سياسي في التسوية السورية.

واستمر اللقاء بشأن الأزمة في سورية والذي عُقد على هامش اجتماعات وزراء خارجية الدول الصناعية السبع لمدة ساعة كاملة، بحضور دبلوماسيين من السعودية وقطر وتركيا والإمارات العربية المتحدة والأردن، بالإضافة إلى وزراء خارجية مجموعة الـ 7.

وأفادت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني «أنّ دبلوماسيين من تركيا والسعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن وقطر حضروا الاجتماع الذي خصص بكامله لمناقشة الوضع في سورية».

ووفقاً لوكالة أنباء «أسوشيتد برس» الأميركية، فإنّ وزراء مجموعة السبع في لوكا اتفقوا خلال الاجتماع على تشجيع بذل جهود دولية إضافية ترمي إلى وضع حدّ للحرب في سورية».

وقالت الوكالة: «إنّ وزراء خارجية G7 يرغبون في أن ينقل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إشارة موحّدة منهم إلى روسيا، خلال زيارته الأولى لموسكو بصفته الجديدة، إلا أنّ مواقف بلدان هذه المجموعة الاقتصادية الكبرى متباينة حول الأزمة السورية»، حسبما ذكرت أسوشيتد برس.

وظهر هذا التباين واضحاً في تصريحات وزراء خارجية دول G7 بعد اجتماعاتهم، ففيما أعلن وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل «أنّ روسيا وإيران يجب أن تشاركا في عملية السلام في سورية»، وشدّد ممثل وزارة الخارجية اليابانية أوتاكا ماساتو على أنّ روسيا «يمكن أن تلعب دوراً في التسوية السورية»، دعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون «لفرض عقوبات ضدّ روسيا والجيش السوري».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى