الجريمة سرّعت بتطبيق مبادرة الفصائل لإحباط مخطط ضرب الأمن الفلسطيني ـ اللبناني اتفاق على تشكيل قوة أمنية فلسطينية… وغطاء قضائي لبناني لأفرادها

حسن حردان

سرّعت جريمة محاولة اغتيال مسؤول جمعية المشاريع الاسلامية الخيرية الشيخ عرسان سليمان في مخيم عين الحلوة بوضع مبادرة الفصائل الفلسطينية، لضبط الأمن وحماية المخيمات وهويتها الوطنية والقومية، موضع التطبيق العملي، حيث تحركت جهود جميع الفصائل والمسؤولين الأمنيين اللبنانيين والقوى السياسية في صيدا لتطويق تداعيات الجريمة، وقطع الطريق على محاولة استدراج ردود فعل انتقامية تقود الى اشعال نار الفتنة داخل المخيم وتمتد شرارتها الى خارجه، بما يعرّض أمن الشعبين الفلسطيني واللبناني للخطر، الأمر الذي يصب في صالح القوى المتطرفة المتضررة من تنفيذ الخطة الأمنية في الشمال والبقاع، والتي تحاول يائسة عرقلتها عبر التحريض على الجيش والاعتداء عليه.

وقد ساهم في ذلك الموقف الحكيم لــ «جمعية المشاريع» في ضبط انصارها وعدم الانجرار وراء عمليات ثأر وانتقام، وإدراك الفصائل الفلسطينية للمخطط ـ الشرك المنصوب لضرب مبادرتها، وسرعة تجاوب المسؤولين الأمنيين اللبنانيين والقضاء اللبناني في التعاون مع الفصائل والرد على الأهداف المبيتة من الجريمة بوضع الآليات العملية لتنفيذ المبادرة وتوفير الغطاء القانوني لها، وتالياً انقاذ المخيم وجواره من حفلة عنف خططت لها الجهات المأجورة التي تقف وراء ارتكاب العملية الجبانة.

وفي هذا السياق علمت البناء من مصادر فلسطينية مطلعة «أن اجتماع الفصائل أمس مع مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم نتج عنه اتفاق على خطوات عملية شملت البدء بتحقيق جدي في الحادثة وإعطاء مهلة للجنة تحقيق بوضع تقريرها في غضون عشرة أيام كأقصى حد.»

وأضافت المصادر:» أنه اتفق على تشكيل قوة أمنية مشتركة من كل الفصائل، وتم تشكيل لجنة لهذا الغرض مهمّتها وضع آليات تشكيل هذه القوة.» مؤكدة وجود «جدية عند حركتي فتح وحماس لتأمين المتطلبات اللوجستية والمادية للقوة الأمنية، في حين وافقت الدولة اللبنانية على تأمين الغطاء القانوني والقضائي لعديد القوة والذي يشمل حمايتهم من أية ملاحقات أو دعاوى أثناء تنفيذهم لمهمتهم الأمنية.»

وأوضحت المصادر: أن» الفصائل ستقوم بتزويد القضاء اللبناني بكشف كامل باسماء المنضوين في القوة الأمنية.»

اجتماع إبراهيم ـ الفصائل

وكان اللواء ابراهيم استقبل في مكتبه قبل ظهر أمس، وفداً من الفصائل الفلسطينية في لبنان، واستعرض معهم آخر التطورات المتعلقة بالمبادرة التي يجري البحث فيها لضمان الأمن والاستقرار في المخيمات الفلسطينية في لبنان، كما تم عرض الأحداث التي حصلت أخيراً في المخيمات وتحديداً في مخيمي المية ومية وعين الحلوة، وضرورة وضع حد لها ومحاسبة الفاعلين في إطار إنجاح المبادرة الأخيرة. كما بحث مدير عام الأمن العام مع مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ أحمد نصار الذي زاره على رأس وفد من علماء المدينة، في أوضاع صيدا والجنوب ووضع المخيمات الفلسطينية.

وشدد الجانبان على «مبادرة الفصائل الفلسطينية كافة، وضرورة رعايتها لبنانياً وإجراء مصالحات حقيقية لما في ذلك من خير على الوجود الفلسطيني وقضية اللاجئين، خصوصاً والجوار اللبناني». كما أكدا»ضرورة العمل لإنهاء كل الخلافات في صيدا لتثبيت الاستقرار في مختلف المؤسسات وبين التنظيمات والمجتمع بشكل عام.

إقفال في عين الحلوة استنكاراً

في هذا الوقت، ساد الهدوء مخيم عين الحلوة وتوقفت الدراسة امس في مدارس الاونروا في المخيم استنكارا لمحاولة اغتيال الشيخ سليمان، وخفت الحركة في المخيم، وسجّل فجراً إلقاء قنبلة يدوية على بعد 30 متراً من مركز لـ»انصار الله» في الرأس الأحمر في المخيم، في وقت خرجت ليلا تظاهرة منددة بـ»انصارالله»وما حصل في المية ومية .

وأعلنت جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية في لبنان،اغلاق مؤسساتها التربوية كافة ، استنكارا لمحاولة اغتيال الشيخ سليمان.

لجنة المتابعة

وكانت عقدت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والاسلامية في مخيم عين الحلوة، اجتماعاً في المخيم، دانت فيه جريمة محاولة اغتيال الشيخ سليمان، واعتبرت ان المستفيد من ضرب الاستقرار هو العدو الصهيوني، وقررت اعلان الاضراب العام في المخيم أمس، تضامناً مع جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية.

«المشاريع»: لكشف خيوط الجريمة

واعتبرت جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في بيان أن «محاولة اغتيال إمام وخطيب مسجد السلطان صلاح الدين الأيوبي الشيخ عرسان سليمان هي جريمة بشعة تصب في خانة إثارة الفتن والاضطرابات وضرب الأمن وتخريب الوضع داخل المخيمات وخارجها، وهي ليست اعتداء على الجمعية فحسب، بل اعتداء على جميع المخيمات وكل لبنان وجميع الوطنيين والمخلصين والمشايخ والجمعيات والقوى الإسلامية والوطنية»، مؤكدة أنها «كسابقاتها لن تزيدها إلا ثباتا على نهج الوسطية والاعتدال، وتمسكا بخياراتها الإسلامية والوطنية والعروبية، والتزاما برفض الفتنة وتخريب الأمن والاستقرار».

وطالبت «الجميع على اختلاف مسؤولياتهم ومواقعهم السياسية والأمنية والقضائية بالتحرك الفوري والعاجل لكشف خيوط هذه الجريمة واعتقال الفاعلين والمحرضين،كما تطالب الفصائل والقوى الفلسطينية بـ»اتخاذ الإجراءات المطلوبة ومساعدة الأجهزة اللبنانية على تحقيق ذلك، وذلك حرصاً من «الجمعية» على وضع حد لهذه الفتنة ومنعاً لتفاقم الوضع.»

«فتح» – لبنان

واستنكرت حركة فتح في لبنان ما حصل، وأعلنت رفضها «الاحتكام إلى السلاح في حل الخلافات الداخلية مهما كان نوعها»، مؤكدة الحرص على العلاقات الوطنية والأخوية،لأنها هي الضمانة للتماسك الاجتماعي، والوحدة الوطنية الفلسطينية.

وأكدت على التمسَّك بالوثيقة التي تم التوقيع عليها من قبل القوى الوطنية والاسلامية كافة ، والتي تعهدنا فيها أن نحافظ على أمن المخيمات، وعدم اللجوء إلى السلاح والعنف في معالجة أية تناقضات أو خلافات مهما كان نوعها وطبيعتها.

1- إن تنظيم أنصار الله مستقل ولا يأخذ تعليماته من قادة حركة فتح، وهذا التنظيم تربطه علاقات مع حركة فتح، مثلما تربطه مع الفصائل الأخرى اللبنانية والفلسطينية كافة ، وليس هناك علاقة لأي قائد من حركة فتح بما حصل لأن الأسلوب الذي استخدم في المعالجة لا ينسجم مع تفكيرنا ومع طريقتنا في المعالجة.

حزب الله

وأشار «حزب الله» في بيان إلى ان «الأيادي العابثة بالأمن تأبى إلا أن تواصل جرائمها، ساعية إلى بث الفتنة وإشاعة الخلافات داخل مجتمعاتنا خدمة لأعداء أمتنا. وقد امتدت هذه الأيدي المجرمة إلى المسؤول في جمعية «المشاريع» في مخيم عين الحلوة، محاولة اغتياله، ومسببة جواً من التوتر الشديد في أرجاء المخيم».

واعتبر ان «محاولة الاغتيال هذه هي جريمة نكراء بكل أبعادها، كونها استهدفت أحد العلماء، ولأنها حصلت في مخيم عين الحلوة، في ظل ظروف حساسة وصعبة يعاني منها الشعبان الفلسطيني واللبناني»،لافتا إلى ان «مرتكبي هذه الجرائم هم من الذين يكرهون تعدد الآراء،ويرفضون تنوع الاجتهادات ويقتلون على شبهة الاختلاف في الفكر والتوجه، مقدمين بذلك خدمة للعدو الصهيوني».

ودعا أبناء الشعب الفلسطيني إلى «أقصى درجات الوعي لمحاولات زرع الفتنة بينهم، والعمل على إفشال مخططات هذه الجهات الإجرامية بوحدتهم وتكاتفهم وتعاليهم على الجراح»، طالباً من المعنيين «العمل بسرعة على كشف ملابسات هذه الجريمة ومحاسبة مرتكبيها بأسرع وقت ممكن».

لقاء الأحزاب في الجنوب

بدوره، استنكر «لقاء الأحزاب اللبنانية» في الجنوب، في بيان بعد اجتماعه الدوري في مقر قيادة «التنظيم الشعبي الناصري» برئاسة الأمين العام للتنظيم أسامة سعد، محاولة الاغتيال التي تعرض لها الشيخ عرسال سليمان، ورأى أن هذا الاغتيال يأتي في سياق الإصرار من بعض القتلة المأجورين لتوتير الأجواء في المخيمات الفلسطينية وصيدا».

وندد بما «يتعرض له الجيش الوطني من المحاولات الدائمة لاستهدافه من بعض العصابات المسلحة، والتي تقف وراءها بعض القوى السياسية». وأكد دعمه للخطة الأمنية في الشمال والبقاع وكل المناطق.

وأكد اللقاء «الدور الإيجابي في معالجة تبعات ما جرى في مخيم المية ومية»، رافضا «الأحداث التي تحاول زج أسماء بعض الأحزاب اللبنانية في أحداث المخيمات»، وداعيا كل الفصائل والأحزاب إلى «الاقتداء بموقف لقاء الأحزاب في الجنوب».

سعد

ودان الدكتور أسامة سعد «محاولة الاغتيال، معرباً عن «قلقه العميق لما جرى أخيراً في مخيمي المية ومية وعين الحلوة»، محذراً «من استمرار هذا المسلسل الخطير»،ومطالباً»جميع الافرقاء بتحمل مسؤولياتهم والتحرك الجدي لوضع حد لما يجري لأن المستهدف هو الوجود الفلسطيني في لبنان والقضية الفلسطينية، وبشكل خاص حق العودة للاجئين الفلسطينيين».

البزري

ورأى الدكتور عبد الرحمن البزري «أن هذه العملية تسيء الى الاستقرار في صيدا ومخيماتها، وتستهدف الأمن اللبنان والفلسطيني».

ودعا «القوى الإسلامية والوطنية الفلسطينية الى العمل على تثبيت الهدوء وكشف الفاعلين وتسليمهم للعدالة».

الجعيد

وندد المنسق العام لـ»جبهة العمل الإسلامي في لبنان» الشيخ زهير الجعيد، «بعودة دعوات الفتنة وسياسة التحريض وجرائم الاغتيال»، مشدداً على «دعوات الخير والإصلاح ولمّ الشمل وإصلاح ذات البين».

وشجب «الاعتداءات المتكررة التي تطال ضباط وجنود الجيش اللبناني في مختلف المناطق اللبنانية، وكذلك جريمة إطلاق النار على الشيخ عرسان سليمان ومحاولة اغتياله»، معتبرا «أن كل هذه الاعتداءات هي جرائم بحق الوطن بأكمله، وهي تستهدف ضرب الخطة الأمنية، وزعزعة الأمن والاستقرار الداخلي، وكذلك تستهدف المبادرة والوثيقة الفلسطينية وأمن المخيمات».

العيلاني

واستنكر إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني محاولة الاغتيال قائلاً إنها «محاولة جديدة من أيادي الفتنة للعبث بأمن المخيم وإثارة الفتن، وهذا ما يفرض على القوى والفصائل الفلسطينية مضاعفة جهودها لوقف مسلسل الاغتيالات وتوقيف المجرمين القتلة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى