«الملتقى الدولي للتكوين في الموهبة والإبداع»… مؤتمراً علمياً في الجزائر

برعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجزائري حجار طاهر، ووزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي، افُتتح المؤتمر العلمي الدولي الثاني لرعاية الموهوبين والمتفوّقين في الجزائر العاصمة، بحضور ممثّلي الوزراء أصحاب الرعاية، وممثّل عن وزيرة التربية نورية بن غبريط، ورئيسة المؤتمر الدكتورة نعيم بن يعقوب، المنظمة والداعية والتي ترأس «الجمعية الجزائرية للموهوبين والمتفوقين في الجزائر AAST». كما حضر وزير الثقافة السابق في السودان الدكتور عبد المحمود النور محمود، وضيوف الشرف ومنهم: الدكتور شعلال أحمد رئيس جامعة «البليدة 2» في الجزائر، الدكتور حميدي خميس رئيس جامعة «الجزائر 2»، والدكتور داود عبد الملك الحدابي رئيس «المنظمة العالمية لتطوير الموهبة IATD»، والدكتورة سلوى الخليل الأمين رئيسة «ديوان أهل القلم» و«ندوة الإبداع» في لبنان، والدكتورة هدى البيبي رئيسة «مركز رعاية الموهوبين» في لبنان، والدكتورة نورية محمد إشراق مديرة مدارس الموهوبين في ماليزيا، والدكتور عمر ميرغني مسؤول «الهيئة القومية لرعاية الموهوبين» في السودان.

شارك بالمؤتمر كمحاضرين ومدرّبين نخبة من المتخصّصين والأكاديميين والباحثين من الجامعات ومؤسسات العلوم والتكنولوجيا من مختلف الدول بهدف عرض كل القضايا الخاصة بالموهوبين والمبدعين ومناقشتها. وأهل الاختصاص من لبنان ومصر والسودان والبحرين والأردن وماليزيا واليمن وليبيا وتونس وسلطنة عُمان والولايات المتحدة الأميركية.

«البناء» تابعت الحدث بحضور مندوب عنها، حيث كانت جلسة الافتتاح بحضور رسميّ وأكاديميّ حاشد، وبحضور رئيس «المجلس الأعلى للغة العربية» في رئاسة الجمهورية الجزائريى الدكتور صالح بلعيد، والسفير السوداني في الجزائر عمار الطيب عبد الله، ومستشاري وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور محمد العيد قادري والسيد سودهان موسى، وممثل عن وزير الشباب والرياضة، والملحق الثقافي في السفارة السعودية… واعتذر السفير اللبناني غسان المعلم بسبب اجتماع طارئ في وزارة الخارجية الجزائرية.

كما حضر جلسة الافتتاح حشد من أساتذة الجامعات ومؤسّسات العلوم والتكنولوجيا، ومختصّون جزائريون من جميع الولايات الجزائرية، إضافة إلى عددٍ من الطلاب الموهوبين.

بن يعقوب

وألقت الدكتورة نعيمة بن يعقوب كلمة قالت فيها: لا يختلف اثنان على أن الموهوبين والمتفوّقين هم الثروة القومية الحقيقية لأيّ مجتمع، والرصيد الاستراتيجي للتطور. فعن طريقهم ازدهرت الحضارة الإنسانية وبفكرهم وإبداعهم صنعوا سعادة البشرية ورفاهيتها. لهذا، فإن اكتشافهم ورعايتهم وحُسن توجيههم أمور تُعدّ أفضل أنواع الاستثمار في الرأسمال البشري. ومن هذا المنطلق، جاءت فكرة تنظيم هذا اللقاء العلمي، الذي ساهمت برعايته مشكورة وزارات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشباب والرياضة الجزائرية. كما لا يسعني سوى توجيه الشكر أيضاً إلى كلّ من تجاوب مع دعوتنا للمشاركة في هذا المؤتمر من الدول العربية والأجنبية التي بدأت تلحظ أهمية العمل على اختيار الموهوبين ورعايتهم والاعتناء بهم بشكل خاص. لأنهم سيشكّلون مستقبلاً الطاقات الحقيقية لبناء حضارة كونية إنسانية متميّزة.

الأمين

ثمّ كانت كلمة للدكتورة سلوى الخليل الأمين من لبنان، قالت فيها: يسعدني أن أمثل وطني لبنان في الجزائر بلد المليون ونصف مليون شهيد، جزائر النضال والمقاومة والصمود والتصدّي، بلد الوفاء للعهد والوعد في حالات اليُسر كما العُسر، وذلك من أجل الحفاظ على كرامة الإنسان الجزائري والعربي في وطنه، الذي افتداه بالدم الطاهر الزكي. وكم هو حريّ بي وأنا أقف على هذا المنبر الانتباه إلى حجم الكلمة التي منحتني شرف مسؤوليتها الرئيسة الدكتورة نعيمة بن يعقوب عبر مخاطبتكم في حفل افتتاح هذا الملتقى العلمي والوطني الدولي لتكوين الإنسان الموهوب والعمل على استخلاص نتائج إفرازات عقله الإبداعية من أجل المساهمة في بناء وطن سليم معافى، حيث العقل هو المنحة الربانية التي منحت للإنسان دون سائر المخلوقات من أجل الاجتهاد في تكوين الحضارات التي تكبر بها الأوطان ويرتفع بواسطتها البنيان إلى أعلى الأعلين. وهذا لا يمكن أن يتم إلا بتسليط الضوء على رصد أصحاب المواهب والعقول المنفتحة والاعتناء بهم وتكوين قدراتهم التي ترسم الطريق لحضارة إنسانية عربية كونية جديدة.

وأضافت بعدما توجّهت بالشكر إلى من رعى ونظّم ونسّق قائلة: سلام على موهبة توحّد بيننا، وموهوب يشدّ أزرنا، وراية بيضاء تعلو قمم جبالنا العالية، وفكر يرسم للغد معالم «نهضة عربية موحّدة شاملة».

وكانت كلمات لممثلي صاحبي الرعاية الوزراء، أثنوا فيها على هذا العمل الرائد الآيل إلى اكتشاف وتكوين الموهوبين الذين يمثّلون الثروة الحقيقية للعالم العربي الكبير. كما أثنوا على الجهود الجبارة التي قامت وما تزال تقوم بها الدكتورة نعيمة بن يعقوب، كما تم توجيه التحية إلى كل المشاركين والمشاركات من الدول العربية والأجنبية.

بعدها بدأت جلسات العمل والورش التدريبية التي من أهمّ أهدافها:

ـ المساهمة في توفير المكوّنين في مجال الموهبة والإبداع للدول العربية.

ـ المساهمة في توفير أدوات الكشف عن الموهوبين.

ـ التحضير لمشروع إعداد معجم لمصطلحات ومفاهيم الموهبة والإبداع.

ـ وضع استراتيجية للحدّ من هجرة العقول العربية.

ـ دعم التواصل العربي والعالمي وتبادل الخبرات في مجال رعاية الموهوبين.

أما الورش التدريبية فقد شملت المحاور التالية:

ـ الاطّلاع على نُظم الكشف العالمية عن التلاميذ الموهوبين وأدوات الذكاء.

ـ مقياس الذكاء «ستانفورد بنيه ـ الطبعة الخامسة».

ـ إجراء اختبارات على «مصفوفات رافن» المتتابعة لاختبار الذكاء.

ـ اعتماد برامج عالمية لتنمية مهارات التفكير الإبداعي.

ـ كيفية حلّ المشكلات النفسية والاجتماعية لدى الطلبة الموهوبين وبرامج إرشادهم.

ـ اختبار معايير الجودة في المؤسّسات ومراكز رعاية الموهوبين والمتفوّقين.

ـ الأخذ بمقياس «B.D.A» للذكاء.

أُنهِيت جلسات المؤتمر باحتفال ضخم بدأ بأمسية شعرية للدكتورة سلوى الخليل الأمين التي قرأت قصائد من ديوانها الجديد «ويبقى الحبّ هو العنوان» نالت استحساناً من الحاضرين. ثمّ أُلقيت قصائد شعرية لبعض الموهوبين من أبناء الجزائر وبناتها، المولعين بالشعر العربي، تلاها قراءة التوصيات من قبل البروفسور الدكتور داود الحدابي رئيس «المنظمة العالمية لتطوير الموهبة» ومنها: إنشاء مراكز لتدريب الموهوبين/ تكوين لجان خاصة لوضع معايير الموهبة / إضافة إلى انتقاء أحسن المدربين والمربين الذين عليهم أن يتعهدوا الموهوبين المتفوقين بالرعاية العلمية المتميزة/ اهمية التركيز على البحث العلمي في مجال الموهبة وجمع البحوث التي تركز على التطبيق العملي/ تحضير مؤتمرات وندوات علمية في مجال الموهوبين في العالم العربي/ والأهم : التوسع في إنشاء مدارس ومراكز رعاية الموهوبين وفق مواصفات ومعايير معتمدة على أن تكون مدارس الموهوبين في العالمين العربي والإسلامي قائمة على التفرد الحضاري والوطني، عبر وضع نظام تعليمي يضمن تدرج سليم للطفل الموهوب ويطوّر من قدراته الإبداعية، وفق مسار خاص حتى الجامعة مع ضمان آلية للتسريع والإثراء.

واختُتم المؤتمر بحفل غنائيّ للمطرب الجزائري توفيق الذي غنّى أغانيه الجزائرية، إضافة إلى الأغاني اللبنانية للعظيمة فيروز وللمطرب الراحل وديع الصافي التي يردّدها الشعب الجزائري باستمرار وتشكّل جزءاً مهماً من حياته الطربية والفنية.

أما محاضرة الدكتورة سلوى الخليل الأمين من لبنان فقد كانت في اليوم الثاني من بدء افتتاح المؤتمر بتاريخ 19 آذار 2017 وهي تحت عنوان: «الطاقات المبدعة ثروة وطنية من خلال تجربة ديوان أهل القلم في لبنان»، وتم خلالها عرض فيلم وثائقيّ عن البروفسور شارل العشّي عالم الفضاء اللبناني ورئيس مركز الدفع النفاث في وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، وكيفية هبوط المركبة «سبيريت» على سطح المرّيخ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى