«الحصان الجامح»… عملاً نحتيّاً جديداً لمصطفى علي
عرض النحات العالمي مصطفى علي عمله النحتي الجديد بعنوان «الحصان الجامح»، المصنوع من صفائح الكروم المطوّع، بالحجم الطبيعي، وذلك في غاليري مصطفى علي في دمشق القديمة، ليتمكّن الجمهور السوري من مشاهدة هذا العمل قبل مغادرته إلى إمارة دبي للعرض والاستقرار هناك.
ويأتي هذا العمل للنحات علي ضمن تجربته الأخيرة التي يشتغل فيها على خامة صفائح الكروم المطوّع، وبأسلوب واقعيّ تعبيريّ يعتمد التشظّي والأجزاء المتراكبة في صوغ المجسّم بإيحاءات فكرية عميقة من وحي المرحلة والواقع المعاش. حيث قدّم مؤخراً منحوتة بعنوان «انطلاق» تمثّل إنساناً متشظّياً في حالة هائمة في الفراغ، وبحجم كبير حيث وصل طوله إلى خمسة أمتار.
وعن عمله الجديد قال النحات علي: اشتغالي على خامة اللدائن المعدنية هو بحث أنتجته تجارب المرحلة التي نعيشها، حيث أصبحت المتشظّيات إنتاجاً يومياً تنتشر في الفضاء من حولنا وتنزرع في الاجساد لتصبح من تفاصيل يومياتنا الحزينة والمؤلمة من جرّاء الحرب الارهابية التي تُشنّ علينا منذ أكثر من ستّ سنوات. وما تتركه من تأثيرات سلبية في أرواحنا. موضحاً أن عمل «الحصان الجامح» يقوم بتشكيل بنية أساسية في بناء تجربته الفنية الجديدة التي تنطلق من الحزن والألم إلى القوة والتحدّي والمقاومة.
وقال علي إن اختياره الحصان في هذا العمل النحتيّ جاء كونه يرمز إلى الجمال والتمرّد والقوة والمرونة. لافتاً إلى أنه قدّم العمل بالحجم الطبيعي الكبير ليرسم في الفراغ هالة من الجمال والقوّة والإيمان والأمل بالنصر على هذه الحرب الشرسة.
الفنان مصطفى علي من مواليد اللاذقية عام 1956 تخرج في كلّية الفنون الجميلة في دمشق عام 1979 قسم النحت. ودرس بعدها في أكاديمية الفنون الجميلة في إيطاليا. وأعماله مقتناة في متاحف سوريّة وعربية. أقام معارض فردية عدّة في دمشق وبيروت والأردن ودبي وفرنسا، وشارك في ملتقيات عالمية وحصل على عددٍ من الجوائز منها الجائزة البرونزية في بينالي الشارقة عام 1992، والجائزة الذهبية في بينالي اللاذقية عام 1997، وجائزة معهد العالم العربي في باريس. وصُنّف في المرتبة السابعة عشرة ضمن لائحة تضمّ 100 شخصية عربية نشرتها النسخة العربية من «آرابيان بزنس» لعام 2007.