تدمير الوحدة القومية عبر تهديم الأديان هدف «إسرائيلي» تلمودي ضدّ أمتنا

اياد موصللي

القضاء على الوحدة القومية وتفتيت البلاد عبر الفتن والمؤامرات هو جزء أساسي من الاستراتيجية الصهيونية بعد إكمال إنشاء دولتها..

والمؤامرات التي تعرّضت لها سورية والبلاد العربية في العراق، مصر، ليبيا، اليمن هي أحد فصول هذا المخطط والتكوين الإنساني في مجتمعاتنا يتألف من تعدّد في الأعراق والأديان.. وقد جابه أبناء بلادنا هذه المؤامرات بوعي وإدراك فتوحّدت قواهم لمجابهة هذه الأخطار. ففي الوحدة القومية تضمحلّ العصبيات المتنافرة وتنشأ الوحدة القومية التي تتكفل بإنهاض الأمة.. وخاضوا المعارك ضدّ الفتن والدسائس الدينية والمذهبية وفق المثل العامي: «كلّ مين على دينو الله يعينو». وكما قال سعاده: «كلنا مسلمون لرب العالمين منا من اسلم لله بالقرآن ومنا من أسلم لله بالانجيل ومنا من أسلم لله بالحكمة وليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا ووطننا الا اليهود…»

وما جرى في حق الأقباط في مصر صفحة من هذا المخطط الذي يجري تنفيذه انطلاقاً من قاعدة دود الخلّ منه وفيه فعمدوا إلى إفساد أفكار وعقول بعض العملاء وأرسلوهم للهدم والقتل والتدمير عبر المخطط المرسوم والمحدّد والقائم على قاعدة إنهاء الأديان غير اليهودية.

وإنهاء الدين المسيحي بكامله حلم وهدف يهودي تلمودي أعلنه اليهود بصراحة ووضوح في الصفحة 262 من البروتوكول السادس عشر الذي يقول حرفياً: «وقد سبق لنا في ما مضى من الوقت ان بذلنا جهداً لإسقاط هيبة رجال الدين عند «الغوييم» المسيحيون خاصة وكلّ ما هو غير يهودي عامة وقصدنا بذلك ان نفسد عليهم رسالتهم في الأرض وهي الرسالة التي يتحمّل أنها لا تزال بنفوذها عقبة كأداء في طريقنا ولا نرى هذا النفوذ في الوقت الحاضر إلا في تناقص يوماً بعد يوم، أما حرية الضمير فقد انتشرت وعمّت في كلّ مكان وبتنا الآن لا يفصلنا عن رؤية الدين المسيحي قد انهار تماماً سوى بضع سنين، أما ما يتعلق بالديانات الأخرى فالصعوبة التي سنلاقيها في تعاملنا معها تكون أقلّ. ولكن من السابق لأوانه ان نتكلم عن هذا الآن، وستضيّق الحلقة على الكهنوتية ورجال الكهنوت لنجعل نفوسهم تنكمش وترجع القهقرى بالقياس الى ما كان لهم من فلاح في الماضي…»

وقياساً على هذا نتذكر ما شاهدناه ولا زلنا نشاهده من صور ومقالات وأفلام وكتب عن نبي الإسلام ورسالته وتصويره في أشكال تمجّها النفوس وتتقزز، الغاية من كلّ هذا واضحة ظاهرة وهي إيقاظ النعرات وبعث الفتن عبر أدوات فاسدة اختارها وأعدّها اليهود مسبقاً، وفي كلّ فترة زمنية يظهر كتاب او فيلم سينمائي او صورة كاريكاتورية دينية مسيئة توقظ النعرات وتبعث الفتن وتثير غضب الشارع وتدفعه للانتقام من العملاء وإشعال الفتن ليشتعل الشرق وتفتت وحدته وتسيل دماء ابنائه تحقيقاً لمشروع وايزمن: «تفتيت الدول المحيطة بإسرائيل وتحويلها الى دويلات طائفية وعرقية…» تفتيت الوحدة القومية الغاية والهدف النهائي عبر إيقاظ النعرات الطائفية.

انّ ما نشاهده اليوم في سورية والعراق ومصر وبعض البلاد العربية بحق المسيحيين والمسلمين ما هو إلا فصل من فصول المخطط اليهودي عبر تكوين مجموعات تلبس رداء الإسلام وتقوم بتدمير الدين الإسلامي وفق طرح لا يمتّ لجوهر الدين ورسالته وهذه ليست المرة الأولى في التاريخ التي يحدث فيها مثل هذا وليست المرّة الأولى في التاريخ التي تحدث فيها مثل هذه المحاولات، فالتاريخ مليء بمثل ما نشاهده اليوم تحت عناوين داعش والنصرة وبقية المسمّيات التي تناقض في جميع تصرفاتها جوهر وعقيدة الدين فقهاً وتشريعاً خاصة في ما يتعلق بالتعامل مع المسيحيين…

انّ ما يجري بحق المسيحيين هو عمل تدميري وعسف او كما يقول المثل «عصفورين بحجر واحد»، فإذا عدنا الى التاريخ وتذكرنا ما جرى مع السلطان التركي ابراهيم 1640 – 1648 الذي كان فاسقاً ماجناً خاض حرباً بحرية بالأسطول التركي ضد أسطول البندقية وقد خسر الأسطول التركي الحرب، ولكون البندقية دولة مسيحية أراد الانتقام من المسيحيين فأمر بذبحهم في البلاد التي تحت حكمه… وهنا هبّ شيخ الاسلام وهو أعلى سلطة في ذلك الحين دينياً ونهاه ومنعه لأنّ ذلك مخالف لتعاليم الإسلام، وانّ عدم حماية أهل الكتاب ذنب وتقصير، وهو مناف تماماً لما جاء في القرآن الكريم بالآية 82 من سورة البقرة: «ولتجدن أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا، واكثرهم مودة الذين قالوا انّا نصارى فمنهم قسيسون ورهباناً وهم لا يستكبرون». وقد قام الجنود الأتراك بعد ذلك بقتله.

وقد عرف التاريخ الإسلامي الكثير من المحاولات لحرف المسلمين بإدخال مفاهيم مغايرة لحقيقة ما جاء به الإسلام، أمثال الخوارج ومسيلمة الكذاب… ومزدك في عهد الملك قباذ 488 مؤسّس دولة المزدكية المنادية بالإباحية والشيوع وعبدالله بن سبأ اليهودي اليمني الذي أعلن الإسلام وبعد وفادة النبي نادى بألوهية على بن ابي طالب…

انّ ما تعرّضت له المسيحية والإسلام كان عملاً منظماً هُيّئ له بإتقان من قبل العناصر اليهودية، وما مذابح الأرمن إلا فصل من فصول هذا العمل. فالإسلام لا يأمر بما تقوم به المجموعات الرافعة لرايات إسلامية المختزنة في داخلها الأفكار اليهودية الكافرة.

وفي حديث نبوي: من آذى ذمياً فقد آذاني وكنت خصمه يوم القيامة.

هذا هو موقف الإسلام من المسيحيين… والتاريخ مليء بالشواهد، فبلدة قارة المسيحية في القلمون بسورية قرب النبك وفيها كنيسة السيدة كانت هذه البلدة من عام 1380 – 1404 وهي محطة لقوافل الحجاج المسلمين ومكاناً لاستراحتهم في ذهابهم وإيابهم للحج والعمرة.

آل بختيشوع ومعناها بالعربي «عبد يسوع» كانوا خزنة بيت مال المسلمين في العهد الأموي، وكانوا في العهد العباسي أطباء البلاط وهم مسيحيون من حماة… والغساسنة المسيحيون العرب كانوا قادة في جيش صلاح الدين يحاربون الصليبيون فماذا عدا حتى بدا هذا الذي نراه ونشاهده في سورية ومصر والعراق. من قتل وهدم لبيوت العبادة وتدنيس الكنائس والمساجد وخطف رجال الدين كما جرى مع المطرانين في حلب حيث خطفا ولا يزال مصيرهما مجهولاً. انّ كلّ ما جرى ويجري إعداد يهودي لم يتوقف فترة من فترات التاريخ القديم والحديث، وعن هؤلاء وأمثالهم تقول الآية الكريمة: «56 من سورة التوبة: ويحلفون بالله أنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم مفرقون».

وإذا عدنا الى مذكرات لويد جورج، المجلد الثاني صفحة 455 لقرأنا ما يلي: «إسرائيل حققت معظم مشروعها، أقامت الدولة اليهودية نالت اعتراف العالم بها مع منحها مظلة حماية مطلقة وحرية تحرك لا حدود لها تعتدي فلا تسأل، تخالف القوانين الدولية فتجد دعماً وتشجيعاً تقتل تدمّر تستعمل أسلحة محرّمة دولياً، تضمّ أراضي دول تسلب حقوقاً إنسانية والقائمة لا تنتهي».

اما ونستون تشرتشل فقال: «تمضي إسرائيل في طريقها معتمدة قواعد فكرية وروحية منهجاً لها تبني ذاتها وتدمّر ما حولها من أمم وشعوب تدميراً مدروساً يتلاءم ومصالحها بحيث يؤدّي الى سيطرتها وفق منظورها على كامل أساليب الحياة عند الآخرين، أينما وجدوا، ووضعت لتحقيق ذلك قواعد أهمّها امتلاك المال السيطرة على الإعلام والسيطرة على التعليم…» ومن أجل هذا أنشئت داعش ومشتقاتها.

وفي صفحة 205 من البروتوكول الخامس يقول: «… متى ولجنا أبواب مملكتنا لا يليق بنا ان يكون فيها دين آخر غير ديننا وهو دين الله الواحد المرتبط به مصيرنا من حيث كوننا الشعب المختار وبواسطته ارتبط مصير العالم بمصيرنا فيجب علينا كنس جميع الأديان على اختلاف صورها».

لذا يجب علينا ان لا ننسى معنى ومغزى إعلان إسرائيل «دولة يهودية، وإصرارهم على يهودية الدولة جزء أساس من هذا المفهوم «مني يستمدّ الملوك سلطتهم» وهذا أحد معتقداتهم.

ونرى الدور الاسرائيلي في ما يجري في سورية والعراق ومصر عبر تنظيمات تحمل رايات إسلامية شكلاً لكنها كافرة منكرة لكلّ ما يمتّ للإسلام مضموناً.

«دولتنا الماضية قدماً في طريقها، طريق الفتح السلمي من حقها ان تبدّل أهوال الفتن والحروب بما هو أخف وأهول وأخفى على العيون وهو إصدار أحكام بالموت ضرورية من وراء الستار فيبقى الرعب قائماً وقد تبدّلت صورته فيؤدّي ذلك الى الخضوع الأعمى، قل هي الشراسة ومتى كانت في محلها لا تتراجع الى الرفق غدت الدولة عامل القوة الأكبر في الدولة… ونعود فنقرّر انه العنف»… وقد أشرنا الى ذلك في أكثر من مقال سابق.

ستبقى هذه المؤامرات قائمة لتحقيق ما جاء في البروتوكول الصهيوني المجلد الأول: «عقيدة هذا الشعب المختار انه يستطيع ان يفسد العالم ويعطله ويخرّبه ويقيم على أنقاضه ملكاً يهودياً داوودياً يتفرّد بحكم العالم بأسره وما الأمم والشعوب إلا حيوانات متخلفة العقل والذهن والفهم».

المؤسف والمؤلم انّ هذا الخطر الذي يجري اليوم على أرض سورية ومصر.. لن يتوقف هنا بعد إنجاز ما يريده وسيمتدّ ليشمل أولئك الذين ينسّقون مع العدو الصهيوني ضدّ جبهتنا وأمتنا.. حتى انّ هؤلاء الأعراب هللوا للعدوان الصاروخي الأميركي على الشام وباركوه ونادوا باستمراره.

خسئ الأعراب بأحلامهم ونواياهم التي تكشفت تدريجياً لتنبئ بما أضمروه من شرّ للقضية الفلسطينية. بدءاً من السعودية انتهاء بقطر وما حملته القاطرة من فئات المشيخات والإمارات.

وكتب بينون الكاتب اليهودي شارحاً أبعاد المخطط الصهيوني لمصر فقال: «إنها نمر من ورق»، وتحرمها من الموارد الاقتصادية، وتزعزع استقرار دولتها ببذر بذور الشقاق بين المسلمين والأقباط من مواطنيها. ويعتقد يينون أنّ وجود دويلة إسلامية في الشمال، ودويلة مسيحية في الجنوب، سيكون «خير وسيلة لإضعاف الدولة المركزية في مصر، وحرمان العالم العربي من الدولة الوحيدة التي تستطيع أن «تجمع شمله». وبتهميش مصر، يصبح بإمكان «إسرائيل» أن تفتت بقية الشرق الأوسط بسهولة نسبية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى