بلدات اتحاد جبل عامل… من الاحتلال إلى الإنماء دُر
عباس زريق
تختتم اليوم حلقات هذا التحقيق الذي سلّط الأضواء على القرى المنضوية تحت لواء اتحاد بلديات جبل عامل. وفي هذه الحلقة، نستكمل ما تبقى من هذه القرى، وهي: تولين، الصوانة، ميس الجبل، بليدا وبني حيان.
تولين
الاسم: «تولين»، وهو نوع من أنواع الزهور، ويقال إنها الهالة التي تحيط بضوء القمر. وتقع تولين على كتف وادي الحجير، ويحيط بها من ثلاث جهات ينابيع مياه منها: عيون نبع الحجير، مجرى السلوقي، القلواني، نبعة الميريحيا، والغوردلة.
تجاورها من الغرب الصوانة، قلاوية، وبرج قلاوية، ومن الشمال الغندوية والحجير، ومن الشرق قبريخا والقنطرة، ومن الجنوب مجدل سلم والصوانة.
ترتفع عن سطح البحر حوالى 550 متراً. تبعد عن العاصمة 128 كيلومتراً وعن مركز المحافظة 27 كيلومتراً، وعن مركز القضاء 34 كيلومتراً. وهي تنتشر على بضع تلال تطل على القرى المجاورة، وتشكل نقطة وصل بين قرى المنطقة، يمكن الوصول إليها عبر ثلاث طرق: من جهة صور عبر الصوانة، مجدل سلم، برج قلاوية. ومن جهة النبطية عبر قعقعية الجسر، الغندورية، برج قلاوية أو وادي الحجير. أما من بنت جبيل، فعبر مجدل سلم أو الصوانة، ومن مرجعيون عبر قبريخا، مجدل سلم أو القنطرة وادي الحجير.
يبلغ عدد سكانها المسجلين في سجل نفوسها حوالى 3500 نسمة، وهناك أكثر من 1500 نسمة من تولين مسجلين في نفوس بيروت.
لا يختلف المشهد الاجتماعي والمعيشي فيها عن غيرها من قرى جبل عامل، إذ تشكل زراعة التبغ مدخولها الأول وعمودها الفقري رغم كل المشاكل والمصاعب التي تعانيها هذه الزراعة يعتاش منها حوالى 90 في المئة من الأهالي ، فضلاً عن غياب فرص العمل والحاجة إلى عدد من المشاريع الإنمائية، ومع ذلك تشتهر تولين بكرم أهلها وحبهم الحياة، وتشكل الهجرة مدخولها الثاني من البرازيل والباراغوي وألمانيا حيث ينتشر أكثر من 120 عائلة من عائلاتها.
في 23 أيار 2010 انتُخب أول مجلس بلدي مؤلف من 12 عضواً وترأسه حسين حسن عوالة للسنوات الثلاث الأولى، وتلاه حسن علي عوالة للسنوات الثلاث الباقية، كما انتُخب المختاران علي محمد عوالة ومحمد عباس مرعي مع عضوين اختياريين. وانتسبت البلدية إلى اتحاد بلديات جبل عامل في شباط عام 2012.
الصوانة
الصوانة، آخر بلدة في قضاء مرجعيون لجهة الغرب، هي إحدى بلدات جبل عامل التي كانت تقع على خط التماس والمواجهة، ما عرّضها للقصف والتدمير أكثر من مرّة. لكنّ أهلها صمدوا وثبتوا في أرضهم. تتعدّد الروايات حول تسميتها، يردّد البعض أنّها كانت تدعى «الشماسية»، لأنّ موقعها الجغرافي المطل يجعلها أوّل من يستقبل شروق الشمس، أمّا البعض الآخر فينسبها إلى أحجار الصوان الموجودة فيها.
تبلغ مساحتها ستة آلاف دونم، وترتفع 550 متراً عن سطح البحر. وتبعد 36 كيلومتراً عن مركز المحافظة، و130 كيلومتراً عن بيروت. تحدها من الشمال قبريخا، ومن الغرب قلوية وخربة سلم، ومن الجنوب مجدل سلم.
تأسّس المجلس البلدي في الصوانة عام 2004 وترأسه محمد منير مزنر حتى عام 2007، تلاه حسن جميل حمادة حتى عام 2010 وذلك بناءً على اتفاق مسبق بينهما. وفي الانتخابات البلدية الاخيرة عام 2010، شهدت الصوانة تنافساً بين لائحة مدعومة من حزب الله وحركة أمل في مقابل لائحة من المستقلين، وفازت الاولى بكامل أعضائها، وانتخب علي حمادة رئيساً لمدة ثلاث سنوات، وتلاه حسن محمد حمادة.
ميس الجبل
ميس الجبل ثاني أكبر بلدة في قضاء مرجعيون بعد الخيام لجهة عدد السكان والمساحة، بلدة العلماء والشهداء والمفتين. طرحت منذ مدّة مركزاً لقضاء جديد في حال تقسيم قضاء مرجعيون إلى قسمين، لكن الاحداث المتتالية التي شهدتها المنطقة ومنها حرب تموز 2006 كانت سبباً لإرجاء البحث في الموضوع.
ميس هي بلدة العلماء والفقهاء نجمة جبل عامل وعرين أسوده كما هو مكتوب على قوس نصر علّق عند مدخلها. يفاخر أبناؤها بالقول أنه عام 1450 ميلادياً خرّجت مدرستها الدينية 500 عالم وفقيه بعد انهيار مدرسة جزين العلمية. أراضيها واسعة ومترامية في كل الاتجاهات، تبلغ مساحتها نحو 48 ألف دونم ويشير الاهالي إلى أنّ أكثر من ثلاثين ألف دونم من مشاعاتها لا يزال محتلاً.
تحدّها حولا من الشمال وبليدا من الجنوب وشقرا من الغرب والاراضي الفلسطينية المحتلة من الشرق. يبلغ عدد سكانها زهاء 21 ألف نسمة، يقيم منهم نحو ثمانية آلاف شتاءً، وخمسة عشر ألفاً صيفاً. تضمّ ثلاثة آلاف منزل، وفيها تسعون عائلة. ترتفع عن سطح البحر650 متراً، وتبعد عن بيروت 114 كيلومتراً، وعن مرجعيون 29 كيلومتراً، وعن النبطية 49 كيلومتراً.
تتألف من أربع حارات، وفيها مساجد تراثية قديمة، إضافة إلى مزارات وضرائح. ولعلّ أبرز معلم دينيّ وأثري فيها، هو جامع أبي ذرّ الغفاري.
تأسّست بلدية ميس الجبل عام 1960، وبعد توافق عائلاتها تولّى رئاستها بالتزكية المرحوم الشيخ محسن قبلان حتى تاريخ وفاته عام 1995، وعام 1996 تسلّم موسى خليل حمدان رئاسة المجلس البلدي حتى عام 2001 بعد انتخابه من باقي أعضاء المجلس البلدي. وفي أيار 2001، وبعد معركة انتخابية بين لائحتين، فازت اللائحة المدعومة من حركة أمل وحزب الله بـ16 عضواً، وخرقها عضوان من اللائحة المنافسة المكوّنة من العائلات، وانتُخب عقب ذلك مجلس بلديّ جديد تولى رئاسته محمد صدر الدين حجازي، استمر حتى أيار 2004، وعام 2004 أجريت انتخابات قاسية بين لائحتين واحدة مدعومة من حركة أمل وأخرى من حزب الله، وبعد فوز لائحة حركة أمل بـ17 عضواً، وخرق عضو من حزب الله، انتخب نعيم علي رزق رئيساً للمجلس البلدي وعبد المنعم جعفر شقير نائباً له لمدة ثلاث سنوات بحسب اتفاق بين أعضاء المجلس البلدي، تسلّم بموجبه عرفات اسماعيل رئاسة البلدية عام 2007 وبقي عبد المنعم شقير نائباً له حتى أيار 2010. قبل 23 أيار 2010 توافقت القوى السياسية على إنتاج مجلس بلدي يفوز بالتزكية وفقاً لتركيبة معينة بين الأحزاب المتمثلة، وانتُخب مرتضى محمود قبلان رئيساً للبلدية وعلي طه نائباً له.
بليدا
بليدا آخر بلدة في قضاء مرجعيون لناحية الجنوب، تبعد عن مركز القضاء ثلاثين كيلومتراً، بينما لا يفصلها عن بنت جبيل سوى بلدة عيترون وبالتالي يمكن تقدير حجم المشكلة التي يعانيها أبناء البلدة في إنجاز معاملاتهم الرسمية والادارية في مرجعيون.
بليدا تصغير كلمة بلدة، وربما تعني بيت الولد أو المولود تقع في القطاع الاوسط من المنطقة الحدودية، تحدها من الشمال ميس الجبل ومن الشمال الغربي محيبيب ومن الغرب عيناتا ومن الجنوب الغربي عيترون والمالكية، ومن الشرق الاراضي الفلسطينية المحتلة، مع العلم أنّ ثلثيّ أراضيها أصبح خارج الحدود منذ عام 1920، وبذلك تكون بليدا قد فقدت خراجها الشرقي بمعظمه والذي يعادل نحو ثلاثين ألف دونم من الاراضي الزراعية، ورغم كل الاتصالات والمراجعات التي قام بها أبناء البلدة مدى عشرات السنيين لدى المراجع المختصة لاستعادة أراضيهم إلا أنّ الموضوع طوي في الادراج في انتظار حلّ شامل لقضية الشرق الاوسط.
ترتفع بليدا عن سطح البحر 650 متراً وتبعد عن بيروت 118 كيلومتر وعن النبطية 54 كيلومتراً، وعن مرجعيون 27 كيلومتراً. ويبلغ عدد سكانها 7040 نسمة، معظمهم من المهاجرين إلى ألمانيا منذ أواسط الثمانينات، ما يشكل باب رزق إضافيًا ومهماً لأبناء البلدة الذين يعتمدون في معيشتهم على زراعة التبغ والزراعات الموسمية.
تأسس أوّل مجلس بلدي في بليدا عام 2004 وتولّى رئاسته حيدر حسن حيدر من عام 2004 ولغاية عام 2010، وانتقلت الرئاسة في دورة 2010 إلى محمد علي ضاهر بعد تنافس بين لائحة تحالف حزب الله وحركة أمل من جهة، ولائحة من العائلات من جهة أخرى لم تخرق بأيّ عضو.
بني حيّان
عانت بلدة بني حيّان الواقعة على كتف وادي الحجير والمطلة على وادي السلوقي طويلاً من الحرب التي تسببت بتهجير أهلها وتدمير منازلها ولم تكد تصحو من نشوة التحرير حتى انكشف لها حجم الحرمان التي تعيشه ومدى حاجاتها الملحّة للنهوض مجدداً. بني حيّان كانت البلدة الأخيرة في الحزام الامني السابق لجهة الغرب وقد ساهم موقعها الجغرافي المطل على المنطقة المحررة وعلى وادي السلوقي والحجير في جعلها موقعاً استراتيجياً مهما لقوات العدو «الاسرائيلي» التي نصبت فيها موقعين عسكريين، ما جعلها عرضة للقصف بشكل دائم، وأدّى إلى هجرة معظم أبنائها، معطلًا بذلك الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتربوية فيها وفي حين استقبلت بيروت معظم الوافدين إليها، آثر القسم الأكبر منهم الهجرة نحو البارغواي والبرازيل وألمانيا. ثلاث عائلات فقط هي التي تتألف منها بني حيّان، جابر حوإلى 80 وشهاب ونصار، وتشكل مجتمعة نحو 2780 نسمة وهذا ما يفسر أنّ أعضاء البلدية البالغ عددهم 12 عضواً مقسمين على الشكل التالي: سبعة من آل جابر وثلاثة من آل نصار واثنين من آل شهاب.
يرجّح أن تسمية بني حيان تعود إلى الشيخ جابر محمد الحيان الذي كان يسكنها قبل أكثر من ألف عام، ومما لا شك فيه أنّ البلدة قديمة جداً، بدليل الآثار التى اكتشفت في محيطها ونهب معظمها.
يمكن الوصول إليها عبر طريقين الاولى من مركبا نحو بني حيّان، والثانية عن طريق وادي السلوقي الذي يربطها بمجدل سلم وقبريخا وغيرهما نحو النبطية.
تحدّها من الشمال الطيبة والقنطرة ومن الشرق مركبا ومن الغرب مجدل سلم وقبريخا ومن الجنوب طلوسة.
تبعد عن مركز القضاء 22 كيلومتراً وعن العاصمة 118 كيلومتراً وترتفع عن سطح البحر 525 متراً.
ورغم أنّها بلدة صغيرة نسبياً، إلا أنّ مشاعاتها واسعة وتصل إلى حدود خمسة آلاف دونم. واقع البلدة الاجتماعي والمعيشي والاقتصادي لا يختلف عن جاراتها من القرى.
المجلس البلدي: تأسّس أول مجلس بلدي في بني حيّان عام 2004 وترأسه محمد شهاب حتى عام 2010 وخلال الاستحقاق البلدي الاخير شهدت البلده منافسة بين لائحة مكتملة من 12 عضواً مدعومة من تحالف حزب الله ـ حركة أمل، وأربعة مستقلين، وفازت اللائحة بكامل أعضائها وانتخب يحيى جابر رئيساً للبلدية.