إحباط محاولة تفجير مدرسة في حمص والجيش السوري يوسّع نطاق حماية مدينة تدمر
سعد الله الخليل
ضبطت الجهات المختصة امرأة في الخمسين من العمر ترتدي حزاماً ناسفاً أثناء وضعها عبوات ناسفة بجانب مدرسة عكرمة المخزومي بحيّ عكرمة بمدينة حمص، وبذلك منعت تكرار سيناريو تفجير عام 2014 بمدرسة عكرمة والذي راح ضحيّته 39 شهيداً من بينهم 30 طفلاً.
وفي التفاصيل، شوهدت المرأة تترك كيساً على الرصيف، ما لفت انتباه أحد رجال الأمن، وأثناء إيقافها أُغمي عليها وعند تفتيشها ضبط الحزام الناسف كما ضبط في محفظتها خضراء اللون جهاز خليوي وحوإلى 200 ألف ليرة سورية.
لأ تشير إ أ ّ الدار الكبيرة، تحمل من العبوات، وبحسب المعلومات فإنّ الحزام مكوّن من عبوتين من السيفور.
ويأتي هذا التطور فيما يحرز الجيش السوري وحلفاؤه تقدّماً كبيراً على جبهة جنوب شرقي مدينة تدمر تفوق عشرة كيلو مترات وبعمق عشرين كيلو متراً استعاد عبرها عدّة نقاط، أهمّها قصر الحلابات ومقالع السكري وجبل الأبتر ومضمار الهجن مزارع الحنكات ومحطة بحوث الأغنام، عبر عمليّتين لم تتجاوز مدّة كلّ عملية الثمانية والأربعين ساعة بهدف عملية الوصول إلى مناجم الفوسفات والصوانة، والسيطرة على سلسلة الجبال التدمرية الجنوبية الغربية، والمتمثّلة بجبل الأبتر وتأمين طريق دمشق ـ تدمر.
انطلقت العملية من مدينة تدمر باتجاه مؤسّسة الكهرباء بالتزامن مع تحرّك القوات باتجاه منطقة مقالع الرخام في السكري، والتي تنتج الرخام التدمري المعروف بجودته والبئر 112 والبئر 116، وهي آبار لريّ المزارع، فيما انطلقت المجموعة الثانية من مؤسسة الكهرباء باتجاه طريق تدمر دمشق وسيطرت على مضمار الهجن والتقاطع الرباعي الذي يربط مركز تطوير أبحاث الأغنام وقصر الحلابات، وبعد السيطرة على التقاطع الرباعي تقدّمت قوة باتجاه النقطة الأولى من جبل الأبتر الاستراتيجي، الذي يبعد نحو 22 كم جنوب غرب تدمر، وتمكّنت خلال أربعة وعشرين ساعة من السيطرة بالجهة الشرقية على مقالع السكري ومزرعة الحنكات ومزرعة تطوير النخيل، وتابعت باتجاه محور الصوانة وخنيفيس، حيث وصلت القوات إلى أربع نقاط حاكمة للصوانة جبل الأبتر، النقطة 529 وبرج الإذاعة وتلّة السيرتيل.
ولفتَ القائد الميداني إلى أهمية السيطرة على معبر البصيري هدف العملية، الذي يربط دمشق تدمر وما بين معبر التنف الوليد العراقي بحمص.
التطوّرات العسكرية المتسارعة جنوب شرقي تدمر قطعت طرق إمداد إرهابيّي «داعش» في الصوانة وخنيفيس من نقاط تمركز الجماعة بريف دمشق في الضمير ومحيط مطار السين وسلسلة الجبال التدمرية الشمالية في محمية التليلة باتجاه العباسية فالصوانة.
ولفت أحد القادة الميدانيّين للبناء لحجم الخسائر التي منيَ بها تنظيم «داعش» بتفجير باص محمّل بالذخائر وستّ عربات مصفّحة، وبهذه العملية فإنّ الجيش السوري يؤمّن مدينة تدمر ومحيطها ويشلّ حركة تنظيم «داعش»، علماً أنّ النقاط التي وصل إليها الجيش لم يصلها في التحرير الأول لمدينة تدمر، وساهمت بالضغط على المدينة ومكّنت التنظيم من اقتحامها في شهر كانون الأول الفائت، حيث شكّلت منطقة السكري أحد أهم معاقل «داعش» في محيط تدمر.