مفاعيل جانبية للحرب على «داعش»

عندما قرّر الأميركيون بدء الحرب على «داعش» اعتبروا انّ رفض التنسيق مع الدولة السورية والإعلان عن البقاء على الموقف العدائي لها ولجيشها والقبول باللغة المشككة بشرعيتها وفقاً للسقف السعودي المرسوم سيكون كافياً لمنع ترصيد خسائر «داعش» في حساب الدولة وجيشها، وبالتالي يكفي إعداد مجموعات معارضة تابعة للحلف الذي تقوده واشنطن سيتولّى تركيب قوة ثالثة تمسك الجغرافيا التي تتضعضع فيها قوات «داعش» بفعل الغارات الجوية المؤذية والتدميرية، بالتزامن مع نقص التمويل وجفاف مصادر السلاح بفعل الحصار.

التكوين الهشّ للمعارضة الثالثة معلوم لدى الأميركيين ولذلك لم يكونوا يوماً جديّين بالرهان على كيفية ملء الفراغ العسكري البري من جراء ضعف حالة «داعش» بل كانوا يراهنون على انّ مواصلة الرمي بالنار سيكون رادعاً لعدم تقدم «داعش» لكنه أيضاً سيمنع دخول الجيش السوري بداعي أنه لا يزال هناك «داعش» وقوات «داعش» تسيطر على المكان ليقينهم انّ تسليم من يدرّبونه سيعني ان تؤول المناطق الى أحد اثنين: الجيش السوري او «داعش»، ولأنّ «داعش» وقوات «داعش» في حال ضعف سيكون الجيش هو المستفيد الحصري.

ما لم يحسبه الأميركيون جيداً وهم يقصفون مواقع وتجهيزات ومقرات وأسلحة ومستودعات «داعش» والنصرة أنّ أكثر من نصف الحرب هي المعنويات، وأنّ التدخل «الإسرائيلي» بالنار مثلاً ضدّ مواقع الجيش السوري والمقاومة لو لم يكن لتغطية تقدم منسّقة لمجموعات المعارضة قبل سنة ومثلها قبل سنتين لكان تأثير الغارات الإسرائيلية بضيق الحال والشعور بالضعف في بنية الجيش والمقاومة كان هو الرهان لتقطف المجموعات المسلحة ثمار ذلك ضعفاً في القتال بوجه المعارضة وتتمكن من تحقيق التقدم والتفوّق.

الذي يجري مع الغارات على «داعش» و«النصرة»، والتي لم تعد مجرّد رمي بالنار بل تفيد التقارير أنّ بعضها رتب أذى حقيقياً على البنى العسكرية للفريقين مما جعل تشكيلات القتال التابعة لهما شمال سورية، كما لسائر المعارضة، في حال تسمح للجيش السوري بشن هجوم مكثف وسريع يسيطر خلاله على ما شاء من المناطق، لكن التحسّب الأميركي لذلك كان بالإصرار على مواصلة الغارات بذريعة أنّ «داعش» و«النصرة» والمفردات الشبيهة لا زالوا يسيطرون على تلك المناطق وبالتالي مواصلة قصف المقصوف.

ما لا يملك الأميركيون فعله هو منع تأثيرات هذه الحالة المعنوية في مناطق لا يطالها القصف الأميركي، وخصوصاً في أرياف دمشق وحمص وحماة، حيث يخوض الجيش السوري معارك هي الأشرس منذ بدء الحرب على سورية هناك.

الذي جرى في مدينة عدرا العمالية وبعدها عدرا البلد وبعدهما ما يتوقع أن يجري في دوما المعقل الأبرز للجبهة الإسلامية التي يقودها زهران علوش، وحيث «القاعدة» بتشكيلاتها المتعددة تملك قوتها المركزية ومستودعاتها وغرف عملياتها لريف دمشق، هو من نتاج الحرب بطريقة غير مباشرة، والأساس في ما جرى هو تجمع شرطين، الأول امتلاك الجيش السوري خطة عمليات مدروسة وعالية الدقة من جهة والانهيار المعنوي للجماعات المسلحة من جهة أخرى تحت تأثير الشعور بأنّ ساعة النهاية قد دنت، فقادتهم يُقتلون ومستودعاتهم تدمّر وسلاحهم النوعي يحترق ومالهم ينضب.

يقدر الأميركيون ما شاؤوا أن يمنحوا وأن يحجبوا الألقاب بصدد حلفهم للحرب على «داعش» ومن في الحلف ومن خارجه ومن لا يريدون ولو أراد، لكنهم لا يقدرون ان يمنعوا بروز الدولة السورية كشريك كامل في قطف نتائج الحرب ولو من وراء ظهر الأميركيين وخلافاً لحساباتهم وتوقّعاتهم.

«توب نيوز»

– التطويق المشترك لمسلحي عرسال من الجيشين السوري واللبناني تمهيداً للهجوم الشامل ينتظر الضوء الأخضر من الحكومة اللبنانية.

– حاول رئيس الحكومة تمام سلام الحصول على القبول الضمني الأميركي والسعودي بهذا التعاون فلاقى الرفض.

– لبنان يتوقّع ما لم يتمّ الهجوم هجوماً معاكساً يستهدف بلدة عرسال ومعها اللبوة ورأس بعلبك وسواهما، وتفجيرات في الشمال والجنوب والعاصمة.

– حماية لبنان تشترط الهجوم الشامل، والهجوم يشترط تعاوناً جاهزاً بين الجيشين اللبناني والسوري.

– هل الموقف الأميركي الرافض للبنان أن ينسّق بعدما قام هو بالتنسيق مع الجيش السوري مفهوم؟

– التفسير المنطقي انّ واشنطن تراعي الفيتو السعودي للتعاون مع سورية.

– كيف ترتضي السعودية تعاوناً أو تنسيقاً اميركياً سورياً وتمنع على لبنان مثله وهو مهدّد بالخطر ولها فيه مصالح وجماعات تابعة؟

– هل يكفي الكيد والحقد للتفسير؟

– الجواب عند خبير ديبلوماسي أنّ صفقة تمّت بين داعش والسعودية مضمونها لا تهاجموا السعودية ونمنع عنكم الهجوم في لبنان،

– السعودية تشتري أمان الأضحى ولبنان يدفع الفاتورة.

– مفاجآت لا يضبطها السعودي وجماعته آتية.

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى