رندة برّي في إحياء ذكرى مجزرة قانا: متمسّكون بالمقاومة أكثر من أيّ وقت مضى

أحيت حركة أمل وأهالي شهداء مجزرة قانا، الذكرى السنوية الـ21 لشهداء المجزرة الأولى، باحتفال جماهيريّ أقيم أمام أضرحة الشهداء في بلدة قانا، بحضور رندة عاصي برّي ممثّلةً رئيس مجلس النواب نبيه برّي، النائبين علي خريس وعلي بزي، ووفد من قيادة الحركة. كما حضر ممثّلون عن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، وقيادات أمنية وعسكرية، وشخصيات دينية وبلدية واختيارية، ووفد من الهيئات النسائية في التنظيم الشعبي الناصري والحزب السوري القومي الاجتماعي، عوائل شهداء المجزرة، وحشود شعبية من مختلف مناطق اللبنانية.

استهلّ الاحتفال بمسيرة كشفية وشبابية تقدّمها حَمَلة الأكاليل والرايات وصوَر تجسّد واقعة المجزرة. وجابت المسيرة شوارع البلدة وصولاً إلى أضرحة الشهداء حيث وُضعت أكاليل الزهر.

بعد ذلك، أقيم احتفال خطابي للمناسبة، حيث ألقى رئيس بلدية قانا محمد عطية كلمة اتحاد بلديات صور، تحدّث فيها عن الشهداء الذين يشكّلون عناوين السيادة، وهم صورة شهداء الفوعة وكفريا وكلّ شهداء الإرهاب.

وألقى النائب علي خريس كلمة حركة أمل وقال: إنّ هذه المجزرة التي أراد من خلالها العدوّ تحويل لبنان إلى مشوّه حرب، لا يمكن أن تُنسى. مذكّراً أنّ «إسرائيل» لا تحسب حساباً للأمم المتحدة ولا لمجلس الأمن ولا المجتمع الدولي. مؤكداً أنّ هذا العدو لا يخاف من القانون الدولي وبالتالي لا يفهم إلا لغة المقاومة التي بفضلها وبفضل دماء الشهداء ينعم لبنان بالقوّة والأمن والاستقرار.

من ناحيتها، ألقت برّي كلمةً قالت فيها: كلّ سنة في الثامن عشر من نيسان، نقف في قانا لإحياء ذكرى شهداء المجازر التي ارتكبتها «إسرائيل» في حربها العدوانية على لبنان في نيسان عام 1996 بما سمي حينذاك عدوان «عناقيد الغضب». هي وقفة تتزامن أيضاً مع ذاكرة الحرب الأهلية الأليمة في 13 نيسان عام 1975، ففي الذاكرة الأولى تجلّى الإجرام «الإسرائيلي» بأبشع صوَره في قانا تحت خيمة الامم المتحدة وفي إسعاف المنصوري وفي سفك دماء أطفال آل العابد تحت أنقاض منزلهم في النبطية الفوقا، وكذلك في سحمر وقبلها في كونين ويارين. وفي الذاكرة الثانية صفحات سوداء من تاريخ وطن كادت أن تضيعه الرهانات الخاطئة والتوزع على محاور المصالح الفئوية والضيقة. إن هاتين الذاكرتين هما محطتان يجب أن تدفعا بكافة القوى والمكوّنات اللبنانية، للتوقف مليّاً والتبصر حيال مواقف كثيرة تبعدنا عن القضايا الجوهرية وتنسينا الاولويات الوطنية.

نحن اليوم، متمسّكون أكثر من أيّ وقت مضى بالمقاومة ثقافةً ونهجــاً وسلوكاً، متكاملــة مع الجيش والشعــب كثلاثية تمثــل حاجة وطنية لكبح «إسرائيل» ومشاريعها العدوانية تجاه لبنان وأمنه واستقراره وحماية ثرواته الطبيعية من مياه ونفــط وغاز، واستكمال تحرير ما تبقى من أرضه المحتلة في تلال كفرشوبا والشطــر الشمالــي من قرية الغجر، وتطهير أرضه من القنابل العنقودية والألغام التي خلّفتهــا «إسرائيل» قبل اندحارهــا وخلال اعتــداءاتهــا المتكــررة على لبنان وجنوبه على وجــه الخصوص.

إننا اليوم، ندعو لبنان حكومة وشعباً وأفراداً وجماعات، إلى التمسّك بحقّ بمقاضاة «إسرائيل» بكل مستوياتها السياسية والأمنية والعسكرية، على كلّ جرائمها التي ارتُكبت بحقّ لبنان وإنسانه وتراثه، وخصوصاً شهداء مجزرة قانا والمجازر التي ارتُكبت في نيسان عام 1996، وهذا حقّ لذوي الشهداء وللبنان يجب ألا يسقط باليأس من أداء المنظمات الدولية التي لا تزال تعتمد سياسة المعايير المزدوجة تجاه الكيان «الإسرائيلي». كما أنّ هذا الحق يجب ألا يسقط بمرور الزمن، خصوصاً في هذه المرحلة التي تحاول «إسرائيل» فيها محو الذاكرة الانسانية وترسيم وعي الأمة على ذاكرة بديلة وجديدة ترتكز فقط على صورة المجازر التي يرتكبها الإرهاب التكفيري الذي يمثّل الوجه الآخر والمكمّل لإرهاب الدولة المتمثل بـ«إسرائيل».

وختمت برّي: من هنا، ومن هذا المكان الذي ارتكب فيه الإرهاب الصهيوني أبشع مجزرة عرفتها الإنسانية، اسمحوا لي بِاسم عوائل الشهداء وبِاسمكم جميعاً، أن نعلن إدانتنا واستنكارنا كلّ الأعمال الإرهابية التي استباحت وتستبيح دماء الأبرياء والآمنين على مساحة العالم العربي وفي أيّ منطقة من العالم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى