ارتاح الإخاء وشباب الساحل ودّع الأضواء
إبراهيم وزنه
نجا فريق الإخاء الأهلي عاليه وسقط شباب الساحل إلى دوري المظاليم. على هذه النتيجة أُسدلت بالأمس على ملعب العهد ستارة المشهد الحاسم والأخير للمباراة المصيريّة التي جمعت بين أبناء الساحل وأبناء الجبل، والحق يقال بأنّ الإخاء نجح بتحقيق مبتغاه خلال ثلاثة دقائق في منتصف الشوط الأول، حين فقد الساحليّون توازنهم ليدفعوا ثمن هذا الارتباك سقوطاً مدوّياً، فالإخاء ضمن بقاءه تحت الأضواء مستغلاً الأخطاء القاتلة الساحلية وسوء التمركز لرجال مالك حسون، وخصوصاً في خط الوسط، لتسفر النتيجة النهائية عن فوز أبناء الجبل بهدفين مقابل هدف واحد. وفي الشمال، حيث كانت المباراة المصيريّة الثانية أخف حدّة وجدّية من تلك التي استضافها ملعب العهد، فقد فاز فريق طرابلس على جاره الاجتماعي بنتيجة 6 ـ 3 وكانت مجرياتها «فرندلي» ومن طرف واحد، واليوم تستكمل بقيّة المباريات ضمن المرحلة الأخيرة من الدوري بلقاء النجمة مع السلام زغرتا والتضامن صور مع الراسينغ واالنبي شيت مع الصفاء، لتختتم غداً الأحد بلقاء حاسم سيتوّج على إثره فريق العهد باللقب الخامس في مسيرته.
وبالعودة إلى مباريات الأمس، فقد شهدت مباراة الساحل والإخاء نوبات كثيرة من فقدان الأعصاب والتوتّر وانعدام التركيز عند الطرفين، بدأ الساحليون المباراة أكثر انسجاماً من ضيوفهم، لكنّ الاستغراق في المواكبة الهجومية لتحقيق هدف السبق والمحافظة عليه حتى النهاية كلّف كرتين طويلتين من قبل ألكسي خزاقة إلى أحمد حجازي د21 وأخرى من سعيد إسكندر إلى ألكسي خزاقة 23 ، وتكلّلا بهدفين مباغتين وصاعقين، ويتحمّل مسؤوليّتهما بالتكافل والتضامن هشام شحيمي والحارس علي حلال، وبنسبة أقل حسين الدر. التقدّم الإخائي السريع دفع بالمدرّب مالك حسون إلى إشراك حسن دنش بدلاً من محمد فواز، ووحدهما يعقوبو ومحمد سالم كانا يقلقان الدفاعات الجبلية ولكن من دون هزّ شباك، مع تألّق مستمر لأحمد حجازي في الوسط والهجوم، لينتهي الشوط الأول بنتيجة 2 ـ 0 .
وفي الشوط الثاني، أشرك «الحسون» المهاجم أحمد أيوب علّه يوفّق في التسجيل، وهنا لجأ لاعبو الإخاء إلى التفنّن بحرق أعصاب الساحليّين في الملعب وفي المدرجات، عبر إضاعة الوقت والارتماء من دون مبرّر، والتباطؤ في تنفيذ الكرات والإرجاع إلى الخلف، لكنّ الرد الساحلي بدأ يتصاعد تدريجياً حتى استسلم الإخائيّون وارتدّوا إلى الخلف مشكّلين أكثر من خط دفاع، وفي الدقيقة 72 جاء الفرج مع كرة خادعة سدّدها فوسيني فاستقرّت داخل شباك الحارس داني الحاج. بعد الهدف، جنّ جنون الساحليّين كرات بالجملة وهجمات متلاحقة وسوء تهديف مصحوب بتوتر عند الاستقبال والتسديد، لتمرّ الدقائق ثقيلة وأليمة على فريق لا يستأهل السقوط، وما يؤكّد ذلك عدم احتفال الفائز ببقائه، بل بمواساة لاعبي الساحل.
مبروك للإخاء التنعّم بموسم إضافي تحت الأضواء، وعلى الساحليّين تناسي الموسم المرّ والبدء ببناء فريق يمهّد للعودة السريعة. قاد اللقاء طاقم حكّام قبرصي بقيادة الدولي لوكاس سيتريو، فيما كان الحكم اللبناني محمد درويش رابعاً.
وعلى ملعب طرابلس، وكما ذكرنا آنفاً، فلم تكن الأجواء مشحونة، بل على العكس أكثر من ودّية، فلا داعي لاستقدام طاقم حكّام أردني لقيادتها. فنيّاً، كان طرابلس الطرف الأفضل، فهو صاحب الـ 25 نقطة، وعدم فوزه مقابل تعادل الساحل والإخاء سيسقطه إلى الثانية، لكنّ الظروف الفنية كانت كلّها لمصلحته، حيث تقدّم سريعاً عن طريق مارسيليو 23 ثمّ أضاف نجمه وهدّافه أبو بكر المل الهدف الثاني في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول 45+1 . وفي الشوط الثاني، واصل الطرابلسيّون فرض إيقاعهم وسطوتهم على جارهم، فسجّل فايز شمسين د54 ثمّ أضاف وليد فتوح الهدف الرابع د73 فأحمد مغربي الخامس د81 ، بعدها قلّص عبدالله علي الفارق د85 ، ليتبعه زميله عبدالله عيش 87 ويزيد زميلهما يوسف حمادة هدفاً ثالثاً في الدقيقة 90 . وقبل أن يطلق الحكم الأردني صافرة النهاية، توّج أبو بكر المل نفسه هدّافاً للدوري مع تسجيله هدفه الثاني 90+2 ، ليرفع رصيده إلى 16 هدفاً.