صامدون وسنقاتل بكلّ شراسة وسننتصر
العلامة الشيخ عفيف النابلسي
قد تتخذ بعض الحكومات في بعض الدول أحياناً أساليب من شأنها تقوية موقفها وتعزيز صورتها وهيبتها فنراها حاضرة في المحافل الدولية تقوم بالوساطات والمساعي السياسية، وتقدّم الأموال في سبيل رعاية اتفاقات ومعاهدات بين قوى متنازعة، أو تلجأ إلى الدعاية والإعلام أو رعاية واستضافة الاحتفالات والمهرجانات لتبث في جماهيرها مشاعر الاعتزاز بالنفس والشعور بالكرامة الوطنية. لكنْ أن تفتح بعضها المجال لتقوية موقفها وصورتها وهيبتها ونفوذها عبر النزعة الغوغائية فهو أمر لا يسعه أن يستمرّ طويلاً. الولايات المتحدة الأميركية في تهديداتها القديمة والحالية ضدّ كلّ من إيران وحزب الله هي في إطار هذه النزعة. وهي إضافة إلى ذلك خاضعة في مواقفها وسياساتها إلى مجموعة من الغوغاء الذين يتوهّمون أنّ بمقدورهم التحكّم بالعالم أجمع. وأمام هؤلاء نجد بعض دول الخليج قد سيطر عليها هذا الإيحاء الذي يدفعها لتسويق العداء وإثارة الهيجان والصخب المذهبي. وللإسف الشديد فإنّ جمهور المسلمين المتأثر بهذه الدول تسيطر عليه حالة تنويم هائلة ينجرّ معها إلى استخدام أساليب الغوغاء والتوحّش والعنف والقتل والتحطيم الذي لن يكون بعده إلا الندم.
مؤخراً ارتفعت لهجة المسؤولين في الإدارة الأميركية ضدّ حزب الله وإيران. من وزير الدفاع الذي زار السعودية مؤخراً، إلى السفيرة في الأمم المتحدة التي طالبت بالتحرك وإنجاز شيء ضدّهما.
وهذه الأصوات الأميركية التي تأتي قبيل الانتخابات الإيرانية للتأثير عليها، وبعد الانتصارات الميدانية التي تحققها المقاومة في سورية، تؤكد مجدّداً نفاق الإدارات الأميركية وعداءها المستمرّ لكلّ من يقف في وجه هيمنتها ونفوذها ومشاريعها في المنطقة، وكلّ مَن يعاند ويهدّد الكيان «الإسرائيلي» المغتصب أرض فلسطين بالزوال.
وبدورنا نقول: إننا لا نهاب أميركا وتهديداتها ولا نخاف صوت مدافع جيشها. وقد جرّبناها سابقاً في لبنان فهربت قواتها مذعورة تحت ضربات المقاومين. فكيف نهابها اليوم وإيران تمتلك من المقدرة العسكرية ما يمكن به أن تهدّد الأساطيل والقواعد الأميركية كلّها في المنطقة وتمحوها عن سطح البحر ووجه الأرض؟ وكيف نتراجع والمقاومة اليوم أصلب عوداً وأقوى وقوداً وبيدها من الوسائل ما يمكنها أن تزعزع أسس الكيان الغاصب؟
إنهم يهدّدون ظناً منهم أننا يمكن أن ننسحب من الميدان ونُخلي لهم أرضنا كي يستبيحوها، ولكننا هنا ثابتون صامدون، وسنقاتل بكلّ شراسة وسننتصر بعون الله ومدده.