رندة برّي: كيف لمجتمعاتنا أن تنهض من دون استثمار نصف مواردها البشرية المتمثلة بالمرأة؟
أقيم في بلدة الحميري، حفل تخريج سيّدات من قرى قضاء صور شاركن في برنامج تدريبيّ عن سلامة التصنيع الغذائي والتسويق، الذي تنفّذه جمعية «تنظيم الأسرة» بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، برعاية عقيلة رئيس مجلس النواب نائب رئيس الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية رندة عاصي برّي، حضره الرئيس الفخري لجمعية «تنظيم الأسرة» توفيق عسيران، المسؤول التنظيمي لحركة أمل في إقليم جبل عامل علي اسماعيل، رئيسة جمعية «تنظيم الأسرة» في لبنان الدكتورة ماري ديب وفاعليات نسائية وبلدية واختيارية وحشد من الأهالي.
رئيس بلدية الحميري حسن عرفات برّي ألقى كلمة تحدّث فيها عن أهمية هذه الدورات ودورها في التنمية، ثم كانت كلمة المتدربات ألقتها ماجدة برّي، بعدئذٍ تحدّثت رئيسة جمعية «تنظيم الأسرة» عن المشروع وأهدافه في تحقيق التنمية الريفية وتمكينها اقتصادياً.
ثم ألقت رندة برّي كلمة الرعاية، استهلتها بتهنئة المتدرّبات، مشيرة إلى مفهوم تمكين المرأة، وقالت: لقد آن الأوان كي يدرك الجميع في لبنان، أننا عندما نرفع الصوت من أجل تعزيز شراكة المرأة وخصوصاً تمكينها اقتصادياً، ليس من باب الترف ولا من باب المطالبة للمطالبة فقط، إنما استناداً إلى حقائق وتجارب ماثلة أمامنا في عدد من الدول، مفادها أن لا قدرة لأي مجتمع على النهوض وتحقيق التنمية من دون مشاركة في هذه العملية، وأنّ تمكين المرأة اقتصادياً وخصوصاً المرأة في المناطق الريفية يؤدّي إلى رفاهية للمجتمع ككل.
وأضافت: لقد أثبتت التجارب أن زيادة دخل المرأة تؤدّي إلى زيادة دخل الرجل وبالتالي إلى زيادة رأس المال البشري، كما أن المساهمة الاقتصادية للمرأة هي ذات أهمية كبيرة كونها تمثل نصف الموارد البشرية وهذا النصف من الموارد اذا ما استثمر عليه سيؤدّي إلى رفع معدّلات النمو الاقتصادي، وبالتالي سوف يساهم في زيادة فرص العمل المتاحة في المجتمع.
وتابعت: صدّقوني، كل أنواع الهدر والفساد يجب أن تُدان وتكافَح، ولكن الهدر الحقيقي الذي يجب أن يُدان بشدّة في مجتمعاتنا هو الهدر في الطاقات البشرية المتاحة، فكيف لمجتمعاتنا أن تنهض وهي لا تستثمر نصف مواردها البشرية الكامنة والمتمثلة بالمرأة وطاقتها الانتاجية؟
ودعت برّي إلى زيادة الوعي المجتمعي لترسيخ ثقافة العمل والإنتاج لدى المرأة، والحدّ من ثقافة الاعتماد على الغير في تلبية احتياجات الفرد. والاهتمام ببرامج التدريب لرفع مستوى أداء المرأة في كافة مجالات العمل والاستمرار بهذه البرامج لضمان ديمومة التألق والعطاء والإبداع. كما دعت إلى تشجيع تأسيس الجمعيات التعاونية، خصوصاً الجمعيات المتخصّصة في مجال التسويق وتوعية المرأة على مفهوم التشبيك مع الجمعيات المماثلة لها في المناطق الأخرى ومع الهيئات الاقتصادية وسواها.
واختُتم الاحتفال بتوزيع الشهادات على المتدرّبات، وبزيارة إلى مركز البلدية.