انتكاسةٌ بيضاء
لم يبقَ شيء ليحبّوهُ هنا
المزهريّات فرغت من الصبح
ورائحة البخّور التي كانت حريراً
على عري القداسة
صارت بيضاء فارغة
ككفن
كلّهم ماتوا
وكلّ موتٍ طُرِّز
على كفني بلونٍ فاقعٍ
كأنّهم جميعاً
لم يكتشفوا بعد
أنّ البياض مثل العتمة
نرجسيّ أعمى
يزمجر في السكوت
الذي يلي العاصفة
لم يبقَ شيء
ليؤمنوا به هنا
أرحامي انتُزِعَت
من أحشائي
ورُمِيَت في المجهول
ليبحثَ كلّ منها
عن رجلٍ زَرَعَها
كأنّ الأرحام بنات الرجال
أو كأنّه حُكِمَ على البذور
أن تبحث عن يدٍ رَمَت بها
إلى أرضٍ
بلا اسمٍ احتضنتها
تبّاً لصِلات الدم
أقول في استسلامي
كلّهم راحوا يتفاقمون
فواجع تبدّدت
فالعمالقة مثل الأقزام
لا يُرَوْن إلّا
من أعلى قمم القصص الطائرة
اليوم لا قدرة
لموتي على الطيران
لا قدرة له
على رؤية ما يفوق بياضَه
وحدُه موتي يرى موتي
بلا شبيهٍ لكليهما
أيّها الصبح الهارب
من مزهريّاتي
أيّها البخّور الكافر بالمعابد
أيّها الراحلون لأنّه
لم يبق شيءٌ لتحبّوه هنا
يا أطفالي المشرّدين
أعلم أنّكم
في الوقت الذي أتذمّر فيه
من عمى هذا الموت
تردّدون في سرّكم:
تبّاً لصلات الأرحام!
زنوبيا