عبد الله خالد يوقّع «مستقبل طرابلس… مدينة منكوبة أم عاصمة اقتصادية»

وقّع عبد الله خالد، رئيس «منتدى الحوار الوطني الديمقراطي»، مدير «المركز الوطني للإحصاء والتوثيق والبحوث التنموية»، في إطار فعاليات معرض طرابلس الثالث والأربعين للكتاب، كتابه الجديد «مستقبل طرابلس… مدينة منكوبة أم عاصمة اقتصادية»، في جناح «الرابطة الثقافية» في معرض الرئيس الشهيد رشيد كرامي الدولي.

يقع الكتاب في 480 صفحة وهو من إصدار «المركز الوطني للإحصاء»، وقدّم له رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، ويحتوي على شهادات رئيسَي البلدية السابقَين المهندس عامر الطيب الرافعي، الدكتور نادر الغزال، الوزير السابق سامي منقارة، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي، الدكتور نزيه كبارة، الأب ابراهيم سروج.

راجع الكتاب الدكتور نزيه كبارة والدكتور خضر خضر الذي أشار إلى أهمية الكتاب، لأنه يقدّم صورة شاملة وموجزة عن تاريخ طرابلس وحضارتها وثقافتها وعمرانها وزراعتها وصناعتها الحرفية وموقعها الجغرافي، الذي يجعل منها بوابة وميناء للدخول إلى قلب المشرق العربي، ويرسم الأطر ويحدّد المقومات والوسائل التي يمكن الاستناد إليها في عملية النهوض وخلق حالة تنموية. وبذلك يصبح الكتاب وثيقة ومرجعاً يسلط الأضواء على جوانب محدّدة من حياة طرابلس تساعد الباحث الراغب في المساهمة بنهضة المدينة وتطورها وصولاً إلى تحويلها من مدينة منكوبة إلى عاصمة اقتصادية قادرة على المساهمة في بناء الوطن إذا ما توفّرت الإرادات والنوايا الصادقة لذلك.

توزّع الكتاب على تسعة فصول ومجموعة من الملاحق لخّصت الندوات التي نظّمها المركز لتسليط الضوء على ما هو مطلوب لاستعادة طرابلس عبر موقعها المتميز لدورها ووظيفتها كمدينة مركزية في لبنان والمنطقة. وركز القصل الأول «طرابلس بين الماضي والحاضر» على دور طرابلس في العهود: الفينيقي، الفتح العربي، الفتح الإسلامي، وحروب الفرنجة، العثماني، الانتداب الفرنسي، ودولة الاستقلال بعهودها المتعددة وانتفاضة 1958 والحرب الأهلية ودولة الطائف. أما الفصل الثاني فقد حمل عنوان «الواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي»، فيما حمل الفصل الثالث عنوان «الحضارة والعمران في طرابلس». وركّز الفصل الرابع الذي حمل عنوان «المجتمع النهري وساحة التلّ» على أن طرابلس حملت مقوّمات المجتمع النهري، وأنّ ساحة التل شكلت فرصة لنقل المدينة من المجتمع التقليدي الصرف إلى عصر الحداثة وأدى الى تحول ديمغرافي تجسد في أشكال متعددة ومتنوعة. وشكل الفصل الخامس البداية المنطقية لعملية التحول الذي حمل عنوان «معوقات ومقومات النهوض باقتصاد المدينة»، وقد تم تحديد المعوقات التي يأتي في مقدمتها انعدام دور ووظيفة المدينة كنتيجة طبيعية لسياسة تهميش الموقع وغياب الاهتمام الحكومي بإقامة المشاريع التنموية الحقيقية التي تكرست في اتفاق الطائف عبر إقرار مقولة الإنماء المتوازن التي ما زالت حبراً على ورق ولم تأخذ طريقها إلى حيّز التنفيذ انطلاقاً من ان سياسة التهميش استبدلت يسياسة التسويف والمماطلة وإفراغ القوانين التي تسن من مضامينها. أما العائق الثاني فيتجسد في حالة التشرذم التي لم تفلح كل المحاولات في تفكيكها أو التخفيف من وطأتها وصولاً إلى حالة تحمل في طياتها حداً أدنى من التوافق. أما العائق الثالث فيتجلى بعدم وجود خطة واضحة تنطلق من رؤية محددة تتصدى لمشكلات اليوم ومعضلات المستقبل بكل ما تحمله من تغييرات يفرضها التطور. والواقع إننا لا نفتقر إلى وظيفة محددة نسعى لتحقيقها بل إنه لا يوجد أي تصور يفترض أن نعمل على تحقيقه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى