لماذا سقط شباب الساحل إلى «الثانية»؟
منذ آخر سقوط لفريق شباب الساحل إلى الدرجة الثانية منذ أكثر من 11 عاماً والساحل يفرض نفسه رقماً صعباً بين فرق المقدّمة، فهو ومنذ صعوده الأول إلى دوري الأضواء في العام 1985 تجرّع كأس السقوط ثلاث مرّات، من ضمنها سقوطه بالأمس بعد خسارته في المرحلة 22 أمام الإخاء الأهلي عاليه بنتيجة 1 ـ 2 على ملعب العهد. وفي السقوطين السابقين كانت تتنوّع الأسباب وتختلف وجهات النظر، وأحياناً كانت حسابات الفرق الأخرى فيما بينها تنعكس على مسيرته سقوطاً، حتى وصل الأمر عند بعض المتشائمين من أنصاره إلى اعتباره الحلقة الأضعف بين فرق الدوري… عفواً أيها الحبّة، فالسقطة الثالثة، والأخيرة إن شاء الله، تُظهر بأنّ أسباباً عدّة تراكمت وأدّت لاحقاً إلى وقوع الكارثة، ووقوف «الأزرق» في المركز الحادي عشر قبل الأخير قبل ختام الدوري، ومن أبرز الأسباب نقرأ:
أولاً: الأزمة الإدارية التي تركت آثاراً سلبيّة على استعدادات الفريق للموسم الحالي، وتعاقداته مع اللاعبين الأجانب والمحليّين الجدد، وهذا ما أدّى سريعاً إلى استقالة المدرّب سمير سعد، بعد مرحلتين فقط من انطلاق البطولة.
ثانياً: غياب المهاجم الصريح والهدّاف عن الفريق، الذي طالما نجح في فرض سيطرته على أجواء بعض المباريات، لكن من دون أن يتوّج ذلك بتسجيل الأهداف. وبالرغم من أنّ المدرّب مالك حسون ترك بصماته الإيجابية على الفريق، فإنّ الساحل بقيَ عاجزاً عن فكّ شيفرات دفاعات منافسيه في كثير من المباريات، وآخرها المباراة الختامية مع الإخاء، حيث سيطر بشكل كلّي على الشوط الثاني، ولكن من دون خطورة حقيقية على مرمى الفريق الجبلي.
ويتجلّى الضعف الهجومي للساحل من خلال أرقامه هذا الموسم، إذ لم يسجّل سوى 21 هدفاً في 22 مباراة، وهي نسبة ضعيفة للفريق الذي خسر أحد أهم أوراقه الهجومية بتخلّيه عن مهاجمه الفلسطيني الهدّاف وسيم عبد الهادي لمصلحة التضامن صور، وهدف وسيم في مرمى الساحل في الأسبوع العشرين كلّف الفريق المزيد من هدر النقاط.
ثالثاً: إخفاق أجانب الساحل ذهاباً، قبل أن يستبدل اثنين منهم في مرحلة الإياب، حيث استغنى عن اللاعبين المالي عبد الله كانوتيه والغاني روبيرو ساليفو، واستقدم بدلاً منهما فوسيني نوهو ودوغلاس نيكروماه من غانا، والأخيران قدّما عروضاً جيّدة إلى جانب يعقوبو.
رابعاً: عانى الساحل بسبب عدم وجود دكّة بدلاء تحاكي مستويات الأساسيين، ونظراً لعدم وجود البديل المناسب في بعض المراكز، غالباً ما اضطرّ مدرّب الفريق مالك حسون إلى اشراك اللاعبين الشباب ضمن الفريق الأول، وذلك في إطار بناء الفريق من جديد بعد رحيل عدد كبير من اللاعبين عن صفوفه.
وللأمانة أيضاً، فقد برز في صفوف الفريق أكثر من لاعب شاب، على رأسهم الحارس علي حلال وقلب الدفاع حسين الدر وحسن كوراني وعباس عاصي والجناح الموهوب محمد سالم.