حملة تطهير واسعة في تركيا بعد فوز أردوغان في الاستفتاء

اعتقلت السلطات التركية أمس، أكثر من ألف شخص خلال حملة تطهير جديدة ضدّ المشتبه في تأييدهم الداعية فتح الله غولن، وذلك بعد عشرة أيام من فوز الرئيس رجب طيب أردوغان في استفتاء حول تعزيز صلاحياته.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن وزير الداخلية سليمان صويلو قوله «أطلقت عملية هذا الصباح في 81 محافظة، وهي مستمرة، وفي هذه الأثناء التي أتحدّث فيها، تمّ إيقاف 1009 مشتبه فيهم في 72 محافظة».

وأضاف أنّ «هذا إجراء ضروري لصالح الجمهورية التركية وهدفها تطهير صفوف الشرطة من العناصر التي يُشتبه في تأييدها غولن».

وقال الوزير: «إن الخطوة الأهم في الجهود المبذولة هدفها تحديد وتدمير هيكلية تسرّبت إلى شرطتنا وتسعى للسيطرة عليها من الخارج، لقد تمّ الانتهاء منها صباح أمس».

وتتّهم السلطات التركية غولن بالتخطيط لمحاولة انقلاب فشلت في 15 تموز فيما ينفي أيّ دور له فيها.

وتأتي حملة التطهير الواسعة التي شارك نحو 8500 شرطي قبل ثلاثة أسابيع من زيارة مهمة يقوم بها أردوغان إلى الولايات المتحدة، حيث ستشكل المطالبة بتسليم غولن الذي يعيش في منفاه هناك منذ عام 1999 أحد أبرز عناوينها.

ولطالما طالبت الحكومة التركية الولايات المتحدة بتسليمها غولن.

وتأتي المداهمات غير المسبوقة خلال الأشهر الأخيرة عقب فوز أردوغان بفارق ضئيل في استفتاء في 16 نيسان على تعديلات دستورية توسِّع صلاحياته، الأمر الذي يثير المخاوف من نزعة تسلطية.

وأشارت الأناضول إلى «إصدار مذكرات اعتقال بحق 390 مشتبهاً به في اسطنبول وحدها».

وفيما حظي معسكر «نعم» على 51,41 بالمئة من الأصوات، قال معارضو التغييرات إنّ «النتيجة كانت لتكون معكوسة لو أنّ عملية التصويت كانت نزيهة».

وتعتبر أنقرة حركة «خدمة» التي يقودها غولن «منظمة إرهابية»، رغم أنّ المجموعة تصرّ على أنها حركة سلمية تدعو إلى الإسلام المعتدل.

ذكرت وسائل الإعلام التركية «أنّ آلافاً عدة صدرت بحقهم مذكرات توقيف في هذه العملية المشتركة من الشرطة وأجهزة الاستخبارات»، وأشارت صحيفة «حرييت» إلى «لائحة تتضمّن 7000 اسم».

وتتهم السلطات التركية غولن، الحليف السابق للرئيس أردوغان، بتزعُّم «منظمة إرهابية» تسللت الى المؤسسات بهدف بناء «دولة موازية».

وحلّت تركيا في المرتبة 155 من أصل 180 في ترتيب لحرية الصحافة للعام 2017 نشرته منظمة مراسلون بلا حدود التي تشير إلى «مطاردة وسائل الإعلام المنتقدة».

وبعد فوزه في الاستفتاء على تعزيز صلاحياته، يُعرب معارضو أردوغان عن الخشية إزاء انحراف تسلّطي جديد للسلطات التركية.

وتأتي حملة التطهير الجديدة غداة شنّ سلاح الجو التركي غارات على مواقع كردية في شمال شرق سورية وفي منطقة سنجار في شمال غرب العراق والتي أوقعت أكثر من ثلاثين قتيلاً.

وعبّرت الولايات المتحدة عن «قلقها العميق» إزاء القصف التركي. لكن أنقرة أكّدت أمس «أنها أبلغت واشنطن مسبقاً بالضربات».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى