ديمقراطية قديمة

بلال شرارة

ربما سننتظر بضعة أسابيع أو أشهر قبل أن تنجز الديمقراطية اللبنانية معجزتها وهي ستكون قد اكتسبت الخبرات اللازمة من الانتخابات الفرنسية والإيرانية والجزائرية وربما البريطانية المبكرة.

حتى الان نحن مشتّتون في الاختيار بين الأكثري والنسبي، والتأهيلي وبين بين… حتى الآن نحاحي ونبيّض كلّ يوم مشروع أو اقتراح قانون لنجري على أساسه الانتخابات النيابية، وحتى الآن نطرح لاءات لا تشبهها سوى لاءات قمة الخرطوم العربية: لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض ترى أين كنا وأين اصبحنا؟ الآن لبنانياً لا فراغ لا تمديد لا قانون…

أنا لستُ خائفاً على اللبنانيين، غداً سيجترحون قانوناً أبيض وعيونه زرق، أو أسمر لا فرق، قانوناً تصفق له الكنيسة والمسجد وجمهور الناس، وستتمّ إعادة إنتاج النظام الديمقراطي البرلماني!

يا أخي نحن الناس لا نعرف معنى الكلمات الكبيرة الجاري استخدامها: نظام، برلماني، ديمقراطي، انتخابات، نسبي، تأهيلي، أكثري، أرثوذكسي… والاحتكام إلى الدستور.

كلّ ما نعرفه هو أنّ شكل البرلمان المقبل سوف لا يختلف عن شكل البرلمان الحالي كثيراً، بعض الوجوه، قليلاً من الوجوه ستختفي، ستجري الانتخابات على حسابها لتمكين القوى البرلمانية من الإمساك برقابنا، كما هي عليه الحال اليوم ولكن… الواقع هو أنّ الديمقرطية ستكون الغائب الأكبر، وبالتالي فإنّ السلام الأهلي سيكون مهدّداً وسنكون في لبنان جمهورية لجمهوريات كثيرة مستقلة كهربائياً وخدمياً وتأتي جميعها إلى عاصمة سياسية موحّدة.

– -2

وتحتمي بجيش واحد، ولكن تقيم أمنها الذاتي ولديها مدارسها وجامعاتها ومستشفياتها ومغترباتها وانتماءاتها الإقليمية والدولية.

سوف لا يعترف أحد من قادتنا غداً بما آلت إليه أوضاعنا وبالمسؤولية عن حال القلق والتوتر والإحباط الذي نعيش فيه، وسط غياب فرص العمل وزيادة أعداد الناس التي تقع تحت خط الفقر.

أنا أعترف أنني لا أصدق الاتصالات الجارية لقوننة الانتخابات المقبلة، وأشعر أنه في لحظة ما سيأتي اتصال هاتفي يوحي للفرقاء بـ التخريجة المفترضة للقانون ! الانتخابي.

أنا أستبعد إنتاج قانون عصري حديث من جيل أبنائنا… أساساً لا يشارك أحد من أبنائنا في عملية صنع القانون ولا يوجد في اقتراحات او مشاريع القوانين ما يستدعي مشاركة أبنائنا في إنتاج الحياة: السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية، كما لم يلتفت أحد بالمعنى الواقعي لمشاركة المرأة.

تُرى على ضوء الانتخابات المقبلة عن أيّ لبنان سنتحدث؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى