معلوف: مشروع إنساني سنعمل لتعميمه في بلداتنا وقرانا عز الدين: الهدف دعم المرضى وعائلاتهم وصون كرامتهم وحقوقهم

بدعوة من جمعية الرابطة الأخوية في مجدلبعنا وبالتعاون مع جمعية سند للرعاية التلطيفية، أقيمت ندوة بعنوان «العناية التلطيفية home hospice care»، حاضرت فيها الناشطة الاجتماعية ديما عبد الخالق معلوف، رئيسة جمعية سند لبنى عز الدين، المديرة الطبية في جمعية سند الدكتورة سلام جلول والمديرة التمريضية زينب زيبارة.

حضر الندوة رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق محمود عبد الخالق وعدد من أعضاء المجلس القومي، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء نهلا رياشي، السيدة ماجدة المشنوق عبد الخالق، رئيس بلدية مجدلبعنا روزبا عبد الخالق وعدد من أعضاء المجلس البلدي، مختارا مجدلبعنا علي عبد الخالق وماهر عبد الخالق، مدير التحرير المسؤول في جريدة «البناء» رمزي عبد الخالق، مديرة ثانوية مجدلبعنا الرسمية ريما عبد الخالق ومديرة المتوسطة الرسمية أمال عبد الخالق وأفراد الهيئة التعليمية، رئيس جمعية الرابطة الأخوية خضر عبد الخالق وأعضاء الهيئة الإدارية.

كما شارك عدد من مسؤولي الأحزاب والقوى السياسية فحضر مدير مديرية مجدلبعنا في الحزب السوري القومي الاجتماعي إياد عبد الخالق وأعضاء هيئة المديرية، مدير فرع الحزب التقدمي الاشتراكي رشيد عبد الخالق، ممثل الحزب الديمقراطي اللبناني زياد عبد الخالق، فاعليات طبية وتربوية وناشطون من المجتمع المدني وحشد من المواطنين والمهتمّين.

استهلت الندوة بكلمة تعريفية ألقتها مواهب عبد الخالق وقالت فيها: الإنسان منذ أن يبصر النور وحتى رحيله، لا بدّ له من معين يرعاه، وينشئه في محطات حياته، فهو بحاجة أكيدة إلى الأمّ والأب، ثمّ إلى المدرسة… هذا إذا كان الإنسان سليماًً معافى… لكن من منا يضمن أو حتى يعرف ماذا ينتظره في الآتي من الأيام؟

من هنا كان التضامن الاجتماعي والإنساني من أهمّ الأسس التي تخفّف المعاناة وتساهم ولو في جزء يسير من العون والسّند لكلّ إنسان مريض. ولهذا السبب بالذات تنطلق المبادرات الخيرية الناشطة في محاولة لتعويض تقصير السلطات العامة وتقديم ما أمكن من رعاية لمن يحتاجها.

وفي هذا الإطار تحتضن جمعية الرابطة الأخوية كلّ النشاطات الاجتماعية والإنسانية التي تعود بالخير على الجميع… هذا المكان الذي يتجلّى فيه التلاقي الإنساني البنّاء في شتى الميادين الاجتماعية والفنية والثقافية والأهلية بما يدعم كلّ نشاط إنساني خيري في سبيل بناء المجتمع وراحة أبنائه.

جمعية الرابطة الأخوية

وألقى عضو الهيئة الإدارية في جمعية الرابطة الأخوية جميل عبد الخالق كلمة باسم الجمعية رحب في بدايتها بالحاضرين جميعاً، وخصوصاً المسؤولين عن جمعية سند، هذه الجمعية الحديثة العهد التي سجّلت رقماً قياسياً في تقديم الخدمات التلطيفية لأفراد عاشوا ويعيشون بيننا وهم بأمسّ الحاجة إلى كلمة ترفع من معنويّاتهم ومجهود يضع بسمة رضا على شفاه مريض مصاب بمرض عضال.

وأشار إلى أنه تحت شعار «كون سند» قام العدّاء علي القضامي بـ»رحلة لا نهاية»، التي تشكّلت على هيئة رمز اللانهاية، قناعة من إدارة جمعية سند بثوابت أنّ الحياة حقّ لكلّ فرد، وبشكل خاص هؤلاء الذين يحتاجون إلى اهتمام مضاعف من أجل عيش كريم في ظروف مرضيّة صعبة.

وإذ ترسم جمعية سند بسمة الأمل على شفاه المريض وأهله على السّواء، فإننا ننحني احتراماً لهذه الجمعية وأعضاء إدارتها، ويسرّنا الترحيب بهم في دار جمعية الرابطة الأخوية مجدلبعنا، لإفادتنا عن نشاطاتهم ورسالتهم ومهامهم الاجتماعية الخيرية.

معلوف

وألقت الناشطة الاجتماعية ديما عبد الخالق معلوف كلمة استهلتها بتوجيه الشكر لجمعية الرابطة الأخوية، رئيساً وأعضاء، وكلّ من ساهم في التحضير لهذه الندوة. وقالت: سنوات طويلة مرّت على هذا المكان، حفظت بين طيّاتها صوراً حملت الفرح إلى الكثيرين، وصوراً ما زالت تنبض فيها ذاكرتنا، وتحيي ذكرياتنا بلوحات اجتماعية فنية وإنسانية أثمرت تلاقياً وإنماء… في المقابل، شهد هذا الصرح ويشهد وداع أحبة لن يعودوا… لكنّ ذكراهم لن تزول ولن تنطفئ… وعند حافة العمر، نجد من ليس لهم سنداً وهم الذين قدّموا لنا ربيع الحياة، فكيف لنا أن نتركهم في خريفها؟

أضافت: نجتمع اليوم للحديث عن العناية التلطيفية Home Hospice Care، وهي حاجة كلّ مدينة وقرية لتعنى بالمرضى في آخر أيامهم. تعرّفت إليهم منذ سنة تقريباً، عندما ساء وضع والدتي، وبعدما صارحني الأطباء بحالتها وقالوا يُستحسن نقلها إلى البيت أفضل لراحتها ما في شي بقى قادرين نعمله .

باختصار، جمعية سند، سند لكلّ من يحتاجها، ومرشد صحيّ نفسي واجتماعي للمريض ولمن يعتني به، ولكي نستمرّ في عطاءاتنا ونجني ثمار الفرح، علينا ألّا نقف مكتوفي الأيدي، وأن نتضامن في ما بيننا كلّ حسب قدراته وفي مجاله، لأنّنا نملك جميعاً روح العطاء والخير، نحن هكذا ترابنا مجبول بالمحبة.. باسم الذين أصبحوا تحت التراب جميعاً وهم بيننا دائماً، معاً سنزرع بسمة الأمل ونمسح دمعة الألم، لكلّ شخص محتاج في ضيعتنا. هذا المشروع قديم جديد، وقد أتت الظروف الآن لتحقيقه، خاصة بعد فقدان الوالدة وما مرّ عليها من مراحل صعبة في حياتها.

وتابعت: أعدك يا أمي أن أظلّ بين الأهل والأقارب، وأنقل تجربتي معك إلى كلّ مريض. سنحاول جميعاً تأمين كلّ الحاجيات الضرورية له، إن كان عجوزاً أو شاباً، مهما كانت انتماءاته المعتقدية، السياسية، الاجتماعية أو الدينية، وذلك طبعاً بدعم من البلدية والجمعيات الأهلية والخيّرين في بلدتنا، وأيضاً بمساعدة الوزارات المختصة، كالصحة والشؤون الاجتماعية وبعض المؤسسات الإنسانية التي لنا باع طويل معها. وعند التوافق والرضى في ما بيننا، يتحوّل كلّ حلم إلى حقيقة، خاصة عندما يكون مشروعاً إنسانياً بامتياز، والهدف الأسمى.

انطلاقاً من مقولة إنّ ما يجمعنا أكثر بكثير ممّا يفرّقنا، نحن على أمل المسير بهذه المهمة لنشر الوعي الصحي والإنساني، فيعمّ المشروع قريتنا وقرى أخرى… ويداً بيد نزرع بذرة من نقاء، لتثمر خيراً وصفاء…

عزالدين

بعد ذلك قدّمت معلوف رئيسة جمعية «سند» لبنى عز الدين قائلة: هي السيدة التي حملت مشعل العطاء مع زميلاتها، إنسانية، معطاءة إلى أقصى الحدود، عفوية شفافة تعطي من دون منّة، وأريد قولها على الملأ: نتمنى من الجميع مساعدتنا وزميلاتي في «سند»، لنزرع غرسة الأمل في قلوب المتألّمين منّا، وأن تكونوا السند الآمن، لنستشرف سويّاً سبل التعاون معاً نحو مجتمع إنساني أفضل…

وقد خصصت عز الدين كلمتها للتعريف بجمعية سند وتأسيسها وإنجازاتها وبرامجها الحالية وأهدافها المستقبلية، وقالت إنّ الجمعية تأسّست في كانون الثاني 2010 لتوفّر ما يعرف بـ «العناية التلطيفية أو Hospice Care»، وهي العناية بالأشخاص ذوي الأمراض المستعصية الذين لا أمل لهم بالشفاء منها، والذين قرّروا مع طبيبهم وعائلتهم تمضية ما تبقى لهم من الحياة في راحة منازلهم. تسعى سند إلى منح الرعاية الصادقة لهؤلاء المرضى وعائلاتهم من خلال توفير حياة ذات نوعية تصون كرامة المرضى وعائلاتهم.

كما تهدف جمعية سند للعناية التلطيفية في لبنان إلى دعم المرضى الذين يعانون من مرض عضال، وتسعى إلى صون كرامة المريض وعائلته، والإصرار على حقهم بنوعية حياة كريمة.

وتابعت عز الدين: تقدّم جمعية سند للعناية التلطيفية الدعم الطبّي والتمريضي والنفسي والاجتماعي للمريض وعائلته في المراحل الأخيرة من المرض، وذلك في راحة منازلهم بين أهلهم ومحبّيهم. وتقدّم سند هذه العناية التلطيفية للمريض وعائلته، من دون مقابل، وبغضّ النظر عن الجنسية، الدين، نوع المرض، أو القدرة على الدفع.

أضافت عز الدين إنّ جمعية سند تدعم المرضى وعائلاتهم من خلال فريق متخصّص بالرعاية التلطيفية مؤلف من ثلاثة أطباء وأربع ممرّضين وبدعم من معالجة نفسية وآخرين يعملون في العمل الاجتماعي والروحاني، وغيرها من الاختصاصات التي نستعين بها حسب احتياجات كلّ مريض وعائلته.

كذلك يعمل فريق سند على:

ـ تقييم الحالة الصحية للمريض وتقديم الرعاية الطبية والاجتماعية في المنزل بالتنسيق مع الطبيب الأساسي للمريض.

ـ تحديد حاجات وأولويات المريض وعائلته.

ـ التعامل مع الآلام والأعراض التي يعاني منها المريض.

ـ تأمين الأدوية والمعدات والتجهيزات الطبية.

ـ تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي.

ـ تمكين أعضاء العائلة ومقدّمي الرعاية من القيام بدور فاعل في رعاية المريض.

ـ تقديم الدعم النفسي والمعنوي خلال كامل مرحلة الحداد.

وتستند جمعية سند على المبادئ التالية:

ـ التواصل الصادق وتشارك المعلومات.

ـ المساعدة في اتخاذ القرارات الهامة.

ـ احترام المعتقدات والقيم والعادات.

ـ حماية وصون حقوق المرضى.

ـ حماية خصوصيات المرضى وعائلاتهم.

وقدّمت عز الدين بعض الإحصاءات فكشفت أنّ جمعية سند اعتنت منذ تأسيسها حتى نهاية 2016 بـ260 مريض وأسرة، فيما الحاجة مستمرّة وفي ازدياد…

وللمزيد من المعلومات عن جمعية سند يمكن زيارة موقعها على شبكة الانترنت على العنوان:

www.sanadhospice.org.

البريد الالكتروني: info sanadhospice.org

الهاتف: 752142/01 ـ 587941/71

جلول وزيبارة

بعد ذلك قدّمت المديرة الطبية د. سلام جلول والمديرة التمريضية زينب زيبارة عرضاً مفصلاً بالأرقام عن الحالات التي اهتمّت بها جمعية سند، وقدّمت لها الدعم والمساندة من جميع النواحي الطبية والعلاجية والنفسية والاجتماعية، لأنّ العناية التلطيفية لا تقتصر فقط على العناية بالمريض، إنما تشمل أيضاً الاهتمام بعائلته وأهله…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى