بقرادونيان: نضال الشعوب يستمرّ ما دام الإجرام مستمراً
أكد الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان أن القضية الأرمنية قضية حيّة تعيش، لأن وراءها شعب يناضل ويكافح.
كلام بقرادونيان جاء خلال إحياء حزب الطاشناق في جبيل ذكرى شهداء الإبادة الجماعية الأرمنية في ساحة الشارع الروماني وسط المدينة سبقته مسيرة بالمشاعل من نادي الأرمن حتى مكان الاحتفال.
وشدّد على أن جريمة إبادة الشعب الأرمني جريمة مستمرّة الى يومنا هذا، فتداعيات المذابح والترحيل والإرغام على تغيير الدين ونتائج التشريد وتغيير هوية الأراضي المحتلة وإنشاء الشتات الأرمني عناصر تؤكد أن الجريمة لا تزال مستمرة وستستمر حتى اعتراف الدولة التركية الحديثة بالجريمة والاعتذار والتعويض وإعادة الأراضي».
وقال: «لا يمكن لتركيا الادعاء بحقها في الأراضي الأرمنية المحتلة او المطالبة بها بموجب القانون الدولي، بناء على أن الذي يأتي طلباً للعدل يجب أن يكون طاهر اليدين، وتركيا ليست طاهرة اليدين. تركيا الحديثة تتحمّل المسؤولية الكاملة على اساس معاهدات برلين 1878 وسيفر 1920 ولوزان عام 1923. إنها تتحمّل المسؤولية لأنها قامت بالإخلال بواجب الحماية وقامت بحيازة ومصادرة أملاك تعود للأرمن، فالمسؤولية تتحمّلها بموجب قرارات عصبة الأمم وميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان وفي انتهاك القانون الدولي في الميثاق الوطني التركي وفي الاستمرار في المذابح في الجمهورية التركية وفي جرائم الحرب أثناء الحرب العالمية الاولى وحرب 1920 بين تركيا وأرمينيا، وفي الترحيل بقوة السلاح الذي استمر حتى 1929، وفي خرق بنود حماية الأقليات في معاهدة لوزان، وفي الاستمرار في مصادرة واحتلال الأملاك العامة والخاصة العائدة للكنيسة الأرمنية ولأشخاص أرمن.
وأكد أن قضية الأرمن هي قضية كل إنسان لا يزال في قلبه ذرة من الإنسانية. دول العالم وخاصة تلك التي تنادي بمبادئ جميلة ورنّانة مسؤولة عن استمرار الجريمة، مدعوة للاعتراف بجريمة إبادة الأرمن وبمسؤولية تركيا عن تلك الإبادة ليس إرضاء للشعب الأرمني بل إرضاء لشعوبها ومبادئها ومصداقية مواقفها. فاعتراف الدول بجريمة إبادة الأرمن ليس منّة منهم بل واجبهم، وهم مُجبَرون على ذلك، وعلى تركيا أن تعترف بجريمة الإبادة والكفّ عن إنكار الجريمة وكأنها لم تحصل.
ودعا الدول العربية إلى الاعتراف بجريمة إبادة الشعب الأرمني وبمسؤولية تركيا في تلك الجريمة، فالشعوب العربية عاشت الاستبداد والظلم والقهر العثماني ودفعت الثمن باهظاً. أربعة قرون من الاحتلال وقتل المسلمين والمسيحيين على السواء في سورية وفلسطين والعراق ولبنان والمناطق العربية الأخرى، والمجاعة ومشانق 6 أيار في بيروت ودمشق وجريمة سيفو لإخواننا في المصير من السريان والكلدان والأشوريين الى سفر برلك في الأقطار العربية الى قتل الشعب العربي في الاسكندرون واحتلالها الى قتل الأكراد وتشريدهم، يجعل من قضية الإبادة قضية عربية أرمنية واحدة أكبر وأقوى بكثير من المصالح والتسويات السياسية والتحالفات المرحلية مع دولة قامت على أشلاء الشهداء الأبطال وأبقت على تحالفاتها مع العدو «الإسرائيلي»، رغم استغلال بعض المواقف المسرحية الاستعراضية والبالونات الفارغة».
وتابع: «هذه الإبادة مستمرة اليوم بحق الشعوب العربية. سقط القناع التركي العثماني الإرهابي المزيّف وأصبحت تركيا المنصة المتقدّمة في الحروب التكفيرية على العرب وشعوب المنطقة».
وختم بقرادونيان: «أمام ذكرى الشهداء، شهداء الحق والحقيقة، نقول إن نضال الشعوب يستمرّ ما دام الإجرام مستمراً».
ألقت الدكتورة ليلى نقولا الرحباني كلمة قالت فيها: العثمانية ساهمت في إبادة الأرمن والسريان والأشوريين والكلدان والروم اليونانيين واللبنانيين والعراقيين والسوريين وحتى أهل المدينة المنورة في السعودية.
أضافت: «اما في الداخل التركي، فمنذ تأسيس الدولة التركية على يد كمال اتاتورك عام 1923، حصل العديد من الانقلابات العسكرية، تقريباً كان يحصل انقلاب عسكري كل عشر سنوات، ولكن منذ مجيء حزب العدالة والتنمية عام 2002، كان هناك نوع من الاستقرار السياسي والاقتصادي لغاية التدخل التركي في سوريا، والانقلاب الذي حصل عام 2016. يخطئ من يعتقد أن الاستفتاء وقيام أردوغان بفرض قبضة حديدية على تركيا، يعني استقراراً وازدهاراً. قد يكون هناك استقرار مفروض بالقوة على المدى القصير، لكن الاستفتاء وسياسات الإقصاء والانتقام التي يمارسها الى انقسام اجتماعي. فلقد خسر أردوغان في المدن الكبرى، وربح في المناطق الريفية، وخسر الأكراد والأقليات غير التركية، وخسر المجموعات الشبابية المثقفة والمتعلمين، وربح بأصوات غير المتعلمين، السنة والأرياف».
وتابعت: «نجاح أردوغان في فرض التعديلات التي تعطي صلاحيات استثنائية للرئيس، ستدفعه من اليوم فصاعداً للقيام بإضعاف المجتمع المدني، محو التوجهات العلمانية للدولة، إضعاف الجيش، فرض سيطرته المطلقة على الدولة والحزب. سيستمر أردوغان في سياساته الإقصائية ضد المعارضة والإعلام المناهض لسياساته، كما سيستمر باستخدام القوة العسكرية في المناطق الكردية».
وختمت: يمارس أردوغان اليوم ممارسة السلاطين العثمانيين نفسها، سياسات كم الأفواه، وتقييد الحريات واستخدام الدين لفرض النفوذ والقضاء على المعارضين وتغليب الشعور القومي المتطرف باستعادة المفردات التاريخية مثل حروب الصليبيين وتهديد أوروبا بأن تركيا القديمة سوف ينتهي عهدهم بها مع حلول عام 2023، إضعاف الجيش التركي إلى أقصى حدّ.