غدار لـ «المنار»: أميركا تسعى إلى رسم نظام عربي جديد
رأى رئيس التجمع الوطني الإسلامي لدعم خيار المقاومة الدكتور يحيى غدار، أنّ «من المضحك المبكي أنّ أميركا والمشروع الصهيوني ومعهما دول الخليج صنعوا الإرهاب ويقولون اليوم أنهم أساؤوا التقدير بعد كل الدمار في المنطقة»، مؤكدا أنّ «هذا التكتيك يدلّ على أنهم ليسوا قادرين على محاربته من دون التعاون مع أبناء المنطقة ممن يحاربون الإرهاب فعلياً في سورية والعراق خصوصا». وقال: «أميركا وحلفاؤها من العرب سيضطرون أخيراً للتعاون مع جيوش هذه البلدان ومن خلفهم روسيا وإيران».
ورأى غدار أنّ «الإرادة الدولية والإقليمية اضطرت اليوم للتوجه باتجاه تجفيف مصادر التمويل والتسليح والتدريب للإرهاب، خصوصاً بعد قرار مجلس الأمن 2178». وأضاف: «لقد سارعت أميركا إلى تغيير استراتيجيتها في المنطقة بعد اقتراب الإرهاب من كردستان العراق والقرى الكرية في سورية ودول الخليج لتحجيم «داعش» وليس القضاء عليه بحجة حماية أهل المنطقة»، مؤكداً «أنها تعمل على رسم نظام عربي جديد».
ورأى غدار «أنّ الإرهاب خلق في المنطقة لتحويل الأنظار عن الصراع العربي الصهيوني، وللترويج بأنّ هناك مشروع الصراع العربي الفارسي والشيعي -السني، و لكن بعد فشل مشروع تدمير الدولة السورية، وهزيمة الإخوان المسلمين في مصر والمنطقة ككل، وعودة مصر إلى موقعها الاستراتيجي ورفضها لنزع سلاح المقاومة في غزة، ستنتهي هذه اللعبة القذرة». وتابع: «على شعوب المنطقة بكل مكوناتها أن تعي ذلك لأنها أولاً و أخيراً هي من سيدفع الثمن».
وبخصوص ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين، رأى غدار أنّ «الجيش كان على وشك الانتصار في عرسال، و لكنّ الخطأ كان منذ البداية في انسحابه وعدم السماح له بالحسم، وتقع مسؤولية ذلك على المسؤولين اللبنانيين». وأضاف غدار: «من حقّ الأهالي أن يوصلوا أصواتهم إلى الحكومة، شرط ألا يتحول ذلك إلى ورقة لابتزاز الحكومة اللبنانية»، مؤكداً أنّ «هناك الكثير من أوراق القوة في يد الحكومة».
وأكد غدار أنّ «السكين اليوم مسلط على رقاب الجميع، وسيكون من الصعب أن يتم حسم هذا الملف، لا سيما في وجود مواقف منحازة وبيئة حاضنة من قبل قوى سياسية وخصوصاً 14 آذار وتيار المستقبل»، مطالبا القضاء اللبناني «باعتقال كل من يقف بشكل أو بآخر مع الإرهاب، وبرفع الحصانة عن النواب الذين لا يزالون يدعمون الإرهاب».
وقال غدار: «إذا لم يحسم ملف العسكريين بجدية و سريعاً فإنّ لبنان سيسير في اتجاه الكثير من المشاكل المعقدة»، مؤكداً «على ضرورة التنسيق مع الجيش السوري».