تواصل الوقفات التضامنية مع الأسرى في سجون الاحتلال «الإسرائيلي» وكلمات نوّهت بمبادرة الحص ودعت إلى نبذ الانقسامات والتمسّك بالمقاومة

تواصلت الاعتصامات والوقفات التضامنيّة مع الأسرى في سجون الاحتلال «الإسرائيلي» المضرين عن الطعام لليوم الثامن عشر على التوالي، وألقت خلال هذه الفعاليّات كلمات دعت إلى مساندة الأسرى ونبذ الانقسامات الفلسطينيّة والتمسّك بخيار المقاومة لتحرير فلسطين، كما نوّهت بمبادرة الرئيس سليم الحص بالإضراب عن الطعام أيضاً أسوةً بالأسرى.

وفي هذا السياق، زار العميد مصطفى حمدان وأعضاء الهيئة القيادية في «المرابطون»، خيمة شباب الحراك الشعبي الفلسطيني في مخيّم شاتيلا تضامناً مع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال «الإسرائيلي»، وألقى حمدان كلمة حيّا فيها الأسرى.

وأقامت جمعية «أحلام لاجئ»، «أمسية تضامنيّة» في المخيم المذكور شاركت فيها مخرجة فيلم «3000 ليلة» ميّ المصري وممثّلون عن فصائل الثورة الفلسطينية.

وألقى المدير التنفيذي لجمعية «أحلام لاجئ» صبحي عفيفي كلمة، طالب فيها «المتخاصمين من قادة الفصائل بنبذ الخلافات والتوحّد في هذه المرحلة بالذات خلف الأسرى ومطالبهم».

زوجة البرغوثي

بعد ذلك، كانت مداخلة عبر الهاتف مع زوجة الأسير مروان البرغوثي، تحدّثت فيها عن «وضع الأسرى الفلسطينيّين الذين يخوضون إضرابهم لليوم السادس عشر على التوالي، في الوقت الذي يُمنع ذووهم من لقائهم وتُتّخذ بحقّهم إجراءات تعسّفية»، مشيدةً «بتحرّك أهالي الأسرى الذين لا يتوانون لحظة عن المشاركة في أيّ فعاليّة لدعم أبنائهم».

بعدها كانت كلمة مخرجة الفيلم مي المصري، التي أكّدت أهميّة «التعرّف إلى معاناة الأسيرات الفلسطينيات في معتقلات الاحتلال».

واختُتمت الكلمات بكلمة الأسيرة المحرّرة كفاح عفيفي، طالبت فيها الجميع «بالمشاركة الحاشدة في كلّ فعاليات التضامن مع قضية الأسرى الذين يخوضون المعركة نيابة عن كلّ الشعب الفلسطيني، وعلينا أن نكون إلى جانبهم».

وقد تمّ عرض الفيلم الذي يعبِّر عن معاناة المعتقلات الفلسطينيات في معتقلات الاحتلال.

أحزاب البقاع

وعقدت الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية في البقاع لقاءً تضامنيّاً مع الأسرى الأبطال المضربين عن الطعام في سجون العدو، وأكّد المجتمعون أنّ أسرى إضراب «الحرية الكرامة» بموقفهم الشجاع والبطولي يمثّلون كلّ الشرفاء والأحرار والمقاومين في العالم.

واتّفق المجتمعون على إعلان شهر أيار شهراً تضامنيّاً مع أسرى معركة الأمعاء بمواجهة السجّان الصهيوني الظالم، الذي لا يراعي أبسط الحقوق الإنسانية في تعامله مع الأسرى والمعتقلين .

كما توجّه المجتمعون بتحية الإكبار إلى كافّة الأسرى الصامدين وعوائلهم الصابرين، مؤكّدين وقوفهم التام إلى جانبهم، داعين الشعوب العربيّة والإسلاميّة وأحرار العالم لرفع الصوت عالياً تضامناً مع الأسرى وإدانة للسلوك الصهيوني الإجرامي، المنافي للمواثيق وشرعة حقوق الإنسان والأسرى.

طرابلس

وفي طرابلس، واصل «لقاء طرابلس التضامني مع فلسطين والأسرى»، لليوم الثاني على التوالي، أنشطة الأسبوع التضامني مع الأسرى في ساحة جمال عبد الناصر- التل، في حضور حشد من الفاعليّات والمخاتير وأبناء المدينة.

وأُلقيت كلمات وجّهت التحية إلى الرئيس الحص على «موقفه الشجاع بإعلان الإضراب عن الطعام ليوم واحد».

كما حيّت الشهيد مازن المغربي الذي توفّي أول من أمس في إحدى الخيم التضامنيّة في رام الله. وأكّدت أنّ المقاومة الفلسطينية لن تتخلّى عن الأسرى، «لأنّ إطلاق سراحهم أولويّة مطلقة لديها».

واعتبرت أنّه «يجب أن تستثمر وحدة الأسرى لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتطبيق المصالحة والوحدة التامّة، وتنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه في الحوارات العديدة، وترجمة قرارات المجلس المركزي وتشكيل حكومة وحدة وطنيّة وإجراء انتخابات شاملة على أساس النسبيّة وإنهاء التنسيق الأمني مع الاحتلال وتصعيد انتفاضة القدس والضفة لتشمل كلّ الوطن المحتلّ».

بدورها، أقامت حركة «فتح» في منطقة الشمال اعتصاماً أمام مقرّ الصليب الأحمر الدولي في طرابلس تضامناً وإسناداً للأسرى، حضره ممثّلو قوى وأحزاب لبنانيّة والفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية وفعاليات وجماهير من منطقة الشمال.

بدايةً، كانت كلمة اتحاد بلديات الفيحاء ألقاها عضو المجلس البلدي محمد تامر، فوجّه التحية إلى المقاومين الذين «علّموا البشرية معنى التضحية والفداء دفاعاً عن الأرض والكرامة، معركة العزّة والدفاع عن الحقوق».

ووجّه مسؤول «المؤتمر الشعبي اللبناني» عبد الناصر المصري من جهته تحية إلى كلّ الأسرى.

وألقى كلمة الفصائل الفلسطينية أمين سرّها في الشمال أبو عدنان عودة، فاعتبر أنّ «نضال الأسرى بأمعائهم الخاوية وصدورهم العارية، إنّما هو معركة أعادت الصراع إلى مكانه الصحيح دفاعاً عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين». وأكّد أنّ «أمن المخيمات ممسوك بإجماع فصائلي، لن يسمح للخارجين عن القانون والأعراف الفلسطينية بأن يخطفوا مخيّماتنا ويدمّروا أجيالاً يجب أن تكون طليعة من أجل تحرير فلسطين».

وألقى كلمة حركة «فتح» أمين سرّها في الشمال أبو جهاد فياض، وقال: «ما زالت معركة الحرّية والكرامة التي انطلقت بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني… تواصل طريقها بكلّ عنفوان وصلابة». وشدّد على ضرورة «حفظ أمن مخيّماتنا في لبنان، التي لن تكون مأوى لأيّ إرهابي أو عابث بأمنها وبالتنسيق مع الدولة اللبنانيّة».

كذلك، أُقيمت سلسلة اعتصامات ووقفات تضامنيّة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية في طرابلس – القبة ومهنيّة الفيحاء في مدينة الميناء ومدرسة تلمعيان الرسمية، تلبيةً لنداء «لقاء طرابلس التضامني مع فلسطين والأسرى»، وفي حضور طلابي وشبابي حاشد. ورُفعت خلال الاعتصامات لافتات كُتب عليها «المقاومة الفلسطينية وُجدت لتبقى»، و«ما أُخذ بالقوة لا يستردّ بغير القوة»، و«كلّ التضامن مع أسرى الحرية الأبطال». كما

جرى خلالها حرق علم العدو «الإسرائيلي».

الجنوب

وشهد الجنوب سلسلة اعتصامات ووقفات تضامنيّة مع الأسرى. وفي هذا الإطار، نظّمت حركة «حماس» وقفة تضامنيّة في قاعة بلدية صيدا، بمشاركة عدد من الأحزاب اللبنانيّة والفصائل الفلسطينيّة وثُلّة من العلماء والمخاتير والهيئات الاجتماعية والروابط الشعبيّة والشخصيّات الرسمية والشعبية.

وتمحورت الكلمات حول عدالة قضاياهم المحقّة، والتي كفلتها كلّ الشرائع والقوانين الدولية. وحيّا المتحدّثون صمود الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية.

من جهةٍ ثانية، نظّم «منتدى الإعلاميّين الفلسطينيّين» في لبنان لقاءً تضامنيّاً مع الأسرى الفلسطينيّين، في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا، في حضور ممثّلين عن الفصائل الفلسطينية والجمعيات والمؤسسات الأهلية وفاعليّات ثقافية وأعضاء من المنتدى.

وتوجّه اللقاء بالتحية للرئيس الحص، الذي أعلن الإضراب عن الطعام تضامناً مع الأسرى، ودعا إلى أوسع حراك سياسي وشعبي وحقوقي وإعلامي لنصرة الأسرى وقضيّتهم.

كذلك، نظّم تلامذة «ثانوية المهدي» في بلدة الشرقية – قضاء النبطية، وقفة تضامنيّة مع اعتصام الأسرى والمعتقلين الفلسطينيّين رفعوا فيها اللافتات الداعمة لحقوق المعتقلين، والشاجبة «لتقاعس الحكومات والمنظّمات العربيّة عن نصرة القضية الفلسطينة وشعبها المضطهد». وكتب على بعضها «الجامعة العربية لا يوقظها إلّا المنبِّه الأميركي، ولا تغسل وجهها إلّا بدمائنا، وقبل أن يرحل والدي شهيداً قال لا تنسوا فلسطين»، و«فلسطين لو نسيك كلّ العرب، وتآمروا عليك، نحن لن ننساك»، و«أين الضمير العالمي ومنظّمات حقوق الإسنان ممّا يجري في فلسطين؟».

وامتنع التلامذة المتضامنون عن تناول الأطعمة خلال وقت الاستراحة الدراسيّة، أسوة بالمشاركين في الإضراب.

اتصالات بالحص

وفي سياقٍ متّصل، أجرى رئيس كتلة «المستقبل» النيابيّة الرئيس فؤاد السنيورة اتصالاً هاتفياً بالرئيس الدكتور سليم الحص للتنويه بالموقف الذي بادر إليه بالإضراب عن الطعام تضامناً مع الأسرى الفلسطينيّين في سجون الاحتلال.

كما اتّصل الأمين العام لـ«التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد بالحص مطمئنّاً إلى صحته، ومنوّها بـ«مبادرته الصادقة ومواقفه الوطنيّة والقوميّة والإنسانيّة الشجاعة».

وأكّد سعد في بيان، أنّ «هذه المبادرة تستحقّ كلّ التقدير والثناء، فهي تظهر عمق إيمان الرئيس الحص بعدالة القضية الفلسطينية وأهمية كفاح الشعب الفلسطيني. كما تعبِّر عن مكنون الوجدان الوطني والقومي والإنساني».

ودعا القوى الوطنية والتقدّمية في لبنان والبلدان العربية إلى «مساندة انتفاضة الأسرى، وتنظيم التحرّكات الشعبية والتظاهرات الجماهيرية الداعمة»، متمنّياً «ألّا تبقى مسيرة القوى التقدّمية في مدينة صيدا، تضامناً مع الأسرى، هي المسيرة الوحيدة على امتداد الوطن العربي».

حافظ

وجّه أمين عام المؤتمر القومي العربي الدكتور زياد حافظ رسائل إلى عدد من المسؤولين العرب والدوليّين، يطالبهم فيها بالتحرّك لدعوة مجلس الأمن من أجل عقد جلسة طارئة واتّخاذ القرارات المناسبة لإجبار حكومة الكيان الصهيوني على الالتزام بالمواثيق والقرارات الدوليّة ذات الصِّلة.

عائلة الأسير سكاف تُضرب عن الطعام

من جهتها، أعلنت عائلة الأسير في السجون «الإسرائيلية» يحيى سكاف في بيان، بدء إضرابها عن الطعام لثلاثة أيام تضامناً مع الأسرى الفلسطينيّين المضربين عن الطعام في السجون الصهيونية.

وأكّدت العائلة «ضرورة تفعيل التضامن مع قضية الأسرى المضربين عن الطعام وعموم الأسرى في السجون الصهيونية الذين يتعرّضون لأبشع أنواع العزل والتعذيب من قبل الجلّاد الصهيوني، وصمت وتواطؤ مطلق من قِبل المنظّمات الدولية التي تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان».

ودعت عائلة الأسير سكاف «الشعوب العربية إلى رفع الصوت بالمشاركة الفعّالة بالتضامن مع قضيّة الأسرى، وكسر الطوق الذي يفرضه الحكّام المنبطحين على الشعوب العربية، لأنّ التاريخ لن يرحم من يتخاذل عن نصرة فلسطين وشعبها ومقاومتها الباسلة، لأنّ التجارب أثبتت أنّ خيار المقاومة هو الوحيد القادر على مواجهة العدو واستعادة الأرض والمقدّسات والأسرى.

وأعلنت عائلة الأسير سكاف، أنّها «ستضيء النّصب التذكاري للأسير يحيى سكاف في المنية بالشموع تعبيراً عن التضامن مع قضية الأسرى، حتى تبقى قضيّتهم حيّة في وجدان أبناء أمّتنا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى