كرم: لا يمكن للظلاميّين أن ينتصروا على أبناء الحياة
تحت عنوان «ثقافة الفداء والانتصار ـ قراءة في تاريخ الأمة السورية القديم والحديث»، أقامت منفذية عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي ندوة تثقيفية إذاعية في حلبا في قاعة المنفذية، حاضر فيها ناظر الإذاعة في منفذية الكورة الدكتور هنيبعل كرم، بحضور منفذ عام عكار ساسين يوسف وعدد من أعضاء الهيئة وجمع من الطلبة والشباب.
وبعد كلمة ترحيب ألقاها ناظر التربية والشباب في منفذية عكار رؤوف نافع، استهلّ كرم الكلام بالحديث عن التراث الفكري والثقافي السوري القديم، الذي تميّز به شعبنا قبل أكثر من 8000 سنة، وما فيه من قيم إنسانية وأخلاقية وفكرية عظيمة، خلافاً للوضع الحالي حيث تسود قيم الإجرام والقتل والتكفير والإرهاب المنتجة أميركياً و«إسرائيلياً»، والتي تستهدف سحق ثقافتنا ومجتمعنا بآلة الإرهاب.
كما قدّم كرم أمثلة عن قيم الحقّ والخير والجمال التي كانت سائدة في تلك الحقبة من أدونيس في لبنان إلى دموزي وإنانا في بلاد الرافدين، والذين جسّدوا قيامة الأرض وانتصار الإنسان. لافتاً إلى أنّ هذه الثقافة الواحدة تؤكّد وحدة بلادنا النفسية والروحية وإيمانها القاطع بالانتصار الذي لا مفرّ لنا منه. وأشار كرم إلى أنّ هذا النهج الذي نحمله مستمرّ عبر التاريخ، من القائد البطل يوسف العظمة، إلى الزعيم أنطون سعاده الذي لم يطلق عليه لقب «الزعيم» عبثاً بل إنّ أفعاله ومواقفه ووجدانه القومي الحيّ، هي التي نصّبته معلّماً وقائداً وفادياً وزعيماً للأمّة، فكان النموذج الأفضل لرجال الأرض القلائل الذين عبّروا عن ثقافة الفداء.
وأضاف كرم: إنّ خير دليل على نهج الانتصار ما نراه اليوم من انتصارات يسطّرها أبناء العقيدة السورية القومية الاجتماعية الشجعان الذين يجسّدون مواقف العزّ والإباء إزاء الخطر الرهيب الذي يضرب بلادنا، من «إسرائيل» ومن الجماعات الإرهابية في العراق والشام ولبنان وفلسطين المحتلة، فهؤلاء من سمّاهم سعاده «أبناء الحياة»، لا يمكن لأبناء الظلام أن ينتصروا عليهم في معركة الحياة.
وختم قائلاً: نحن نتعلّم من تاريخنا، من أبطالنا، ومن قدوتنا، وتاريخنا القديم والحديث لم يحفظ إلا مواقف الأبطال والقادة الذين آمنوا بأنّ الحياة وما فيها ليست إلا وقفة عزّ فقط، وقفة عزّ تصنع انتصار وطن وانتصار أمّة وانتصار قيم الإنسان الجديد، إنسان سعاده الذي قال عنه إنه يحمل في نفسه كلّ حق وكلّ خير وكلّ جمال في العالم.