انحسار المخاطر عن سدِّ الموصل وهو مؤمن بالكامل بحماية «البيشمركة»
انحسرت مخاوف العراقيين من قيام تنظيم الدولة بتفجير سد الموصل الذي سيطروا عليه في الثالث من آب الماضي، وإغراق مدينة الموصل والمدن التي تقع على نهر دجلة كافة وصولاً إلى العاصمة بغداد، ما دفع العاملين في السد إلى الهروب وترحيل عائلاتهم إلى مناطق آمنة في إقليم كردستان العراق.
وزالت حدة تلك المخاوف بعد أن استطاعت قوات البيشمركة الكردية استعادة السد إثر اشتباكات عنيفة وتدخل من الطائرات الأميركية لضرب مواقع مسلحي تنظيم الدولة بالقرب منه، لكنهم يسيطرون الآن على مناطق متاخمة للسد مثل قضاء تلكيف وناحية زمار.
ويعدُّ سد الموصل أكبر سد في العراق، وهو من المشاريع الاستراتيجية، ويستخدم للري وتوليد الكهرباء إضافة إلى الاستفادة منه كرافد جيد للثروة السمكية، علماً بأنه يحجز 11 مليار متر مكعب من الماء وهو رابع أكبر سد في الشرق الوسط حيث يبلغ طوله 3.2 كلم بارتفاع 131 متراً.
وتعرض السد خلال العمليات العسكرية إلى ضربات أدت إلى تحطم أجزاء من الجسر الرئيسي الموجود فيه – بحسب مدير السد رياض عز الدين – الذي أوضح أنه تبين بعد إجراء الفحوصات أن تلك الأضرار طفيفة.
وذكر أن السد بُنِيَ على «تربة رخوة غير قادرة على التحمل، ولتفادي انهياره يتم حقنه بخمسين طناً من الإسمنت المُسال من خزَّان تمَّ بناؤه عام 1986».
وكانت عمليات الحقن قد توقفت لفترة وجيزة عند سيطرة مسلحي التنظيم عليه، وقال عز الدين إنه «تم تحديد الأماكن التي تحتاج إلى تحشية، وسحب المياه من غرفة تشغيل مضخات المياه ومن نفق التحشية والآن لا توجد أية أضرار كبيرة تهدد بانهيار السد، وغالبية العمال قد عادوا إلى عملهم بعدما استقر الوضع نوعاً ما، وهناك وجبتان من العمال تعملان باستمرار في نفق التحشية مع ثلاث حفارات بشكل مستمر لأعمال الصيانة».
وقال رئيس مجلس محافظة الموصل بشار الكيكي إن السد قد تمّت استعادته من عناصر تنظيم الدولة قبل نحو عشرة أيام، وهو الآن «مؤمن بالكامل تحت حماية قوات البيشمركة، داعياً الموظفين والفنيين الذين يعملون في السد إلى العودة ومباشرة عملهم». وأضاف أنه تمَّ صرف منحة مالية للموظفين الذين بقوا في عملهم في السد طوال الفترة الماضية «لأنهم تحدوا المخاطر العسكرية التي كانت تكتنف المنطقة، مدركين أن مهمتهم ضرورية للحفاظ على سلامة السد».
ويقول المهندس جمال مصطفى أحد هؤلاء الموظفين، ويعمل في قسم توليد الكهرباء، إنه تم إصلاح غالبية الأضرار التي لحقت بالسد، وأصبح العمل شبه طبيعي حيث إن مولدات الكهرباء لم يلحق بها أعطال وتم تشغيلها من جديد.