صليبا لـ«البناء»: ننسّق مع أجهزة الدول الصديقة في مكافحة الإرهاب
محمد حمية
منذ تعيين مجلس قيادة جديد في المديرية العامّة لأمن الدولة في آذار الماضي والمديرية أشبه بخليّة نحل وبداية ورشة عمل يقودها المدير العام اللواء طوني صليبا ونائبه العميد سمير سنان مع فريق من المستشارين الأمنيّين والإعلاميّين، بهدف تفعيل عمل المديرية والاستخدام الأمثل للصلاحيّات المنوطة بها وفقاً للقانون، وتتضمّن الورشة جملة من الإجراءات، ولا سيّما تشكيلات تطال المسؤولين عن الوحدات في المديرية والمراكز الإقليمية.
«تعزيز الشراكة والتعاون بين الجسم الإعلامي والمديرية العام لأمن الدولة»، تحت هذا العنوان كانت دعوة المديريّة للقائمين على الصحف والمواقع الإلكترونية إلى لقاءٍ تعارفي هو الأول من نوعه في المقرّ العام في الرملة البيضاء، ضمن سلسلة لقاءات مزمع إقامتها تباعاً مع المدير العام، وكانت حفاوة الاستقبال والاهتمام لافتة من قِبل عناصر الأمن والمسؤولين في المديرية، الذين استقبلونا ببسمة وكلمة تعبّران عن قناعة بأهمية التعاون مع الجسم الإعلامي للارتقاء بالمديرية إلى مستوى أداء أفضل، وإيصال الرسالة الصحيحة للرأي العام، وتحقيق الهدف بعيداً عن حجب المعلومة من الأمنيّين وتهيّب الإعلاميّين من السلطة الأمنيّة.
يدخل المدير العام برفقة نائبه جنباً إلى جنب إلى قاعة الاجتماع، حيث احتشد جمع كبير من الصحافيّين والإعلاميّين من صحف ومواقع إلكترونية مختلفة، وجلسا معاً وتتملّكهما ثقة فائضة بالنفس في امتلاك مفاتيح التغيير والتطوير في المؤسسة في ظلّ الغطاء السياسي الكامل المستمدّ من رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء، لإعادة دور المديريّة الريادي وموقعها المتقدّم بين المؤسّسات الأمنيّة الأخرى في الحفاظ على أمن الوطن ومكافحة الإرهاب واختراق العدو «الإسرائيلي» وغيرها من المهمّات.
أمر يؤشّر أيضاً إلى الانسجام التامّ بين الرجلين الذين يحوذان ثقة أركان الدولة، وأراد المدير العام ونائبه توجيه رسالة واضحة عبر الإعلام، بأنّ المرحلة الماضية التي أدّت إلى تعطيل عمل المديرية قد طويت ولن تتكرّر.
ويؤكّد اللواء صليبا في دردشة مع الصحافيّين، بأنّ سبب الوضع الذي كان قائماً في السابق، ليس الخلاف السياسي بين الأطراف، بل سببه الخلاف الشخصي بين المدير العام السابق ونائبه، ويعذو صليبا سبب ذلك إلى «الخلل في وضع المشرّع صلاحيّة القرار في يد المدير ونائبه، وغياب أيّة مرجعية ثالثة للاحتكام والركون إليها لحسم أي خلاف بينهما»، ونوّه صليبا إلى «فصل جديد من الشراكة والتنسيق بين الوسائل الإعلامية والمديرية بكافّة مراكزها الإقليمية، لما في ذلك خير ينعكس على أمن المجتمع، لا سيّما في ظلّ الظروف الدقيقة والتحدّيات الأمنيّة التي تتربّص بلبنان والمنطقة».
وأكّد صليبا لـ«البناء»، أنّه «على الرغم من الظروف الدقيقة التي تمرّ بها المنطقة، غير أنّ لبنان تمكّن من إبعاد النار الملتهبة في محيطنا»، كاشفاً عن تنسيق مع كافة الأجهزة الأمنيّة للدول الصديقة والمجاورة باستثناء العدو «الإسرائيلي»، خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب، ويشير إلى أنّ «النتائج حتى الآن جيدة وقد بدأت بالظهور تدريجياً»، ولفتَ إلى «التنسيق بين الأجهزة الأمنيّة اللبنانية كافة، والقضائية، ومع وسائل الإعلام على هذا الصعيد»، مؤكّداً أنّ خطر الإرهاب على لبنان قد تقلّص إلى حدٍّ كبير نتيجة الإنجازات الأخيرة التي تحقّقت».
وأكّد العميد سنان نائب المدير العام، أنّ «المديرية تشهد اليوم عهداً جديداً في استراتيجيّتها المنفتحة على جميع الأطراف والأطياف، ولا بُدّ من أن يحمل هذا الانفتاح تصويباً للعلاقة مع الجسم الإعلامي على أسس مهنيّة».
وبينما بدأ اللقاء بعرض مرئيّ للحضور، يعرف بدور أمن الدولة كضابطة عدليّة وبالمهمات المنوطة بها بحسب القانون، قدّمه أحد الضباط الميدانيّين الكبار المحترفين في العمل الأمني في المديرية هو رئيس شعبة الشؤون الأمنيّة، أعلن أنّ «المديرية على أتمّ الاستعداد لتزويد وسائل الإعلام بالمعلومات الدقيقة والكاملة في الوقت المناسب».
وكان لافتاً الحضور الفاعل والطاغي لمستشارة المدير العام للشؤون الإعلامية، ريما صيرفي، التي أكّدت في مداخلتها بختام اللقاء، على «ضرورة إقامة علاقة ندّية بين الإعلام والأمن»، مشدّدةً على أنّ «دور الإعلام أن يكشف، فيما واجب الأمن أن يتكتّم، أمّا نقطة التوازن، فهي الجمع بين ما يمكن الإفصاح عنه وما يجب حجبه».